الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رجاء المدفع: عبد الناصر كان بطل الحوار في السحور الرمضاني

رجاء المدفع: عبد الناصر كان بطل الحوار في السحور الرمضاني
20 أكتوبر 2006 22:55
حوار- أحمد مرسي: قرابة ربع قرن من الحياة العملية خاضتها رجاء المدفع الخبيرة في المكتب الفني لقطاع الشؤون الاجتماعية بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية- قبل انفصالها في وزارتين حالياً- مرت خلالها بتدرجات وظيفية عديدة بدأتها بعد حصولها مباشرة على بكالوريوس علم النفس بتقدير جيد جداً في الدفعة الأول بجامعة الإمارات عام ،1981 لتتولى بعدها مهام مديرة مركز التنمية الاجتماعية بعجمان لمدة عشر سنوات لتنتقل بعدها مديرة لإدارة الأسرة والطفولة لمدة أربعة عشر عاماً تخللهم العديد من الأنشطة والأعمال التطوعية انتهت بالزواج الذي أثمر أربعة أطفال· شهر رمضان المبارك في حياتها يرتبط بالكثير من المعاني الجميلة مثل الألفة والمحبة والترابط الاجتماعي والتزاور بين الأهل وإيجاد لغة للحوار وأشياء أخرى كثيرة نتعرف عليها خلال هذا الحوار: تقول المدفع: للشهر الفضيل مكانة عظيمة في قلب كل مسلم فهو منشط الإيمان والناقوس الذي يدق على العقول ممن أخذتهم الدنيا بمشاغلها وقصّروا في واجباتهم الدينية في ظل حياة طغت عليها الماديات كما في عصرنا الحالي، وعليه وجب على الجميع أن يستغل فرصة قدومه ويقف وقفه صادقة مع نفسه ليرتب أوراقة، وخاصة العائلية، من جديد فيمنح لنفسه تجديد العلاقات مع أهله وأبنائه وجيرانه بل وأصدقائه في ظل وجود حالة نفسية جيدة هيئتها للجميع روحانيات الشهر الفضيل· ذكريات جميلة على المستوى الشخصي يعني شهر رمضان المبارك لي الكثير من الذكريات الجميلة التي ما زالت محفورة في ذاكرتي وأحب أن أسترجعها وأعيش معها من جديد وهو أحلى وأجمل أيام العمر، هكذا تقول المدفع، منوهة إلى أنها تتذكر أيام الطفولة في الشهر المبارك وكيف كانت تغمرها السعادة وسط أجواء المرح واللعب مع أطفال ''الفريج''- الحي- والتدريب على الصوم والإفطار لحظة الشعور بالجوع أو العطش في أي ساعة من نهار رمضان لعدم وجود تكليف بالصوم لمن في عمرهم· وأضافت: يعتبر رمضان في سن النضج والشباب هو الأكثر قرباً ومحبة إلى قلبي وهو يعني لي الكثير من المعاني الحياتية الجميلة في وجود الجو العائلي المفعم بالمحبة والحنان الأبوي وتجمع أفراد الأسرة بشكل كامل، ليس على مائدة الإفطار لظروف عمل الغالبية ومشاغلهم التي كانت تحول دون ذلك أو لانقسام الأسرة بشكل مستمر في تلك الوجبة على مائدتين واحدة للنساء وأخرى للرجال، بل في وجبة السحور حيث كانت المحطة الرئيسية للتجمع يلتف حولها أفراد الأسرة وتدور أحاديث السمر المتنوعة في كل مجالات الحياة وتستمر حتى صلاة الفجر· حوارات هادفة وأشارت إلى أنها تعشق الحوارات التي كانت تدور بينها وبين زوج والدتها، والتي تدين له بالكثير من العرفان بعد أن احتضنها وشملها برعايته وكان عمرها لا يتعدى الخمس سنوات، إلى أن أوصلها لما هي عليه الآن، حيث كان من محبي الزعيم جمال عبد الناصر ولسيرته ومواقفه الخالدة، فغالباً ما يكون بطل الحوار بعد تناول السحور وفي بعض الأحيان تتنوع الأحاديث حول الشخصيات التاريخية المؤثرة في عالمنا الحديث حيث استفادت كثيراً من تلك الحوارات في تكوين شخصيتها وظلت تلازمها عادة السهر بعد تناول السحور وحب النقاش إلى وقتنا الحالي· تبديل الأدوار تختلف الحياة وتتغير الأحوال بصورة كاملة بعد تبدل الأدوار في مسارها الطبيعي وتصبح الطفلة والشابة بعد مرور السنين هي ذاتها القائمة بدور الزوجة والأم كما توضح خبيرة الشئون الاجتماعية سابقاَ، مضيفة أن النظرة إلى الحياة بشكل عام واستقبال شهر رمضان المعظم على وجه الخصوص يأخذ منحنى آخر مختلف تماماً ومغاير كلياً بين الطرفين وتتزايد المسئوليات تجاه الأم في توفير راحة للزوج والأبناء والاهتمام بالأهل والاستعداد والإشراف على الموائد في حال وجود ضيوف وعلى الشق الأخر تأدية العبادات والتقرب إلى الله بالزيادة في قراءة القرآن وصلاة التراويح والحرص على عمل الخير بصورة أكبر من الأيام العادية· اختلاف واضح لقد تغير كل شيء في الحياة بين رمضان الأمس واليوم قلت الحركة التي كانت تدب بين البيوت قبل الإفطار مباشرة إلى حدٍ كبير فكان الجميع يتزاور مع جيرانه ويهديهم ما لديه من الطعام ويتلقى هو منهم ما جادت به الأيام عليهم واختفت حلقات تجمع الرجال أمام البيوت وقت الإفطار كما كان يحدث في القدم وانعدمت لغة التحاور والنقاشات الهادفة بين أفراد الأسرة التي كانت تلازم وقتي الإفطار والسحور وقام التليفزيون بالدور المحوري بينهم وأصبح وسيلة الجذب التي تشد انتباههم وسارق أوقاتهم بل ومحور حديثهم حتى في حالة إغلاقه· أعمال تطوعية كنت ممن يحرصون على استغلال الشهر الفضيل للعبادة والتقرب إلى الله والتفرغ أيضاً للعمل الخيري، هكذا تقول مديرة إدارة الأسرة والطفولة بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية- قبل انفصال الوزارتين حالياً- منوهة إلى أنها كانت غالباً ما تفضل الحصول على باقي إجازتها السنوية خلال الشهر الفضيل لتكون فيها بخدمة أبنائها- جاسم 13 سنة، رفيعة 10 سنوات، روضة 9 سنوات، عبد الرحمن 6 سنوات- وزوجها- حسين حسن كان يعمل فني طائرات بوزارة الدفاع في أبوظبي في السابق ويعمل حالياً بمطار الشارقة الدولي- والعمل التطوعي الذي كان ينشط وبشكل ملحوظ طوال الشهر المبارك من تنظيم المعارض الخيرية والندوات والمحاضرات وتقديم المساعدات للمحتاجين ويستمر العمل حتى ساعات متأخرة من الليل، حيث شغلت لسنوات عضوية مجلس إدارة هيئة الأعمال الخيرية- اللجنة النسائية- بعجمان وكذلك مسؤولة باللجنة الاجتماعية بالهيئة مما يجعل لرمضان طابعا آخر من العمل محبب إلى النفس يميزه عن غيره من باقي شهور العام·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©