الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

انشقاق رئيس الوزراء السوري وانضمامه لـ«الثورة»

انشقاق رئيس الوزراء السوري وانضمامه لـ«الثورة»
7 أغسطس 2012
تلقى النظام السوري أمس، ضربة قوية بانشقاق رئيس الحكومة رياض حجاب وانضمامه إلى “الثورة”، متهماً حكومة دمشق بأنها “إرهابية ارتكبت جرائم إبادة”، ليصبح بذلك أعلى مسؤول سياسي ينشق عن النظام برئاسة بشار الرئيس بشار الأسد منذ بدء الاضطرابات في البلاد قبل نحو 17 شهراً. في وقت أكد فيه المجلس الوطني المعارض أن وزيرين آخرين لم يكشف عن هويتهما، و3 ضباط برتبة عميد انشقوا وفروا جميعاً إلى الأردن مع حجاب الذي كلف برئاسة الحكومة السورية الجديدة قبل أقل من شهرين، لكن عمان نفت دخول رئيس الحكومة المنشق إلى الأراضي الأردنية وذلك، بعد تأكيد مسؤول أردني رسمي رفض الكشف عن هويته أن حجاب دخل البلاد. وأعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء السوري المنشق محمد عطري والمعارضة، أن حجاب “سيغادر إلى قطر الثلاثاء أو الأربعاء أو خلال أيام، وسيخرج للإعلام وهو بكامل صحته وعائلته سليمة ومعه”. وأقرت الحكومة السورية بانشقاق حجاب مقللة من هذا التطور، وقالت إنه لن يؤثر على سوريا كونها “دولة مؤسسات وليس أفراد”، نافية ضمناً انشقاق وزيرين آخرين معه، معلنة عن تعيين عمر غلاونجي الذي كان نائباً لرئيس الوزراء، على رأس حكومة مؤقتة. واعتبر المجلس الوطني المعارض انشقاق حجاب مؤشراً على “تآكل النظام من الداخل”، بينما قالت واشنطن إن انشقاق المسؤول الرفيع “إشارة جديدة على أن الأسد “فقد السيطرة على سوريا..وفقد تماسك دائرة المقربين منه”. وأكدت برلين أن إنشقاق حجاب “يظهر مدى تآكل نظام الأسد”، فيما وصفته باريس بأنه يكشف “هشاشة نظام اختار العنف المسلح بشكل أفقده غالبية داعميه”. وبعد أقل من شهرين على تعيينه، انشق رئيس الوزراء السني ولجأ إلى الأردن، بحسب المعارضة ومسؤول أردني، على أن يتوجه لاحقاً إلى قطر التي تستضيف عدداً من السفراء والشخصيات السورية المنشقة. وتلا متحدث باسمه من عمان، عبر قناة “الجزيرة” التلفزيونية الفضائية، بياناً جاء فيه “أعلن اليوم انشقاقي عن نظام القتل والإرهاب وانضمامي لصفوف الثورة”. وبحسب المتحدث محمد عطري، فإن عملية تحضير انشقاق حجاب وتهريبه، تمت بالتنسيق مع الجيش الحر وقد استغرقت “أشهراً”. وقال خالد زين العابدين، عضو المجلس الوطني المعارض إن “رئيس الوزراء رياض حجاب وعائلته إضافة إلى وزيرين و3 ضباط بالجيش برتبة عميد عبروا الحدود إلى الأردن ليل الأحد بالتنسيق مع الجيش الحر”. وأضاف أن “التنسيق كان مباشراً مع الجيش الحر الذي أمن وصول السيد حجاب وعائلته ومن معه إلى آماكن آمنة داخل الأراضي الأردنية”. وأشار إلى أن “عدداً كبيراً من ضباط الجيش السوري كذلك كانوا انشقوا ولجأوا إلى الأردن مساء الأحد”. من جانبه، أكد عضو ثان في المعارضة السورية انشقاق حجاب وعدد من المسؤولين السوريين ولجوئهم إلى الأردن. وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه “الجيش السوري الحر والمعارضة ينسقان الآن لمساعدة عدد أكبر من ضباط الجيش السوري والمسؤولين للانشقاق واللجوء إلى الأردن في الأيام المقبلة”. من جهته، أفاد زايد حماد، رئيس جمعية الكتاب والسنة التي تقدم العون لعشرات آلاف السوريين في المملكة، أن عدداً من أعضاء الجمعية على الحدود الأردنية - السورية شاهدوا حجاب يدخل الأردن. وأضاف حماد أن “حجاب شوهد وعائلته وآخرين يعبرون الحدود بين البلدين الليلة الفائتة ( الأحد الاثنين) واستطيع تأكيد ذلك”. وقال لؤي المقداد عضو المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر إن رئيس الوزراء السوري المنشق سيعقد