المستشفى الإماراتي العالمي يواصل برامجه العلاجية لمنكوبي زلزال هايتي

واصل المستشفى الإماراتي العالمي للاستجابة للطوارئ برامجه العلاجية لصالح منكوبي الزلزال في هايتي وسط إقبال كبير من المرضى والمصابين. ويعمل المستشفى في ظل التوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بتقديم كافة سبل المساعدة والمساندة للضحايا والمنكوبين وتعزيز الجهود الدولية للحد من وطأة المعاناة الإنسانية على الساحة الهايتية. وتعززت خدمات المستشفى بفضل الدعم الذي يجده من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر. وقام المستشفى الذي يعمل تحت مظلة هيئة الهلال الأحمر امس بتقديم العلاج والرعاية الصحية اللازمة لحوالي 120 حالة من ضحايا الزلزال معظمها تعاني من كسور وإصابات متنوعة ومضاعفات أخرى نتيجة الإهمال وعدم المتابعة لأوضاعها الصحية نتيجة الضغط الزائد على المؤسسات الصحية الهايتية وشح امكاناتها. كما أفرد المستشفى وحدات علاجية للكشف على الحالات التي تعاني من أمراض مزمنة مثل الضغط والسكري وأمراض القلب والشرايين وأمراض الطفولة وأهملت أوضاعها بسبب توجيه كافة الجهود الصحية هناك للإصابات البليغة والحالات الخطيرة لإنقاذ حياتها وبالتالي أهملت شريحة كبيرة من المرضى وجدوا الفرج في المستشفى الإماراتي العالمي الذي مثل لهم بارقة أمل في الاستشفاء، لذلك يشهد المستشفى يوميا إقبالا متزايدا من المرضى من مختلف الأحياء بعد أن انتشرت سمعته بين سكان العاصمة بورت أو برنس. ومثل الإقبال المتزايد على المستشفى وبرامجه العلاجية جهدا إضافيا على الكادر الطبي والفني الذي واجهه بتمديد فترات العمل وفتح عيادات إضافية في عدد من التخصصات الحيوية حسب الدكتور عادل الشامري المدير التنفيذي للمستشفى، مشيرا إلى أن وجود المستشفى في قلب العاصمة الهايتية وقربه من موقع الحدث ساهم كثيرا في سهولة وصول المرضى إليه، كما ساهمت الخدمات الطبية المتنوعة التي يقدمها والتي تشمل معظم التخصصات في اكتساب المستشفى شهرة كبيرة وسط السكان بالرغم من أن فترة وجوده بينهم لم تتجاوز الخمسة أيام، وقال إن هذا الحضور الكثيف من المرضى يؤكد حاجة الساحة الهايتية المنكوبة للمزيد من الخدمات الصحية وهو الشيء الذي فطنت إليه هيئة الهلال الأحمر مبكرا وبادرت بإرسال المستشفى الإماراتي العالمي لدعم الأوضاع الصحية المتردية في هايتي، مؤكدا أن المستشفى سيعمل ما في وسعه لتوفير الرعاية الصحية اللازمة لمحتاجيها ولن يدخر وسعا في سبيل تخفيف معاناة المرضى الصحية. حالات تشوهات من جانبها قالت الدكتورة الأرجنتينية فيفان كوجر اختصاصية طب الطوارئ عضو الفريق الطبي للمستشفى الإماراتي العالمي إن الإهمال الطبي للكثير من الحالات وعدم المتابعة اللاحقة للمصابين تسببا في حدوث مضاعفات كان من الممكن أن تؤدي إلى عاهات دائمة وتشوهات لولا تدخل الفريق الطبي للمستشفى الإماراتي في الوقت المناسب وإجراء اللازم، مشيرة إلى أن العديد من الحالات التي عرضت عليها تعاني بسبب عدم توفر الرعاية الصحية اللاحقة والمتابعة المستمرة ، وعزت هذا القصور إلى أن حجم الكارثة كان أكبر من الامكانيات الصحية المتوفرة في هايتي وفاق توقعات الجميع. وأضافت “من خلال تجربتي السابقة مع الأزمات والطوارئ يصبح مثل هذا الوضع طبيعيا في حالات الأزمات الكبرى ويمكن تداركه من خلال التدخل اللاحق وهو ما يضطلع به المستشفى الإماراتي حاليا، معربة عن تقديرها لهيئة الهلال الأحمر التي بادرت بإقامة المستشفى وإتاحة الفرصة لعدد من الأطباء من مختلف دول العالم للالتقاء عبر هذا التجمع الإنساني وتلبية نداء الواجب تجاه ضحايا الزلزال”. مبادرة الهلال ويمثل المستشفى الإماراتي العالمي إحدى مبادرات هيئة الهلال الأحمر لتخفيف المعاناة البشرية وصون الكرامة الإنسانية حول العالم، ويجسد حرص الهيئة على مواكبة الاحتياجات الميدانية لضحايا الكوارث والأزمات خاصة في المجال الصحي. وحرصت الهيئة منذ حدوث كارثة الزلزال على توفير أوجه الدعم والمساندة كافة، وساهمت بقوة في تعزيز الجهود الدولية لتخفيف وطأة الكارثة عن الضحايا والمنكوبين. وعملت من خلال عدة محاور على توفير الاحتياجات الضرورية للمنكوبين وتضمنت عملياتها الإغاثية المستمرة على الساحة الهايتية إمداد القطاع الصحي والمستشفيات بكميات كبيرة من الأدوية والمعدات الطبية إلى جانب المواد الغذائية والإيوائية المتنوعة.