الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مجموعة «العشرين» وقمة الفرص الضائعة

12 نوفمبر 2010 21:15
فشل الرئيس الأميركي أوباما على ما يبدو في محاولته صياغة مقاربة موحدة لدعم الاقتصاد العالمي في وقت بدا فيه اجتماع زعماء العالم في طريقه للاختتام في سيئول أمس الجمعة بدون اتفاق حول خطوات محددة لتلافي نشوب حروب تجارية ونقدية ضارة. فقد أظهر زعماء أكبر الاقتصادات في العالم أنهم في مزاج سيئ لا يسمح لهم بتقديم تنازلات خلال القمة التي استمرت يومين؛ وبدا أنهم ماضون نحو إطلاق تعهدات واسعة وعامة لم تنجح في إخفاء عجزهم عن إيجاد أرضية مشتركة من أجل تحرك فوري. وهذا الفشل في إيجاد توافق بين دول مجموعة العشرين أثار شبح سعي كل بلد على حدة وراء مصالحه الخاصة على حساب ضمان نمو عالمي منسق ومتوازن. وفي هذا الإطار، حذر رئيس الوزراء البريطاني كاميرون خلال افتتاح القمة من مخاطر هذا الطريق قائلاً إن فشل مجموعة العشرين في تحقيق نوع من المصالحة العالمية يمكن أن يؤدي إلى "عودة لما حدث في عقد الثلاثينيات: الحمائية، والحواجز التجارية، والحروب النقدية، واتباع الحكومات لسياسات تخدم مصالحها الذاتية وتضر بجيرانها؛ والسعي وراء المصالح الذاتية وعدم الاكتراث ببقية العالم". غير أن ذلك بالضبط هو ما تقوم به الآن بلدان كثيرة على ما يبدو. وقد استهدفت الانتقادات على وجه الخصوص قرار "الاحتياطي الفيدرالي" (البنك المركزي الأميركي) مؤخراً ضخ 600 مليار دولار في النظام المالي الأميركي، في خطوة اعتبرها المنتقدون محاولة لخفض قيمة الدولار بهدف جعل الصادرات الأميركية أكثر تنافسية. وبينما اجتمع الزعماء في سيئول، وصف رئيس البنك الصيني "زياو جانج" خطوة "الاحتياطي الفيدرالي" بـ"الخطيرة"، وكتب يقول في صحيفة "تشاينا ديلي" شبه الرسمية، إنها أدت إلى انخفاض قيمة الدولار وزادت توقعات التضخم وألحقت الضرر باقتصادات أخرى عديدة. وهو موقف دعمه رئيس "الاحتياطي الفيدرالي" السابق ألان جرينسبان، الذي قال إن الولايات المتحدة "تتبع عمليّاً سياسة إضعاف العملة". غير أن عدداً من المسؤولين الأميركيين ينفون قيامهم بشيء من هذا القبيل، قائلين إن قيمة الدولار الأميركي عرفت ارتفاعاً خلال الأيام الأخيرة. وفي هذا السياق، قال وزير الخزانة تيموثي جيثنر لقناة "سي. إن. بي. سي" من سيئول: "إننا لن نسعى أبداً إلى إضعاف عملتنا كوسيلة لتحقيق تقدم تنافسي أو لتوسيع الاقتصاد"، مضيفاً "إنها استراتيجية غير فعالة بالنسبة لأي بلد، وهي قطعاً ليست فعالة بالنسبة للولايات المتحدة. ولذلك، فإننا لن نقوم بذلك". غير أن المعارضة الشديدة لهذه الخطوة من قبل الصين وألمانيا، من بين آخرين، أضعفت أيضاً هدف أوباما الأصلي المتمثل في إقناع البلدان التي تحقق فوائض تجارية كبيرة بالموافقة على تقليص الاختلالات وخفضها إلى مستويات أدنى. وبدلاً من ذلك، اتفق مفاوضو مجموعة العشرين على تأخير وضع "قواعد توجيهية" -تقيِّم الاختلالات الاقتصادية- إلى حين اجتماع وزراء المالية ورؤساء البنوك المركزية مرة أخرى في 2011، مثلما قال مصدر من مجموعة العشرين لوكالة "رويترز" للأنباء. كما أعلن مفاوضون أنهم سيسعون وراء مساعدة صندوق النقد الدولي لإيجاد طرق لقياس تلك الاختلالات. والواقع أن التنازلات التي سعى إليها أوباما بشأن التجارة إذا ثبت أنها ربما تكون مفيدة بالنسبة للبلدان المتقدمة والنامية على المدى الطويل، فإنها أيضاً يمكن أن تكبح النمو في الدول التي خرجت من الركود بسرعة أكبر مقارنة مع الولايات المتحدة -وبخاصة الصين وألمانيا وكوريا الجنوبية. واللافت أن حدود قوة أوباما التفاوضية، التي ضعفت بسبب الحالة الهشة للاقتصاد الداخلي وخسارة "الديمقراطيين" الأخيرة في الانتخابات، ظهرت واضحة في فشل الرئيس أيضاً يوم الخميس الماضي في إكمال اتفاق تجارة حرة جديد مع كوريا الجنوبية، حيث أرغمه استمرار الخلاف حول لحوم البقر وواردات السيارات ومواضيع أخرى على التخلي عن مهلة حددها لنفسه لتوقيع الاتفاق الذي طالما تعثر قبل القمة. إلى ذلك، أجرى أوباما اجتماعات منفصلة يوم الخميس أيضاً مع زعيمي الصين وألمانيا -وكلتاهما قوتان تصديريتان تعارضان أجندته- وسعى بالخصوص إلى إقناع الرئيس الصيني "هو جينتاو" بتسريع صعود قيمة "اليوان" مقابل الدولار، الأمر الذي يمكن أن يساعد الولايات المتحدة بخصوص الصادرات والوظائف. وقال "هو" لأوباما نقلاً عن بعض المسؤولين إن الصين ملتزمة بالتوفر على نظام أكثر مرونة لصرف العملات؛ غير أن الدقائق الثمانين من المحادثات لم تفرز أي مؤشرات جديدة على التقدم. ومن جانبها، رفضت الزعيمة الألمانية، المستشارة أنجيلا ميركل، التي التقت مع أوباما بشكل منفصل، تقديم تنازل بخصوص معارضتها لمقترح أميركي سابق يروم وضع حدود ملموسة وفعلية لاختلالات التجارة. ويقوم أوباما بزيارة كوريا الجنوبية ضمن جولة آسيوية تشمل أربعة بلدان وترمي إلى تعزيز العلاقات والوجود الأميركيين في هذه المنطقة التي تعرف نمواً سريعاً، من الناحية الاقتصادية ومن ناحية الأمن القومي. وقد استهل يوم الخميس بزيارة الجنود الأميركيين المرابطين هنا، وأثار لاحقاً موضوع كوريا الشمالية قائلاً إن على النظام المارق هناك أن يُظهر صدق نواياه بشأن التخلي عن برنامج أسلحته النووية إذا كان يراد لمحادثات دبلوماسية جديدة أن تبدأ. كريستي بارسونز وجون جليونا ودون لي - سيئول ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©