الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القناعة

17 أغسطس 2011 14:37
القناعة كنز لا ينفد، فهي أفضل الغنى يعيش القانع هادئ النفس قرير العين مؤمن بالله تعالى إن اعترضته طوارق الحياة استقبلها بقلب ينبض بالإيمان وإن ما أصابه لم يكن ليخطئه وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن القناعة، حيث قال: (ليس الغِنَى عن كثرة العَرَض، ولكن الغنى غنى النفس). وقال الله صلى الله عليه وسلم: (من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافًى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا) الترمذي وقال الله صلى الله عليه وسلم: (وارْضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس الترمذي ويبين صلى الله عليه وسلم أن القانع مقامه كبير وأن الله تعالى معينه). وعن مفهوم القناعة، يقول الجاحظ: “هي الاقتصار على ما سنح من العيش، والرضا بما تسهل من المعاش، وترك الحرص على اكتساب الأموال وطلب المراتب العالية مع الرغبة في جميع ذلك وإيثاره والميل إليه وقهر النفس على ذلك والتقنع باليسير منه”. ويقول الماوردي: “والقناعة قد تكون على ثلاثة أوجه: الوجه الأول: أن يقتنع بالبلغة من دنياه ويصرف نفسه عن التعرض لما سواه؛ وهذا أعلى منازل أهل القناع. قال مالك ابن دينار: “أزهدُ الناس من لا تتجاوز رغبته من الدنيا بلْغته”. الوجه الثاني: أن تنتهي به القناعة إلى الكفاية، ويحذف الفضول والزيادة. وهذا أوسط حال المقتنع. الوجه الثالث: أن تنتهي به القناعة إلى الوقوف على ما سنح، فلا يكره ما أتاه وإن كان كثيرًا، ولا يطلب ما تعذر وإن كان يسيرا. وللقناعة فوائد عديدة، أهمها الرضى بما قدر الله تعالى وقَسَم. وشكر الله تعالى على ما أنعم قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (كن ورعا تكن أعبد الناس، وكن قنعًا تكن أشكر الناس). والحياة الطيبة كما قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. قال ابن عباس “الحياة الطيبة هي القناعة”، وقال بعض الحكماء: “وجدت أطول الناس غما الحسود، وأهنأهم عيشًا القنوع”. فالقانع يتصف بالصدق في تجارته وبالأمانة في القيام بحق زوجه وأبنائه ووظيفته. والقانع موعود بالفوز والفلاح: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: “طوبى لمن هدي إلى الإسلام، وكان عيشه كفافًا، وقنع) الترمذي، وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: “قد أفلح من أسلم ورزق كفافًا، وقنعه اللّه بما آتاه” مسلم المسلم يقنع بما قسم الله له في ما يتعلق بالدنيا، أما في عمل الخير والأعمال الصالحة فإنه يحرص دائمًا على المزيد من الخيرات، مصداقًا لقوله تعالى: «وتزودوا فإن خير الزاد التقوى» البقرة. وقوله تعالى: وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين آل عمران.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©