دبي- الكويت- ''كونا'': توقعت منظمة الأقطار المصدرة للبترول (أوبك) أن ترتفع الإيرادات المالية للدول الأعضاء هذا العام الى مستويات قياسية مقارنة مع نحو 6ر512 مليار دولار عام 2005 وهي أعلى مستوى إيرادات على الإطلاق·
وقال مدير دائرة الأبحاث في أوبك الدكتور حسن قبازرد أمس إن ارتفاع الدخل هذا العام يعود إلى الزيادة الكبيرة في الأسعار التي وصلت في المتوسط إلى نحو 60 دولارا للبرميل حتى الآن مقابل حوالي 50 دولارا عام 2005 على الرغم من توقع انخفاض مستوى الإنتاج الفعلي السنة الجارية·
ولفت قبازرد في مقابلة تنشرها مجلة (بايب لاين) النفطية في دبي الأسبوع المقبل إلى أن إيرادات اوبك العام الماضي تعتبر مرتفعة جدا بالأسعار الجارية اذ انها تزيد بشكل كبير عن ايرادات عام 2004 التي بلغت 354 مليار دولار وايرادات عام 2003 التي بلغت 3ر250 مليار·
وأشار إلى انه لا يملك الآن تقديرات دقيقة عن إيرادات العام الجاري لكن بما أن الأسعار أعلى من معدلها العام الماضي فان التوقعات تشير إلى أن الإيرادات ستكون أعلى من العام الماضي·
وأضاف أن إيرادات أوبك العام الماضي مبنية على أساس متوسط سعر عند 6ر50 دولار للبرميل ومستوى إنتاج فعلي يبلغ 6ر30 مليون برميل يوميا وصادرات بمقدار 77ر22 مليون برميل يوميا في حين يتوقع أن ينخفض مستوى الإنتاج هذا العام بشكل طفيف لكن الأسعار لا تزال مرتفعة جدا وبلغ متوسطها حتى الآن نحو 60 دولارا للبرميل·
وحول طاقة أوبك الإنتاجية، قال الدكتور قابازرد إنها سترتفع إلى نحو 33 مليون برميل يوميا فيما يتوقع أن يبلغ معدل الإنتاج الفعلي حوالي 1ر29 مليون برميل يوميا موضحا أن اوبك ستواصل مساعيها لضمان وجود طاقة إضافية كافية لمواجهة أي نقص في الإمدادات وأي زيادة في معدل الطلب سعيا منها لتحقيق الاستقرار الدائم في السوق·
وأشار قبازرد إلى جهود المنظمة لضخ مزيد من الاستثمارات في مشاريع كبيرة تهدف إلى رفع طاقة المصافي بهدف تخفيف الاختناقات في مصافي الدول المستهلكة مشيرا إلى أن تلك المشاريع ستضيف حوالي 5ر2 مليون برميل يوميا إلى الطاقة الفعلية للمصافي القائمة في دول منظمة أوبك·
على صعيد متصل، أظهر تقرير اقتصادي استقرار أسعار النفط الخام في أوائل شهر أكتوبر بعد تراجع ملموس خلال شهري أغسطس وسبتمبر بأكثر من 25 في المئة عن مستوياتها القياسية خلال يوليو لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ ستة أشهر إلا انه رجح صعوده مجددا·
وعزا تقرير للبنك الوطني الكويتي الانخفاض إلى التراجع في نمو الطلب مع انتهاء موسم الصيف ما أدى إلى ارتفاع مخزون النفط الأميركي إضافة إلى تراجع المخاطر الجيوسياسية في المنطقة وبالتحديد احتمال المواجهة بين إيران والمجتمع الدولي حول برنامجها النووي· وأضاف أن استمرار منظمة الأوبك بالمحافظة على معدل إنتاج النفط من قبل الدول الأعضاء ساهم في تخفيض الضغوط التي شهدتها الأسواق في فصل الصيف متوقعا أن تناقش المنظمة في الاجتماع المزمع عقده في 19 من الشهر الجاري الحاجة لخفض الإنتاج لوضع حد لتراجع الأسعار·
وذكرت توقعات مركز دراسات الطاقة الدولي والوكالة الدولية للطاقة بزيادة نمو الطلب العالمي على النفط خلال عام 2007 بشكل قوي·
وأشار التقرير إلى عدد من العوامل التي ساهمت في تحسين التوازن بين العرض والطلب في مقدمتها بوادر نمو إنتاج النفط من خارج منظمة الاوبك بعد أن خيبت الآمال خلال العام الجاري·
ولاحظ التقرير أن معدل إنتاج المنظمة قد تراجع بشكل طفيف خلال الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام بواقع 200 ألف برميل يوميا مقارنة مع الفترة نفسها في العام الماضي إلا أن إنتاج دول الأوبك العشر الفاعلة باستثناء العراق ارتفع بواقع 250 ألف برميل يوميا خلال شهر أغسطس·
وأفاد التقرير أن معظم هذه الزيادة جاءت من السعودية وإيران وفنزويلا ونيجيريا إلا أن البلدين الأخيرين قد أعلنا أخيرا عزمهما على خفض إنتاجهما الإجمالي بمقدار 170 ألف برميل يوميا·
ويرى التقرير أن قيام دول الاوبك بخفض إنتاجها إلى 4ر29 مليون برميل يوميا في الربع الأخير من عام 2006 والى 29 مليون برميل يوميا في الربع الأول من عام 2007 مقارنة بمعدل إنتاج بلغ 8ر29 مليون برميل في شهر أغسطس قد يسهم في استقرار الأسعار حول مستوياتها الحالية بحيث يبقى سعر مزيج برنت فوق الـ 60 دولارا حتى نهاية فصل الشتاء·
كما قدر التقرير أن متوسط سعر النفط الخام الكويتي سيبلغ 2ر54 دولار للبرميل في الربع الأخير من عام 2006 ويصل الى 50ر52 دولار للبرميل في الربع الأول من عام 2007 وهو أعلى من معدله قبل عام·
وخلص التقرير في هذا الشأن إلى أن أسعار النفط قد ترتفع مرة أخرى لا سيما أن الاقتصادات العالمية ما زالت قوية·
عدد اليوم