مؤتمراً صحفياً أو يلقي بياناً يجري الإعداد له بالتشاور مع الحكومة الأردنية. وفي اتصال هاتفي مع قناة “العربية” قال إن النظام السوري اعتقل وزير المالية محمد جليلاتي تحسباً لانشقاقه، وحذر من أن يقتل على أساس أنه انتحر. ورحب رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا بالانشقاق، معتبراً أنه مؤشر على “تآكل النظام من الداخل”. من جانبه، نفى برهان غليون الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري علم المجلس مسبقاً بانشقاق حجاب، وقال إنه من غير المعقول أن تعلن شخصية على هذا المستوى مسبقاً نيتها الانشقاق في ظل النظام الأمني القائم. وقال أحمد رمضان وهو عضو آخر في المجلس الوطني السوري، إن حجاب كان برفقته عدد من المسؤولين وأن المجلس مازال يقوم ببعض الخطوات وأنه ليس هناك عجلة في الكشف عن شخصياتهم. واستطرد أن الحذر مطلوب لتفادي بعض الضربات الوقائية. وذكر رمضان أن 15 دبلوماسياً وشخصية سياسية تنوي الانشقاق. وأضاف أن المجلس يعتقد أن تفكك النظام دخل مرحلة حساسة للغاية وأن المجلس الوطني يتعامل مع الأمر بجدية تامة. وكان التلفزيون السوري ذكر أنه تمت إقالة حجاب وإبلاغه بالقرار ليل الأحد الاثنين وتم تكليف المهندس عمر غلاونجي بتسيير أعمال الحكومة مؤقتاً. وقلل وزير الإعلام السوري عمران الزعبي من أهمية انشقاق رئيس الوزراء. وقال بعد اجتماع “استثنائي” لمجلس الوزراء برئاسة غلاونجي إن “سوريا دولة مؤسسات، وإن انشقاق الأشخاص مهما علت رتبهم أو مواقعهم لا يغير ولا يؤثر في نهج الدولة السورية”. وأثار انشقاق حجاب المفاجأة في الشارع. واعتبرت رنا وهي موظفة في الخامسة والأربعين أن هذا الانشقاق “يشكل خسارة للبلاد”، بينما قال محمد، وهو تاجر في دمشق، إن “النظام يتفكك، ستحصل انشقاقات أخرى”. وكلف الرئيس الأسد حجاب بتشكيل الحكومة في يونيو الماضي خلفاً لعادل سفر الذي كان قد شكل الحكومة في أبريل المنصرم. وغلاونجي كان نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات وزير الإدارة المحلية في حكومة حجاب. ورحبت كل من واشنطن التي اعتبرت أن انشقاق حجاب يكشف أن بشار الأسد “فقد السيطرة على البلاد، وفقد السيطرة على الدائرة المقربة منه” وأن أيامه باتت معدودة. في حين رأى وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس أن هذه الخطوة تكشف “هشاشة” النظام، وقالت الخارجية الألمانية إنها تشير إلى “التآكل” السريع للنظام. بالتوازي، أفادت وكالة أنباء الأناضول أمس، أن لواء آخر في الجيش السوري وصل إلى تركيا لينضم إلى قوات المعارضة المسلحة ومعه 5 ضباط كبار وأكثر من 30 جندياً. وأضافت الوكالة أن أكثر من 400 مدني سوري معظمهم من النساء والأطفال رافقوا العسكريين. وبذلك يرتفع عدد كبار الضباط السوريين الذين لجاوا إلى تركيا إلى 31 منذ بداية الاحتجاجات السنة الماضية في مارس 2011. إلى ذلك، اعتبر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن الوقت “بدأ ينفد للوصول إلى مرحلة انتقالية سياسية” في سوريا، مؤكداً أن النظام السوري “غير قادر على التغيير”، على ما افاد مصدر رسمي أمس. وقال الملك عبد الله في مقابلة تبث على شبكة “سي بي اس” الأميركية خلال أيام أن “الوقت قد بدأ ينفد للوصول إلى حل لمرحلة انتقالية سياسية في سوريا”. ورأى أن “النظام حول الرئيس الأسد غير قادر على التغيير”، وفقاً لما جاء في مقتطفات من المقابلة نقلتها وكالة الأنباء الأردنية الرسمية. وأكد عاهل الأردن أن “عدم التوصل لمخرج للأزمة السورية قريباً سيؤدي إلى تصعيد خطير في العنف الطائفي يقود ربما إلى حرب أهلية شاملة تمتد أثارها الكارثية إلى سنوات مقبلة”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©