السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاستيطان الإسرائيلي... ضربة لمحادثات السلام

الاستيطان الإسرائيلي... ضربة لمحادثات السلام
13 أغسطس 2013 23:15
أعلنت إسرائيل خططاً للمضي قدماً في إنشاء مستوطنات في نحو 1200 منزل في الضفة الغربية والقدس الشرقية لتثير اتهامات الفلسطينيين بأن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحاول تقويض محادثات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة قبل أيام من الموعد المقرر لانطلاقها. وفاقم البيان الصادر عن وزارة الإسكان الإسرائيلية التوترات بشأن التوسع المستمر في بناء مستوطنات يهودية في مناطق يطالب الفلسطينيون بأن تكون جزءاً من دولتهم في المستقبل، وهي شكوى أبعدت الرئيس الفلسطيني عن طاولة مفاوضات السلام خلال السنوات الخمس الماضية في معظمها. وظهر الإعلان الذي جاء من وزارة إسكان يسيطر عليها مناصر متشدد للمستوطنات وهو «يوري أرييل» ليفضح تقارير غير مؤكدة عن أن وزير الخارجية الأميركي حصل على تعهد إسرائيلي بلجم البناء في الأشهر التسعة المقبلة المخصصة لإجراء محادثات السلام، وأثار النشاط الاستيطاني انتقادات فلسطينية لعباس لمشاركته في المحادثات. وقال مسؤول فلسطيني على دراية بالمفاوضات طلب عدم نشر اسمه «الموافقة على مثل هذا العدد الكبير من وحدات الإسكان قبل ثلاثة أيام من الذهاب إلى المفاوضات منفر... قد لا نأتي إلى المحادثات. ورغم الموافقة على عقد أول محادثات في ثلاث سنوات، يبين الإجراء الإسرائيلي والرد الفلسطيني مدى ما يسود العلاقات بين الحكومتين الإسرائيلية والفلسطينية من ضغائن في مناخ ينذر بالشر فيما يبدو للمفاوضات. وأصدر الفلسطينيون خطاب احتجاج الأسبوع الماضي لـ«كيري» بشأن أمثلة أخرى للنشاط الاستيطاني. واستجابت الحكومة الإسرائيلية أثناء عطلة نهاية الأسبوع باتهام عباس ومسؤول فلسطيني بإصدار تصريحات «تهيجية». لكن بعد سنوات من إصدار إسرائيل إعلانات استيطانية مشابهة في منعطفات دبلوماسية حساسة-وأبرزها أثناء زيارة لنائب الرئيس الأميركي جو بايدن عام 2010، واندهش عدد من المراقبين بسبب الإعلان، وأشار بعضهم إلى أن الإعلانات الاستفزازية للبناء، أصبحت جزءاً لا يتجزأ من النهج السياسي الإسرائيلي. وقال «يوسي ألفير» مستشار وزاري بارز سابق بشأن محادثات السلام إن إعلان البناء قصد به إرضاء ناخبي نتنياهو من مؤيدي الاستيطان القلقين من تجديد المحادثات والقضية الخلافية الخاصة بالإفراج عن نحو 100 معتقل فلسطيني كوسيلة لبناء الثقة. وقال ألفير «إنه نهج معروف. يعلم كيري والفلسطينيون أن هذا النوع من الإعلان كان سيأتي. لذا تعين عليهم الاحتجاج. لا شيء سيؤثر على بدء المحادثات لأن الأمر برمته مرسوم سلفاً... إنها آلية عكسية تبني مستوطنات لتتفاوض. إنه شيء لم يخترعه نتنياهو. رابين وبيريز وباراك جميعهم فعل الشيء نفسه». ويقع نحو 800 وحدة التي سيجري «تسويقها» لمستثمرين في مناطق من القدس يطالب بها الفلسطينيون كي تكون جزءاً من عاصمتهم في المستقبل. وقال «دانيل سيدمان»، الخبير الإسرائيلي في البناء، إن نصف المشروعات تم طرحها من قبل بالفعل. والمنازل المتبقية مخصصة للمستوطنات الكبيرة المستقرة في الضفة الغربية وليس المستوطنات الأصغر الناشئة. ويأتي تصريح وزارة الإسكان بعد أيام فحسب من إعلان الحكومة أن المستوطنات محل «أولوية وطنية» -مما جعلها مؤهلة للحصول على دعم حكومي خاص- واقترح وزير الدفاع الإسرائيلي بناء 1000 وحدة أخرى في مرحلة مختلفة من التخطيط. وجاء البيان في الوقت الذي قام فيه مارتن إنديك مبعوث السلام الأميركي الخاص المعين حديثاً بجولات مكوكية بين إسرائيليين وفلسطينيين لتمهيد الأجواء لإجراء المحادثات. وانتقد وزير المالية الإسرائيلي «يائير لبيد» إعلان بناء المستوطنات باعتباره «خطأ» و«استفزاز غير ضروري تجاه الأميركيين». لكن «مارك ريجيف» المتحدث باسم نتنياهو قال في بيان «هذا لا يغير بحال من الأحوال الخريطة النهائية للسلام. هذا لا يغير شيئاً». يشكو الفلسطينيون إنه منذ بداية المفاوضات مع إسرائيل قبل نحو 20 عاماً وعدد المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية تزايد ثلاثة أمثال وأضر بصورة دولتهم في المستقبل. ورغم أن هذا يضر بمكانة عباس، يرى كثير من الفلسطينيين أيضاً أن إعلان الاستيطان هو تكتيك إسرائيلي ليضع الزعيم الفلسطيني في موقف صعب عند التفاوض-مما يسمح للحكومة الإسرائيلية بأن تصوره كأنه عقبة أمام السلام. ويقول محمد الدجاني، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، إن إسرائيل «تفهم نفسية الفلسطينيين. الفلسطينيون يريدون أن يتجاوزوا عقبة المستوطنات هذه والمتشددون الإسرائيليون يزرعون الألغام لتقويض السلطة الفلسطينية كي تنسحب». وأضاف «اعتقد أن عباس براجماتي. إنه يفهم أن هؤلاء الناس يحاولون الخروج بمحادثات السلام عن مسارها. السؤال الآن هو كيف سيؤثر هذا على شعبيته وسط الفلسطينيين وكيف سيقرأ الفلسطينيون هذا». ‎جوشوا ميتنيك محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©