السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

عداء شاب يتحول إلى أسطورة في جواتيمالا

عداء شاب يتحول إلى أسطورة في جواتيمالا
7 أغسطس 2012
جواتيمالا سيتي (د ب أ) - تحول العداء الشاب إريك باروندو الذي منح جواتيمالا أول ميدالية أولمبية في تاريخ البلاد عبر بوابة سباق 20 كيلو متراً للمشي يوم السبت الماضي، إلى أسطورة بالفعل كأساطير ثقافة المايا. وجاءت عناوين الصحف الرئيسية أمس في البلاد: “تاريخي” و”باروندو يصنع التاريخ” و”يساوي ذهباً”، إلى جانب صورة كبيرة لأسطورة جواتيمالا الجديدة، الفائز بميدالية فضية. ويضمن باروندو مكاناً بالفعل وسط أساطير جواتيمالا، فهو قادم من ضيعة صغيرة تدعى تشيوك، في بلدة سان كريستوبال فيراباز الفقيرة شمالي البلاد، ومهد عرق “إيكيتش” التابع للمايا. وتنبع أكبر الأساطير خيالاً من عالم المايا التي يرويها كتاب بعنوان “بوبول فوه”، ومنذ الوقت الأكبر لازدهار حضارة المايا (بين عامي 200 و900 قبل الميلاد) وحتى أيامنا هذه، تعد الذرة الغذاء الرئيسي للجواتيماليين، خاصة في المناطق الريفية، حيث يتركز نسبة 72 في المائة من حجم الفقر في البلاد. لذلك سرعان ما يتم الاعتراف في جواتيمالا بالأبطال القادمين من قاع المجتمع “كرجال الذرة”، ويعود أصل تلك العلاقة بين “رجال الذرة” و”أساطير جواتيمالا”، الحاضرين، سواء في الحياة الشعبية أو الأكاديمية، إلى الأعمال الكبرى لمعشوق آخر لمواطني البلاد، هو الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1967، الكاتب ميجل أنخل أستورياس، الذي منح هذين العنوانين لاثنين من كتبه. ويمثل بحسب المايا بداية عهد جديد للإنسانية، وباتت جواتيمالا تنتظر من الآن باروندو كأحد الأبطال القليلين في تاريخها. ويكفي أن مواطني البلاد الـ14 مليوناً اتفقوا على ذلك وهم قلما يتفقون على شيء، فجواتيمالا بلد منقسم بشكل كبير، مثلما يظهر الصراع المسلح الذي توقف عام 1996 بعد أن استغرق 36 عاماً مخلفا وراءه 200 ألف قتيل و45 ألف شخص في عداد المفقودين. وفي هذا السياق، لا يعد أبطال البعض أبطالاً لآخرين، لكن مع باروندو لا يوجد انقسام، ويتفق الجميع في رفع العداء إلى مكانة يمثل فيها “نموذجاً للشباب الجواتيمالي”، كما قال رئيس البلاد أوتو بيريز وهو متأثر السبت، بل وكان الرئيس أكثر حسماً بعد أن استخدم صفة أخرى: “ملهم”. ويعاني شباب جواتيمالا من العيش في أجواء خطيرة جراء العنف، وتراجع مستوى التعليم والفقر والتهميش وقلة الفرص بحسب تقرير “البلاد 2011 - 2012” الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للتنمية، المخصص تحديداً لقضية الشباب في جواتيمالا. على المستوى الرياضي، أصبح باروندو اعتباراً من السبت وفي سن الحادية والعشرين الرمز الأهم على المستوى الوطني، حتى الآن كان من يشغل هذه المكانة هو عداء الماراثون مـاتيـو جـواموش فلوريس وهو “رجل ذرة آخر” توفي مـؤخـراً، وكان قد فاز عام 1952 بسباق لوس أنجلوس للماراثون.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©