الحجاب

أنتجت المزاوجة بين الحجاب والسفور حجاباً ''مسخا'' ابتكر استراتيجيات تحايل تصنف مرتدياته ''ملتزمات ظاهريا''، و''متمردات جوهريا''· وأبرز تلك الاستراتيجيات ارتداء الملابس الضيقة، وكشف غرة الشعر، والمبالغة بوضع مساحيق التجميل والعطور ما يؤشر على عدم تبلور مغزى الحجاب في أذهان مرتدياته· وبدت المسلمة ''مأزومة'' في الاختيار بين الالتزام بتعاليم دينها، أو الانسجام مع منظومة الشكل الجميل التي تسبغ على الشّعر ''حظوة'' خصوصا مع نشوء فكر ''مشوه يلغم العلاقة بين الحجاب والتحضر''· وأفرز الإجبار على ارتداء الحجاب وعدم استناده إلى وازع ديني فئة من المحجبات ''فرطت بقدسيته''، وتحينت الفرص لخلعه لاسيما وأن قرار ارتدائه يرتكز على التزام ديني، وجهد تربوي كما يتأثر بالقدوة والأصدقاء· والواقع أن المرأة الرافضة للحجاب، وعلى عكس ما تعتقد، تكرس النمطية الأنثوية المتوارثة، والمحجمة بقوالب الجمال الشكلي المنفلت من الفعل الإنساني، فهي تستجيب من حيث لا تدري لأجندة الرجل الذي يفتن بالشعر· وقد أشعل ''تلغيم'' العلاقة بين الحجاب والتحضر فتيل صراع داخل نساء مسلمات فإما أن يتحجبن فيوصمن بـ''الرجعية''، و''يفقدن اهتمام الرجل''، وإما ألا يفعلن فيعققن خالقهن· بيد أن الحجاب في ناموس المحجبات اختياري ''ممارسة واضحة لحق المرأة في حجب جمالها عن الآخرين''· وثمة علماء دين يؤكدون أن الحجاب ''ليس نتاجاً إسلامياً صرفاً'' إذ شرع عند أهل الأديان السماوية الثلاثة بمعناه الداعي إلى العفة والطهارة وحماية المجتمع من الفتن· ليلى خليفة