الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلم الفلسطيني الفائز الأول في كأس آسيا

العلم الفلسطيني الفائز الأول في كأس آسيا
21 يناير 2015 22:05
كانبيرا (الاتحاد) أنهى منتخب فلسطين مشاركته الأولى كأس آسيا بالخروج من الدور الأول، بعد أن خسر مبارياته الثلاث، أمام اليابان والأردن والعراق، وخرج خالي الوفاض، ولم يكن في رصيده سوى هدف واحد، سجله جاكا حبيشة في مرمى منتخب الأردن وهي المباراة التي انتهت بخسارة «أسود كنعان» 1-5، وسبقها الخسارة أمام اليابان 0-4، واختتم الفريق مشواره بالخسارة أمام العراق 0-2، وإذا كان الفدائي قد رحل بهدف واحد، فقد حقق هدفه الأول من المشاركة، وهو التأكيد على وجوده بين منتخبات القارة الصفراء، ولم تتوقف احتفالات الجالية الفلسطينية في أستراليا على مدار المباريات الثلاث، ونظمت احتفالية كبيرة لوداع «أسود كنعان». وعقب مباراة العراق، قام الدكتور عزت عبدالهادي سفير فلسطين لدى أستراليا بدعوة المنتخب لحفل عشاء لتوديعه، بعد انتهاء مهمته في البطولة حيث غادرت البعثة أمس إلى سيدني ومنها إلى دبي، ثم إلى الأردن والعبور إلى فلسطين. وتأتي مشاركة الفدائي في كأس آسيا لتؤكد أن الكرة الفلسطينية تمر مرحلة انتقالية كبيرة، وهي المشاركة التي حسبت لهذا الجيل الذي نجح في إيصال رسالته إلى العالم عبر كأس آسيا، هي رسالة سلام، وتأكيد بأنه المنتخب المحتل الوحيد المشارك في البطولة، ورغم الظروف القاسية التي تعيشها الرياضة الفلسطينية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص إلا أن الحلم يولد من رحم المعاناة. الحلم احتاج إلى 87 عاماً كي يخرج إلى النور، الاتحاد الفلسطيني تأسس عام 1928، وسجل عام 1934 أول مشاركة فلسطينية في تصفيات كأس العالم ، ثم تعطلت المسيرة للمرة الأولى مع الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين عام 1948، وأمام هذه المحطات الصعبة توقفت الكرة الفلسطينية، وأصبحت تمارس في اطار ضيق ومحدود من خلال روابط أندية. وتجدد الأمل بعودة السلطة الفلسطينية عام 1994 تنفيذاً لاتفاقية أوسلو، وعادالنشاط الرياضي للحياة وتم تفعيل الاتحادات الرياضية المعطلة، وعاد الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم للعمل بكل جدية صوب العرب وآسيا، وبالفعل حققت الكرة الفلسطينية قفزات ونتائج مميزة أبرزها الحصول على الميدالية البرونزية في الدورة العربية التاسعة بالأردن 1999، وبدأت تشارك في التصفيات الآسيوية وتصفيات كأس العالم بعد حصول فلسطين على حق الاعتراف الدولي على هامش كونجرس فرنسا 1998. وبدأت الطفرة الحقيقية عام 2008، مع تولى اللواء جبريل الرجوب، رئاسة اتحاد الكرة الفلسطيني، إذ بدأت الكرة الفلسطينية عهداً جديداً، واستعادت منذ ذلك التاريخ هيبتها ومكانتها المحلية والعربية والآسيوية والدولية بعدما أطلق الدوري الفلسطيني موسم 2010-2011 متحدياً بذلك كل الصعوبات التي يمارسها الاحتلال، كما عمل على تأهيل البنى التحتية فأصبحت فلسطين تملك عشرات الملاعب ومنها ملاعب دولية كملعب الشهيد فيصل الحسيني بالقدس المحتلة، وستاد دورا الدولي، وفي الوقت ذاته أعاد لفلسطين حقها باللعب في ملاعبها والذي حرمت منه لأكثر من سبعة عقود، ويعد عام 2014، من أفضل الأعوام الكروية في تاريخ فلسطين، بعدما توج المنتخب بطلاً لكأس التحدي الآسيوي، ليأهل رسميا للمشاركة في كأس آسيا، كما فاز منتخب فلسطين، بجائزة أفضل منتخب في قارة آسيا 2014، للمرة الأولى في تاريخه، بعدما