تحتاج البشرة إلى التغذية الجيدة والعناية المتواصلة كي تحافظ على صحتها وتألقها وتظهر بإطلالة جميلة وجذابة، فالوجه، بحسب الأطباء وخبراء التغذية والتجميل، هو مرآة للجسد، وكلما كان مشرقاً نضراً دلّ ذلك على جسد صحي سليم ومعافى· ولا تعني العناية بالبشرة الاقتصار على منطقة الوجه فحسب، وإنما تشمل الجسد بأكمله، وحتى النواحي النفسية أيضاً، كما يمثل الجلد حدود البيئة الداخلية والخارجية للجسد لذلك يجب المحافظة عليه·
وترى منار بلانكو، خبيرة التجميل الطبي في أبوظبي، أن العناية بالجسد والوجه والبشرة أصبحت مرتبطة بالحياة عموماً، وبالصحة خصوصاً· ويمكن التعرف إلى أسرار وشيفرة الجسم عن طريق فحص شامل لطريقة ونوعية غذائه، وكمية الماء والسوائل بداخله، بالإضافة إلى إحصاء ساعات نومه، وممارسته للرياضة·
ومن هنا تبدأ نصائحها الأولية للنساء اللواتي يرغبن الحصول على بشرة أكثر صحة وإشراقاً، وذلك بشرب كميات كبيرة من الماء تتراوح بين 8- 10 أكواب يومياً، يبدأ بتناولها فور الاستيقاظ مباشرة وتدرج لتخفف في المساء قبل النوم، منعاً لتخزين السوائل في الجسم، أما بالنسبة للغذاء فمن الضروري جداً أن يحتوي على الخضراوات والفواكه، مع تقسيمها إلى حصص تتراوح من 3-4 خضراوات، وحصتين من الفواكه· كذلك من المهم أن يحصل الجسد على قدر كافٍ من النوم لا يقل عن 8 ساعات متواصلة، شريطة أن تكون في الليل وليس في النهار·
إلى ذلك تضيف بلانكو، إن تناول الخضار والفواكه لا يفيد في صحة البشرة وحسب، بل إن تناول بعض الأنواع منها خاصة ذات الألوان تفيد في أمور عدة، فالخضار والفواكه الملونة، على سبيل المثال، كالشمندر والفريز والطماطم، تعالج صفرة الوجه وتضفي عليه بعض الحمرة· ومن الخضراوات المفيدة هنالك الفليفلة الحمراء، التي تحتوي على كمية كبيرة من فيتامين ب، وهو فيتامين مغذٍ للبشرة بالإضافة إلى فيتامين A الذي يعالج البقع·
وتوضح بلانكو مسألة أخرى تتعلق بموضوع الغذاء الصحي، وهي أن الحفاظ على التوازن الغذائي يمدّ الجسم بالأوكسجين، كما أن انتشار الحبوب أي حبّ الشباب على الوجه يحتاج إلى تنظيف للأمعاء، ويفيد فيه تناول عشبة السلمكة، والبابايا، والزنجبيل الذي يعتبر مطهراً ومعقماً للأمعاء·
علاج البشرة
في علاج البشرة تركز بلانكو على تنظيم الغذاء، وتناول الأغذية غير المعالجة، بالإضافة إلى شرب الماء والنوم، وممارسة الرياضة· كما تقدم مجموعة من النصائح للحصول على جلد وبشرة صحية جميلة، وهي:
- اتباع برنامج غذائي متوازن يمكن الجسم من أخذ احتياجاته من الغذاء، كالفيتامينات والعناصر الأساسية، كالكالسيوم، الحديد والمنجنيز·
- تجنب التغيرات الحرارية (للبشرة عموماً) المفاجئة لدرجات الحرارة·
- الامتناع عن التدخين·
- التقليل من شرب المنبهات والكافئين·
- الابتعاد عن أجهزة التكييف·
- تجنب حركات الوجه التلقائية والمتكررة وحركات العبوس والضحك·
- عدم التعرض لأشعة الشمس·
- استخدام المستحضرات الوقائية الفعالة للتخفيف من آثار أشعة الشمس·
من جهة أخرى تضيف إن كيفية العناية بالبشرة يتطلب أولاً معرفة نوعية البشرة نفسها، فهنالك تقسيمات أساسية للبشرة، تشمل: البشرة الدهنية، البشرة الجافة، البشرة الحساسة والبشرة المتعبة· وعلى أساس ذلك يتم التعامل معها في العناية أو العلاج· فالبشرة الدهنية، يجب أن يستخدم لها منظفات عميقة، محتواها من المواد القلوية المزيلة للبكتيريا، بالإضافة إلى التونيك لأنه يساعد على توازن المسام وتوازن الدهن·
