سلبيات التقاعد المبكر

أصدر مجلس الوزراء قراراً بتمديد استحقاق المعاش الى عشرين عاماً في حالة الاستقالة لمواجهة إعصار الاستقالات المتتالية والقضاء على ظاهرة التقاعد المبكر وحفاظاً على مصلحة الفرد والمجتمع والوطن من أضرار هذه الظاهرة المدمرة لما فيها من استنزاف للعقول الشابة وهدر للطاقات وإجهاض لقيم الاسلام ومبادئه وسبيل للتخبط واقتراف الآثام ولما يترتب عليه من قلة معاش المتقاعد مما يؤدي إلى مزيد من الشكوى والتذمر نظراً للحرائق التي زاد لهيبها الارتفاع الصارخ في الأسعار كما ان المتقاعد يلقي بنفسه في دائرة مفرغة ومحاطة بالأخطار والنيران من كل جانب ربما تؤدي بصاحبها أو ترمي به في براثن الإثم واقتراف المعاصي واتباع الهوى ونيل الشهوات وعمل الموبقات مما يكون له أبلغ الاثر في ضياع مصالح الفرد وهدم المجتمع وفقدان القيم وتخبط الأفراد وانغماسهم في الخطايا والآثام وغرقهم في بحر من الظلمات، وكما ان للتقاعد المبكر سلبيات على مستوى الفرد فله ايضاً سلبيات على مستوى الدولة تتلخص في هدر الكفاءات ووأد الخبرات المواطنة في وقت يفترض انها أكثر خبرة ونضجا ونفعا لأنفسهم ومجتمعهم وأوطانهم كما انها تكلف الوطن مبالغ طائلة فما هي الا هدر بشري ومادي·· وكم أثر في نفسي هذا النزيف الدموي المستمر للعقول الشابة من بحث المواطنين عن التقاعد المبكر والاستقالات المتتالية وهم في ريعان شبابهم فأين الانتماء يا أبناء الوطن؟! وهل ما تفعلونه بحث عن الراحة المزعومة وهرب من العطاء وبعد عن صدعة الرأس كما تقولون؟ فيجب على المسؤولين البحث عن اسباب تفاقم هذه الظاهرة ومحاولة وأدها وهي في ريعان شبابها قبل ان يستفحل خطرها ووضع الحلول الرادعة والعلاج الشافي لها وتنمية روح الانتماء والاخلاص والتفاني في نفوس هذه الفئة الضالة أحباب الفراغ وعشاق الكسل فعلى كل مستهتر ان يعي جيداً ان هذا الوطن امانة في أعناقنا يجب علينا جميعاً الحفاظ عليه وبذل الغالي والنفيس من أجله والتفاني والإخلاص في سبيل رقيه ورفعته فمن خيراته أكلنا ومن مائه ارتوينا وتحت سمائه استظلينا وترابه رفاتنا ورفات أجدادنا· محمود عبد الباقي مدرسة الحباب بن المنذر