الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فنانون يعرضون 50 لوحة منسجمة بروحانية وجماليات رمضان

فنانون يعرضون 50 لوحة منسجمة بروحانية وجماليات رمضان
7 أغسطس 2012
جاءت الخمسين لوحة خطية لعشرين خطاطاً المعروضة في المعرض السنوي للخط الذي تنظمه جمعية الإمارات للفنون التشكيلية بمقرها في الشارقة، منسجمة مع الاجواء الروحانية التي تطبع شهر رمضان، ومستندة في معظمها على آيات قرانية. ويعتبر عدد اللوحات المشاركة في المعرض الذي يستمر إلى ما بعد عيد الفطر، الأعلى قياساً إلى دورة السنة الماضية، كما تعرف مشاركات هذه الدورة تنوعاً أكثر، بين الاتجاهين الكلاسيكي والحديث. المعرض الذي دأبت الجمعية على اقامته سنوياً منذ تأسيسها 1981 ضم اعمالاً سعت إلى تجاوز القواعد التقليدية لهذا الفن؛ كسباً لرهان التجديد والمغايرة، كما هي الحال في اعمال الفنان العراقي زيد أحمد أمين المندرجة تحت عنوان “فراغ الحروف”، فهي تقترح اشتغالاً مختلفاً مع “الحرف”، ينهض على رؤية مفادها ان ثمة احتمالات تشكيلية ينطوي عليها الحرف العربي، سواء كان مستقلا بذاته، أو في علاقته بالحروف الاخرى. ويقول أمين “إن هناك علاقات بين الحرف والحرف الآخر يمكن العمل عليها، ان بالإمكان تعيينها وتحديدها، بحيث تتوضح القيمة الجمالية للحروف، وتبدو كأنها منحوتة”. يشير الفنان العراقي إلى لوحته المكونة من حروف عربية متداخلة فيما بينها، وثمة مساحات بين الأحرف ملونة بالأحمر والأزرق والبرتقالي.. إلخ، ويضيف” إنني أرسم الفراغ باللون هنا”. لكن، هل من قيمة مباشرة يلتقطها المتلقي لهذا النوع من الاشتغال الحروفي، يجيب “قيمة اللوحة هي جماليتها، ليس مضمونها”. يلح أمين على ان اللوحة “الحروفية” يمكن ان تتجلى كتلة وفراغاً ولوناً، أي مثلها مثل أي لوحة فنية وان تؤثر في متلقيها بهذه الصفة أكثر من حالة كونها ملتزمة القواعد الكلاسيكية. أما نمط الخط الذي استخدمه فهو “ الثلث” الذي يعتبر الخط المهم بالنسبة لأي خطاط، كما يقول امين، وهو الأقرب الى خياراته الفنية. أما الخطاط السوري محمد فاروق الحداد الذي منح الجائزة الأولى في المسابقة المصاحبة للمعرض، فبدا متمسكاً بالقواعد الكلاسيكية للخط، ويقوال “من المهم ألا يطغى الرسم على الخط” ويطلب الحداد تغليب الخط العربي على اعتبار أن له قواعده الراسخة والمتوارثة. اعتمد الحداد في لوحته التي جاءت على هيئة زهرة “خط الثُلث الجلي” فكانت الأوراق بداية الأية الكريمة “إن ربي رحيم” وجاءت كلمة “ودود” على هيئة زهرة بالأحمر فتكوّن العمل من اللونين “الأحمر والأخضر”، ووفاءً للحالة الفنية “الكلاسيكية” استخدم قلم القصب في خط لوحته. وأعرب الحداد عن سعادته كون بعض تلاميذه في مركز الشارقة للخط يشاركونه المعرض، قائلاً “هؤلاء من التلاميذ المتميزين وأنا سعيد لمشاركتهم، وأعمالهم لافتة حقاً تكشف عن خبرة حقيقية”. جميلة خالد من سوريا، هي ممن درسوا على يد الحداد وشغلها في المعرض “الحلية الشريفة” إضافة إلى لوحة بخط ديواني جلي. وقد اجابت على سؤالنا حول رؤيتها لواقع الخط العربي في الوقت الراهن قائلة “نشهد اهتماما كبيرا بالخط في الآونة الاخير، فلقد زادت معارضه ومدراسه، كما أن عدد الراغبين في تعلمه يزيد يومياً، وهذا مؤشر على أهميته في حياتنا”. وقالت جميلة إنها سعيدة بمشاركتها في معرض الجمعية، لأنه يضم اسماء مهمة من سائر انحاء الوطن العربي. أما عدي الأعرجي من العراق، فلقد استخدم الخط “الديواني الجلي” الذي كان محظوراً على عامة الناس إذ كان خط المكاتبات الرسمية في الدولة العثمانية، كما شرح لنا، وأضاف متكلماً عن عمله المكون من الآية “وفوق كل ذي علم عليم”، “أردت ان أغير في نمط الأداء بهذا الخط فاعتمدتُ تكويناً دائرياً في تشكيل الآية على الفراغ، وجعلت كلمة فوق أعلى للتأكيد على دلالة العلو”. وقد أوضح الاعرجي انه استخدم ورقاً يدوياً وحبراً خاصاً ليماثل الأداء الكلاسيكي بهذا الخط. تتداخل عناصر عدة في الصناعة اليدوية لهذا النوع من الورق، فهناك عملية يطلق عليها “تقهير الورق”، وهنا يدمج “البيض” مع الورق حتى يقوى ويصبح سهلاً في الاشتغال عليه، ومع الوقت لا يتدهور هذا الورق، ولكن تزيد قوته، وتبعاً لذلك يشع الخط أكثر. لكن ماذا عن اللون في الخط الديواني؟ يجيب الاعرجي “يمكن استخدام الألوان متى ما رغب الخطاط في ذلك؛ فهي مسألة تعود اليه”. وأكد ناصر عبد لله رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفنون التشكيلية أن الجمعية حريصة على تمثيل كل الاتجاهات الفنية في معارضها؛ خاصة السنوية منها: الخط، التصوير الضوئي، التشكيل. وأشار عبد الله إلى ان الدورة الحالية “تضم فنانين متميزين، وهناك اعمال نحتية وزخرفية، إلى جانب الاعمال الحروفية والخطية، وفي ذلك ثراء وفرصة لزوار المعرض للتعرف على اساليب واشكال فنية متعددة”. وذكر عبد الله أن أنشطة الجمعية تتوزع بين تنظيم المعارض وورش التدريب، مضيفاً” تعمل على تقديم اعمال تعبر بصدق عن الثقافة التشكيلية في الإمارات”. يشارك في المعرض إلى جانب المذكورين: أميد رباني، وحاكم غنام، وحسام عبدالوهاب، وخالد نفيسي، وخليفة الشيمي، وسمية علي مصطفى، وعبدالرزاق المحمود، وعلي الأميري، وعلي الحمادي، وفاطمة محمد عبدالرحيم جوري، ومحمد مباني، ومصعب الدوري، ومؤمن الشرقاوي، وندى باقر، وهبا الكتبي، ومنيب أحمد مولود الأحمد. وكان المعرض افتتح مساء الخميس الماضي، بحضور وليد الزعابي مدير إدارة الفنون والتراث في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وناصر عبدالله رئيس جمعية الإمارات للفنون التشكيلية وأعضائها، وعدد من الخطاطين والإعلاميين والمهتمين.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©