في علاج البشرة الدهنية، تضيف بلانكو، يتم السؤال عن مشاكل القولون والأمعاء، مع النصح والحرص على تنظيفها لأن وجود الزيوان ينظف المسام فتظهر الحبوب تحت الجلد، والعناية بها عن طريق ماسكات التجفيف، وأحيانا قد يلجأ للتقشير·
أما البشرة الجافة فيتم معالجتها بعمل توازن لها لأنها بحاجة إلى الماء والدهون والفيتامين، وكذلك عن طريق مغذيات B Cpmplex GCة الفيتامينات المكملة، مع الابتعاد عن المنابع الحرارية للبشرة الجافة، وينصح باستعمال ماسك الكافيار الذي يمنحها حماية كبيرة·
وبالنسبة للبشرة الحساسة التي لا تملك القدرة للدفاع عن النفس، فهذه يتم دعمها بالمقويات والمواد التي تنقصها كالكولاجين، والوقاية من الشمس، والمنابع الحرارية· وهنالك البشرة المتعبة، أو كبيرة السن، ويتم معالجتها عن طريق تعويض ما فقدته من فيتامينات ومساجات لتنشيط الجاذبية الأرضية التي تشد الجسد والبشرة للأسفل·
وتنوه بلانكو أن العناية حول العين مهمة جدا، ناصحة باستخدام الكريمات المناسبة لشدها وعدم ترهلها، فالبوتكس الآن صار عبارة عن كريمات توضع على البشرة لمدة شهر أو شهرين بشكل موضعي، تقوم بإبطاء عملية تكوين التجاعيد تدريجياً، وهذه الكريمات هي عملياً، أفضل من الحقن، لخلوها من الأضرار الجانبية أو نسبة الخطأ، بعكس عمليات الحقن· كما أن الكريمات تمنح المفعول تدريجياً فلا يظهر الفرق بين قبل أو بعد، بينما تعطي حقن البوتكس نتائج سريعة وأحياناً بصورة مبالغ بها بحيث تظهر واضحة للعيان بصورة مغايرة لمنظر الوجه والجسم·
الشيخوخة والكلف
الشيخوخة عملية بيولوجية طبيعية تؤثر في جميع الكائنات الحية وهي حتمية تتحكم بها عوامل وراثية، ولكن هنالك مؤشرات بيئية تعجل حدوث هذه التغيرات كالتعرض للشمس والتدخين والتلوث البيئي والتغذية غير المتوازنة والتوتر وقلة النوم· وكل ما يمكن فعله لإنقاذها هو التغذية السليمة وشرب كمية كافية من المياه، واستخدام مستحضرات تركيبية مناسبة لتقليل مفعول الجذور الحرة المسؤولة عن الإسراع بعملية الشيخوخة الطبيعية·
وفيما يتعلق بمشكلة الكلف تتحدث بلانكو قائلة إن الكلف أنواع، منه ما ينجم عن العامل الوراثي، ومنه ما ينتج عن العامل الهرموني، ونوع ثالث نتيجة العامل الخارجي كالتعرض للشمس والضوء· كما أن هنالك نوعين من التصبغ، وهما التصبغ السطحي للبشرة، والتصبغات العميقة التي تصيب البشرة والطبقة التي تحتها ''الأدمة''· وهذه يتم علاجها بالحماية من الضوء والشمس، وذلك باستعمال واقيات الشمس التي يصفها الطبيب أو خبيرة التجميل، بالإضافة إلى علاجات أخرى تتفاوت حسب كل حالة·
وفي ما يتعلق بمعالجة الشعر، تقول بلانكو إنه يجب التأكد من صحة فروة الرأس أولاً، وعدم وجود القشرة أو الأمراض فيها، ثم يتم عمل مساجات تنشيطية لفروة الرأس، مع إعطاء المريضة الفيتامينات والحديد لتغذية بصيلة الشعرة نفسها حتى لا تسقط· ويتم إزالة الشعر، بحسب بلانكو، باستخدام طريقة البنين IPL P_Nain System وهي عبارة عن أشعة تخفف نمو بصيلة الشعر وتحولها إلى وبر خلال خمس جلسات متتالية· موضحة أن إزالة الشعر نهائياً أو قتل البصيلة أمر غير صحي ولا يساعد على تنفس الجسم، فالهدف من معالجة الشعر أن يكون غير مرئي للعيان وليس غير موجود نهائياً·
كما تشير إلى استحداث جهاز للعناية بحول العين ألكترونياً Power Patch والذي ينشط الدورة الدموية ويعزز من مفعول المواد التي تعطى كفيتامينات· أما في موضوع التنحيف فتنصح بالعمل والتركيز على المناطق الدهنية الزائدة في الجسم عن طريق الرياضة والأجهزة الحديثة والتي هي أقل خطورة على الجسم كما أن نتائجها مضمونة بعكس عمليات التجميل·