تفوق على منتخب قطر بطل كأس أمم آسيا للشباب، بالإضافة إلى منتخب كوريا الشمالية الحاصل على بطولة كأس آسيا تحت 16 عاماً. من جانبه، أكد الدكتور عزت عبدالهادي سفير فلسطين لدى أستراليا أن مشاركة المنتخب انعكست إيجاباً على تكاتف الجالية التي رافقت المنتخب في نيوكاسل وملبورن وكانبيرا، وأرسلت رسالة واضحة للحكومة الأسترالية بأن هذا المنتخب يمثل دولة شرعية وهو ما يمثل عاملاً مهماً في إعادة النظر بالاعتراف بدولة فلسطين، وهي الرسالة التي وصلت من خلال الاهتمام اللامحدود من الصحافة الأسترالية. وأوضح أن منتخب بلاده هو الفائز الأول في هذه البطولة بصرف النظر عن النتائج التي حققها من المشاركة الأولى له في تاريخه إلا أن مجرد وصوله إلى استراليا، هو مكسب كبير لقضيتنا، ويكفينا أن يرفع العلم الفلسطيني في البطولة، ويعزف النشيد الوطني، وهو أهم المكاسب لنا في التجمع القاري الكبير. أكد أن رسالتهم وصلت إلى العالم الرجوب: الكرة الفلسطينية تناضل ضد الاحتلال كانبيرا (الاتحاد) وجه اللواء جبريل الرجوب، رئيس الاتحاد الفلسطيني، الشكر إلى الجهاز الفني واللاعبين على ما قدموه في البطولة، مؤكدا أن المشاركة الأولى في البطولة شرف كبير للكرة الفلسطينية أن تتواجد في هذا المحفل الكبير على مستوى القارة، وخسارة المنتخب في 3 مباريات لا تقلل من قيمة الإنجاز الذي حققه بل أننا نجحنا في جذب أنظار العالم ونحن نشارك في البطولة، وكان الدور الأول لجماهير الجالية في أستراليا والتي ساندتنا وسط حضور جماهير من مختلف الجنسيات ممن يؤمنون بقضيتنا لتشجيع اللاعبين، إلا أن فارق الإمكانات بيننا وبين المنتخبات الأخرى، وعامل الخبرة وفارق الإعداد والظروف التي نمر بها أدت إلى خسارتنا في المباريات الثلاث، ولا يمكن أن نلوم اللاعبين أو الجهاز الفني ويكفينا فخرا أن المنتخب كلاعبين وجهاز فني وإداري فلسطينيون. وأضاف: إن الرياضة وسيلة لنقل رسالتنا إلى العالم، وهو دور مماثل لما تقوم به الهيئات السياسة للمطالبة بحريتنا واستقلالنا وانهاء الاحتلال الإسرائيلي، ويكفينا أننا تأهلنا للمشاركة في أمم آسيا بعزيمة الرجال رغم الصعوبات والضغوطات والقهر جراء الاحتلال، وهو ما لفت نظر المجتمع الدولي والاعلام، أن ينجح منتخب في بلد محتل أن يتأهل لبطولة قارية يتابعها العالم، ونحن كفلسطينيين فخورون بذلك. وأشار إلى أن الجالية الفلسطينية جسدت الوحدة الوطنية التي تميز الفدائي، وتبقى الرياضة حالة ايجابية من موقع أن الرياضة لكل الفلسطينيين، ولتعرية الاحتلال وفضح جرائمه. وعبّر الرجوب عن فخره بالدعم الجماهيري الذي لم يتأثر بالنتائج، متمنياً أن يدرك الجمهور أن هذا المنتخب صنع المجد بتأهله وتحقيقه لكأس التحدي، وأن المشاركة في كأس آسيا أهم حدث في تاريخ الرياضة الفلسطينية، متمنيا أن تمتد جسور التواصل مع الجالية في أستراليا وتشكيل هيئة أو نواة لبناء ناد يحمل اسم فلسطين أو القدس. وأضاف أن الرياضة وسيلة نضالية لتحقيق أهدافنا الوطنية، وحل معاناتنا وعذاباتنا والتأكيد على عظمتنا وإصرارنا من أجل الحرية والاستقلال، ووجودنا في أستراليا الآن تأكيد على أن فلسطين يجب أن يكون لها دولة وكيان وعلى العالم أن يسمعنا. وأكد الرجوب أن اتحاد الكرة حقق أول طموحاتنا في المشوار الطويل بالمشاركة في هذه البطولة، ولدينا طموحات أكبر في المستقبل، خاصة أن الإنجازات بدأت ولن تتوقف للكرة الفلسطينية، ولدينا قاعدة كبيرة من اللاعبين وأكاديميات ومنتخب شاب ودوري، وكل هذه الأمور تصب في مصلحة