الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البطـالــــة

20 أكتوبر 2006 00:58
لا يزال مسلسل البطالة في فئة الشباب يراوح مكانه حتى اليوم بدون حل جذري ينهي هذه المشكلة التي باتت تشكل هماً وهاجساً مؤرقاً ليس للشباب وحدهم وإنما لأولياء الأمور وحتى للمسؤولين بالدولة· فالأعداد أصبحت تزداد وتزدحم كل يوم وطلبات التوظيف في الهيئات والمؤسسات والدوائر الحكومية والشركات في ازدياد وفي تكدس مستمر وبدون وضوح الرؤية حتى الآن لهذا الغول الخطير الذي أصبح يهدد مستقبل أبناء الدولة· إن المتتبع لسيناريو هذه المشكلة سيجدها بأنها ليست وليدة اللحظة بل هي قديمة وبها تراكمات من الماضي لسنوات طويلة، والجميع ينتظر الفرج والحل المناسب الذي يريح هؤلاء الشباب من المواطنين من عثرات السؤال على أبواب الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة والبحث المتواصل ليلاً ونهاراً عن فرصة عمل مناسبة تؤمن لهم مستقبلا جيدا ولا يجدونه، وفي المقابل نلاحظ الزيادة المتلاحقة للشباب من الخريجين سنوياً سواء الجامعيين أو الحاصلين على شهادة الثانوية العامة فالجميع هنا مشترك في هم واحد وهو البحث عن فرصة عمل، فإذا ما أدركنا بأن الجامعات والمعاهد والكليات المختلفة تضخ سنوياً أعداداً كبيرة من الطلاب المواطنين في سوق العمل فأين سيتم تصريف كل هذه الأعداد الهائلة من الشباب المواطنين الباحثين عن فرص عمل إن لم نسع جاهدين من الآن لخلق فرص عمل مناسبة في أي مكان يمكن أن تلوح من خلاله وظيفة من الوظائف بالدولة فطالما هذه المزاحمة الكبيرة من العمالة الوافدة للمواطنين موجودة في كل مكان فلن يتم القضاء على هذه المسألة الشائكة وبالتالي ستبقى البطالة سائدة ومتفشية إلى وقت طويل·نعم هناك جهد ملموس تسعى من خلاله مختلف مؤسسات الدولة لتأمين هذه الوظائف لأبنائها وتعمل جاهدة لخلق وظائف عمل أخرى في القطاع الحكومي الخاص من خلال الشركات العملاقة في الدولة· ويبدو أن فرص العمل سوف تزداد صعوبة في إمكانية الحصول عليها في المستقبل خاصة للأجيال القادمة· هذا في الوقت الذي نرى فيه نسبة العمالة الوافدة في القطاعات المختلفة سواء الحكومية أو القطاع الخاص في تكدس كبير بل وزيادة مستمرة، هذا طبعاً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن عدد سكان الإمارات من المواطنين لا يزال تحت المليون ذلك حسب آخر إحصائية ميدانية لتعداد السكان فكفة الوافدين لا تزال هي الراجحة هنا، إذاً كيف الحال بنا إذا ما تعدت الاحصائية من مئات الآلاف للمواطنين وبلغت الملايين، فكيف سيكون عليه الحال عندها؟ هذا أيضاً في الوقت الذي تسعى فيه الكثير من الجهات الحكومية الرسمية إلى خصخصة الكثير من أقسامها، وطبعاً ستصب الأولوية حينذاك لمصلحة العمالة الوافدة باعتبارها ذات رواتب وأجور قليلة والشركات التي تتعامل مع أسلوب الخصخصة يهمها في المقام الأول الربح فهي شركات ربحية في المقام الأول وهذا حق مشروع لها ولكل الشركات، ولكن السؤال هو ماذا سيكون نصيب المواطن هنا ؟ فهذه أيضاً معضلة جديدة تضاف إلى ارتفاع نسبة البطالة في مجتمعنا· إذاً لابد وأن نتعاطى مع جذور هذه المسألة بشيء من الواقعية أكثر مما هي عليه الآن، لأن المشكلة لا تكمن في ساعتنا ويومنا هذا، ولكن علينا أن نتعامل معها بجدية منذ اليوم وصولاً للحل وللغاية المنشودة منها في المستقبل كي لا تكبر وتتضخم أكثر مما هي عليه الآن وتصبح مثل كرة الثلج· الحل ليس بالأمر الصعب على أصحاب القرار والرأي إلى هذا الحد في هذه المسألة، فكل شيء واضح وجلي للجميع ولكن تبقى آلية تنفيذ القرار حيال هذه المشكلة هي المسألة الرئيسية في هذا الشأن· حمدان محمد / كلباء
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©