الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان كريم

20 أكتوبر 2006 00:58
(رمضان كريم) جملة كثيراً ما نرددها عندما يهل علينا شهر رمضان هل فكر أحد منا أن يقف أمامها ويتدبر معناها هل هو كريم بثراء طعامه الكثير الذي نقبل على شرائه بشكل هستيري وهو ما يسمى بحمى الشراء أم هو بتبادل الولائم المقامة طوال الشهر بين الأسر والعائلات والأصدقاء والتباري بينهم في أيهم تشمل وليمته أكبر قدر مما لذ وطاب من خيرات الله ناهيك عما يلقى منه في سلة المهملات بصفة يومية· من المؤكد أنه ليس المقصود بالكرم هو ما سبق ذكره ولكن الله تعالى جعله شهرا كريما بما أنزل فيه من قرآن وأيضا فيه ليلة القدر ولما يدعو له هذا الشهر من تراحم وتسامح مع النفس أولاً ثم مع الآخرين، أغلبنا يبادر بالعفو والصفح والسماح مع من تخاصموا معهم أو من كان بينهم قطيعة لينالوا خير هذا الشهر أيضا كرم هذا الشهر يتجلى في التسابق بالتهنئة بقدومه فهي تجلي القلوب من الضغائن، الاحتفال بهذا الشهر الكريم ليس بزينة المكان ووضع ما يدل على روحانيته بل جميل أن نتصافح مهنئين أنفسنا بقدوم هذا الضيف العزيز الكريم، فالمصافحة تفتت الذنوب وتجعلها تتساقط من راحة الكفين، فالبخيل هو ليس ببخيل المال بل هو بخيل السلام أيضا الكبر أي التعالي والغرور يبغضه الله في الإنسان لأنه سبحانه وتعالى يقول الكبر ردائي فهو سبحانه وحده المتعال وكيف ولم نتعال بين أنفسنا وجميعنا من تراب فلا كثرة المال ولا غلاء الثياب ولا حتى فخامة السكن يكون مبررا للتعالي على الآخرين فمقسم الأرزاق هو الله سبحانه وتعالى، ماذا يضر أن تسود البسمة والود والتراحم في العلاقات بين زملاء العمل وبين رؤساء العمل ومرؤوسيهم عندما تتجافى القلوب تقسو على بعضها فكيف تشيح بوجهك عن أخيك وقد جعل الله الابتسامة في وجه أخيك صدقة كما جعل للكلمة الحسنة صدقة فما بالنا نتجافى ويجمعنا المكان الواحد ربما يمضي يوما بكامله لا ترى زميلك ولا تتبادل معه الكلام وربما أيضاً التحية أصبحنا نتوارى عن أنفسنا قبل أن نتوارى من بعضنا أصبح ولاؤنا وانتماؤنا لعجلة إنجاز العمل أصبحنا رغماً عنا كالإنسان الآلي ينجز عمله بلا أي روح للأسف لم يغير فينا قدوم هذا الشهر الكريم ما بأنفسنا من تقصير تجاه أنفسنا أولا ثم تجاه بعضنا لقد غلب البرود في التعامل بيننا على حرارة الجو فساد بيننا العبوس الدائم الناتج عن ضغوط العمل وربما نتيجة ما نلمسه من ضغوط الحياة المتمثلة في المتغيرات المحيطة بنا فأين نحن من تواضع رسولنا الكريم أين نحن من صفاته العديدة الكريمة التي كان يتعامل بها مع أعدائه قبل أصدقائه فهل نتدارك ما تبقى لنا من هذا الشهر الكريم لنعيد ما انقطع من تيار العلاقات الإنسانية بيننا ليعود لنا الدفء الذي بات نفتقده ألا يحق لنا أن ننهل من كرم هذا الشهر الكريم هذا الضيف الذي يأتينا مرة كل عام حتى نوصل ما انقطع ونتراحم فيما بيننا بالكلمة الطيبة والمصافحة والابتسام ألا نتدبر آيات القرآن الكريم وما تحمله من معان كريمة ونتمثل بها بيننا· سهير يوسف /أبوظبي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©