وحول موضوع شد الصدر، تقول بلانكو إنه يمكن عن طريق المساجات وجهاز ''الفينوس'' وهو جهاز اليكتروني خاص يقوي العضل في الجسم، فالمساجات تعيد تشكيل الصدر بعد التهدل لاسيما إثر عملية الرضاعة· والصدر هو مادة هلامية من السهل تشكيلها ومن الصعب المحافظة على شكلها مدى الحياة· والنصيحة الأساسية التي توجه إلى المرأة في هذا الصدد هي عدم النوم على الصدر، وتنشيطه وتدليكه باستمرار عن طريق المساجات والحركة والرياضة·
الحمية هي علاجه الأفضل
ضغط الدم قاتل صامت·· يجهد القلب ويتلف الشرايين
هناء الحمادي
أبوظبي - هو من الأمراض المنتشرة بين أفراد المجتمع، ويعد أيضاً من الأمراض الخطيرة للغاية، يطلق عليه اسم ''القاتل الصامت'' لأن معظم المصابين به لا يشعرون بأي أعراض، وللتعامل مع هذا المرض الخطير لابد من الإلمام به من مختلف الجوانب· إنه ضغط الدم المرتفع الذي يشير مقياسه إلى مقدار الضغط الحاصل من الدم على جدران الشرايين التي تقوم بنقله من القلب إلى جميع أجزاء الجسم· وفي بعض الحالات، لايستطيع الدم أن يمر بسهولة من خلال الشرايين نتيجة ضيقها أو إصابتها بالتصلب، وفي هذه الحالات سيرتفع الضغط حتى يضمن استمرارية مرور الدم من خلال هذه الشرايين المصابة، وهذا هو ما يسمى بمرض ''ضغط الدم المرتفع''·
يقول الدكتور سمير سامي ـ اختصاصى التغذية وعلاج السمنة، عضو ومندوب الجمعية المصرية بالإمارات، إن ضغط الدم المرتفع ليست له أعراض في معظم الحالات، فالصداع، وأحمرار الوجه، والدوار، والدوخة، وطنين الأذن والإغماء، كلها أعراض تحدث بنسبة متقاربة في وسط مرضى ضغط الدم المرتفع وفي خارج هذا الوسط على حد سواء، لذلك يجب ألا يعتمد الشخص على هذه الأعراض، لكي يعرف مستوى ضغط دمه· والطريقة الوحيدة لمعرفة ضغط الدم بحسب د· سامي :''هي قياسه بواسطة الجهاز المعد لذلك· وفي حالة الحاجة لقياس الضغط بصفة متكررة، يمكن قياسه بجهاز القياس المتواصل لضغط الدم لمدة 24 ساعة''·
ويقول الطبيب: ''ضغط الدم يوضح برقمين، فمثلاً ضغط الدم العادي للشاب البالغ على سبيل المثال يعادل 120/،80 ويشير الرقم الأول إلى الضغط الانقباضي وهو ضغط الدم عند انقباض عضلة القلب، أما الرقم الثاني فيشير إلى الضغط الإنبساطي وهو ناتج عن ارتخاء عضلة القلب، ويرى كثير من الأطباء أن قياس ضغط الدم الزائد عن 150/95 بالنسبة للبالغين يعد ارتفاعاً في الضغط·
إهمال العلاج
وفي حالة إهمال علاج ضغط الدم المرتفع يقول الدكتور: ''إن ارتفاع ضغط الدم يقوم بإتلاف الشرايين· وكلما طالت مدته زادت نسبة إصابة الشرايين بهذا التلف، ويتسبب هذا في إتلاف القلب والكلى والمخ والأوعية الدموية، إضافة إلى العديد من المشاكل الصحية والنفسية، وكلها مضاعفات خطيرة للغاية· والجدير بالذكر أن الشخص الذي يعاني من ضغط الدم المرتفع يكون أكثر عرضة للإصابة بالأزمات القلبية من الشخص الطبيعي· لذا فإن علاج ضغط الدم المرتفع يمنع حدوث المضاعفات، ويقلل من احتمالات الوفاة المبكرة''·
ويضيف الدكتور سمير: ''أيضاً لابد من إعدام أعوان القاتل الصامت والتخلص منهم، وهي السمنة، زيادة الوزن، التدخين، السكر، الكوليسترول، والعادات الغذائية الخاطئة، ومن أجل ضمان نجاح علاج ضغط الدم المرتفع، يجب الاهتمام بالمحافظة على الوزن الصحي، والتخلص من الدهون الزائدة في الجسم، و من الأمراض المصاحبة له ، فمرض السكر وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، كل منهما يساعد على ارتفاع ضغط الدم·
عدد اليوم
