الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

فرنسا تحتفل بمرور 200 عاماً على «ميلاد» سكر الشمندر

3 يناير 2012
ليل (ا ف ب) - بات السكر الآن مكوناً أساسياً لتحلية القهوة أو لتحضير قالب حلوى، إلا أن هذا المنتج الفاخر سابقا أحدث ثورته قبل 200 عام بفضل أعداء الفرنسيين اللدودين في تلك الفترة، أي الإنجليز، الذين دفعوا رغماً عنهم باتجاه استخراجه من الشمندر السكري. فاليوم 95% من حوالي 25 كيلو جراماً من السكر يستهلكها سنوياً كل شخص في فرنسا، يستخرج من الشمندر السكري. وتزرع هذه الجذريات الدرنية على مساحة 400 ألف هكتار تقريباً في فرنسا. ويقول برتران دو كراي، المدير العام المنتدب لمركز الدراسات والتسويق حول السكر،: “لكن من القرن السادس عشر إلى مطلع القرن التاسع عشر كان الفرنسيون يستهلكون خصوصا سكر قصب السكر المستورد من المستعمرات مثل جزر الانتيل وسانتو دومينجو. وكان يومها منتجاً فاخراً لم يكن متوافراً إلا لدى العطارين وللطبقات الميسورة جداً”. لكن مصدر التموين هذا نضب فجأة عندما فرض نابليون الأول حصاراً قارياً في 1806، رافضاً دخول أي بضاعة بريطانية إلى القارة الأوروبية لإضعاف إنجلترا التي كانت هيمنتها البحرية تعيق كثيرا التجارة مع المستعمرات. ويلخص مؤرخ التغذية، مارك دو فيرييير لو فاييه، الأمر بقوله “مع فرض الحصار لم يعد السكر متوافراً إلا أن الناس كانوا قد اعتادوا عليه فبدأ البحث عن حل”. ويوضح “اطلق الإمبراطور نداء للبحث عن مصدر جديد. فالسكر موجود بشكل طبيعي في الكثير من النباتات لذا أجريت اختبارات على البطاطس مثلاً، إلا أنها بينت أن الشمندر هو الذي يحوي أفضل نسبة لأنه يعطي 15 إلى 20 % من وزنه” سكراً. وقد اشتم رجل الأعمال بنجامان ديليسير الذي اشتهر بعدها بإنشاء صناديق الادخار، الصفقة المربحة. فحول مصنعه لغزل القطن إلى مصنع لتكرير السكر في غرب باريس عند أقدام برج ايفل الحالي. وزاره نابليون الأول في الثاني من يناير 1812. وتظهره لوحة “جرافور” كانت ترد في الكتب المدرسية حتى الستينات وهو يقدم قالب سكر إليه. ويشدد المؤرخ “كنا في خضم الرمزية القومية. فبنجامان دولوسير يضمن استقلال فرنسا على صعيد السكر. هذا الأمر شكل احد النجاحات الفرنسية الكبرى في الصناعات الغذائية”. وبفضل هذا الإرث باتت فرنسا المنتج الأول للسكر المستخرج من الشمندر. بعد أيام قليلة على ذلك مر بونابرت بسلسلة من الإجراءات لإطلاق هذا المجال الاستراتيجي بنظره مع زراعة مئة ألف هكتار بالشمندر الكسري وإصدار 500 ترخيص لبناء مصانع سكر ومنح للطلاب. تبع ذلك “حرب اقتصادية فعلية” بين منتجي قصب السكر ومنتجي الشمندر. وستكون الغلبة في نهاية المطاف لمنتجي الشمندر الذين تلقوا دعماً خصوصاً مع إلغاء العبودية في 1848 في المستعمرات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©