الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حافظوا على فلذات أكبادكم

2 سبتمبر 2014 21:59
«كنت مع عائلتي في أحد الأيام نتناول وجبة العشاء في أحد ردهات المطاعم، إلى أن راودتني فتاة صغيرة بعمر الزهور لا تتجاوز العامين من العمر، كانت تتمشى وكأنها في عالم آخر بدون حسيب أو رقيب، التفت يمنة ويسرة عل وعسى أرقب أحد أفراد عائلتها، لكن لا أثر لأحد يتتبعها، رأيتها قد وصلت إلى نقطة الخطر، حيث كانت واقفة عند الدرج المتحرك تنتظر أن تصعد على أحد سلالمه ليأخذها إلى حيث لا تعرف أين، لا أعرف ما الشعور الذي جعلني أترك مكاني ومائدة الطعام لأسرع إلى التقافها، لعله الشعور الأمومي والخوف على طفلة في هذا العمر، أردت أن أخذ منها أي معلومة أو إشارة، ولكنها ما زلت صغيرة السن معجم لغتها لا يعرف أسماء أبويها وترادف الأسماء عندها كلمة ماما وكلمة بابا فقط، انتبهت إلى أنها قد اضاعت أهلها، بدأت بالبكاء فقد ضاعت وخافت ألا ترى أمها مرة أخرى، يااااه، وأخيراً لاحت ملامح الأم والأب وهم قادمين إلى الفتاة ببرود لم أرَ مثله من قبل، لتقول للبنت: اين كنت لماذا ذهبت عني بعيدا؟ هيا تعالي تعالي، ثم التفتت إليّ، وقالت بجفاف: شكراً، أمانة لم أرَ بروداً مثل هذا البرود، الأمر الذي استثار غضبي ولكن كتمت غيظي فأنا أعلم بأنه أن ألقيت بظلال غضبي عليها قد يحدث ما لا يحمد عقباه لذا أطرح سؤالاً مهماً في هذا السياق: هل يتوجب علينا الحفاظ على أبنائنا أم نتركهم يذهبون هباء منتثوراً مع أدراج الرياح؟ ونلوم في الأخير يا قرائي كثرة الجرائم وارتفاع عددها ونضرب كفا بكف ونبكي على الأطلال، لنطلق العنان لآهاتنا، ونقول ضاعوا أولادنا، بالله عليكم على من تقع مسؤولية رعاية وحماية أبنائنا؟ أقرأ الإجابات من خلال العيون التي تكلمت قبل أن تنطق رداً على تساؤلي بأن المسؤولية تقع علينا بالدرجة الأولى علينا نحن كأفراد أسرة، وبالدرجة الثانية على المجتمع المحلي، ولكن ما يهمنا في هذا السياق هو مسؤوليتنا نحن كآباء، فلك يا عزيزي القارئ أن تقرأ بعض المواقف التي تمر علينا وتعجب عليها عجبا شديداً، فهذا يترك ابنه يلعب وحده في الشارع، وتلك تترك بناتها تذهب لوحدها مع السائق دون أي حسيب أو رقيب عليهم، وذاك يترك ابنه البالغ من العمر 7 سنوات يذهب الى المسجد وحده متكاسلاً السير معه، وغيرها وغيرها والنتيجة: إما جريمة نكراء يستنكر لها المجتمع ويندم عليها الآباء وتبكي عليهم الأمهات لتعتلي البنط العريض في مانشيت الجرائد في قسم الجرائم الوخيمة، وإما رحمة من الله في تسخير أبناء الحلال في حماية هؤلاء الأبناء، وهذا ما نجده مع الأفراد، الذي انزل عليهم ربي رحمته! كلمة أخيرة: أتمنى منا نحن كأفراد وكآباء التكاتف معاً ونأخذ عهد على أنفسنا بالحفاظ على لذات أكبادنا، فهم المستقبل وبهم ينهض المجتمع ويرتقي، فلنحافظ عليهم ففراقهم صعب ولا نريد أن نسمع بالمزيد من الجرائم والمصائب فما سمعناه يكفينا إلى الآن، وأنت لها يا أبناء الوطن. ريم المحمودي - رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©