المنتخبات الوطنية. وطالب الرجوب بدعم عربي وإسلامي وعالمي ضد سياسات إسرائيل العنصرية والتي وصلت لحد اغتيال الرياضيين، من مدربين ولاعبين، مؤكداً أن عليهم مواصلة السير إلى الأمام مهما كانت المعوقات، فالانطلاقة بدأت ولا مجال للتراجع. نعمان: موجودون على خريطة آسيا كانبيرا (الاتحاد) قال أشرف نعمان مهاجم المنتخب: الكرة الفلسطينية تعيش أزهى عصورها بالوصول إلى نهائيات كأس آسيا واللعب مع منتخبات لها وزنها واسمها، ودائماً ما تبذل المنتخبات جهداً كبيراً من أجل الوصول إلى النهائيات، وجاء تأهلنا ليؤكد أننا موجودون على خريطة آسيا، وهناك منتخب اسمه فلسطين، ولا نريد أن نتحدث عن الفوارق الفنية بين المنتخبات وفلسطين لأنها بالفعل كبيرة، وكنا الحلقة الأضعف، المنتخبات يتعاملون معنا على أننا الحلقة الأضعف، للظروف التي نعيش فيها، ولكن بداخلنا شيء آخر نريد أن نقدمه في البطولة وإلى الجماهير الفلسطينية سواء في بلدنا أو التي تشجعنا هناك وكانت في استقبالنا في سيدني. الحسن: لست مرتبطاً بعقد مع الاتحاد كانبيرا (الاتحاد) أكد أحمد الحسن مدرب فلسطين أنه ليس لديه معلومات عن استمراره على رأس الجهاز الفني للمنتخب من عدمه، نظراً لأنه غير مرتبط بعقد مع الاتحاد كونه يعمل موظفاً، بصفته المدير الفني للاتحاد، مشيراً إلى أن القرار سيكون لدى الاتحاد، وهو ما سيتم الإعلان عنه قريباً بعد العودة إلى فلسطين وتقديم التقرير الفني عن المشاركة بشكل عام. ونوه الحسن بأن البطولة قوية وصعبة على فلسطين في أول مشاركة، لأننا بالمركز 115 في تصنيف الاتحاد الدولي «الفيفا»، وكنا نعلم قبل البطولة بأننا سنواجه منتخبات صاحبة تصنيف أعلى كثيراً من فريقنا، ويكفي أن معظم المنتخبات في تصنيف الـ50 الأوائل على العالم، وبشكل عام اكتسبنا خبرات كبيرة من أجل المستقبل. وأضاف: هناك دروس هائلة يمكن تعلمها من مثل هذه البطولة الكبيرة، خبرة اللاعبين بعد خوض ثلاث مباريات، وسينعكس ذلك عليهم في المستقبل، خاصة أننا مقبلون على تصفيات كأس العالم بعد أشهر عدة، وأملنا تحقيق الأفضل. صالح: إنجاز كبير للأجيال المقبلة كانبيرا (الاتحاد) أكد رمزي صالح حارس مرمى منتخب فلسطين أن الوصول إلى نهائيات آسيا إنجاز كبير للكرة الفلسطينية بشكل عام ودفعة معنوية كبيرة ليس فقط لهذا الجيل بل لكل الأجيال المقبلة والتي ترى أن الوصول للنهائيات الآسيوية بات مطلوبا للظهور مع عمالقة القارة الصفراء، وترك بصمة باسم بلادنا، كما أن البطولة كانت فرصة لتقديم اللاعبين الفلسطينيين إلى القارة الآسيوية، وتأكيد أن اللاعب الفلسطيني لا يقل عن أي لاعب في أي منتخب وبصرف النظر عن النتائج فهناك منتخبات عريقة ودعت البطولة رغم تاريخها الطويل وتساوت معنا. وأضاف أن المكاسب من المشاركة عديدة، في مقدمتها فتح باب لاحتراف أمام عدد من اللاعبين، في معظم دوريات القارة الصفراء، ورغم وجود 6 لاعبين محترفين خارج فلسطين، إلا أننا نطمح أن يخرج عدد أكبر للدوريات الآسيوية والأوروبية؛ لأنه في النهاية سيعود على مستوى المنتخب. وأشار إلى أن اللاعب الفلسطيني أصبحت له قيمة ومكانة كبيرة، وأصبح مطلوباً في الدوريات العربية، والمشاركة في أستراليا كانت فرصة لإيصال رسالة للعالم عامةً والقارتين الآسيوية والأوروبية، خاصةً مفادها أن الشعب الفلسطيني من حقه أن يعيش ويمارس حياته أسوةً بكافة الدول، باعتبار أن فلسطين الدولة الوحيدة المشاركة التي لا تزال تحت الاحتلال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©