الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إسرائيل: بعد العدوان.. إنكار عدد الشهداء!

إسرائيل: بعد العدوان.. إنكار عدد الشهداء!
1 سبتمبر 2014 23:39
ويليام بوث غزة يبدو أن الحرب في غزة ستتواصل أيضاً في معركة أخرى بين قواعد البيانات لتحديد من قُتل ولماذا. العدد المختلَف عليه أكثر من غيره، والذي يُعتبر موضوع إلحاح شديد من جانب ورفض قوي من جانب آخر، لا يتعلق بمجموع الإصابات على الجانب الفلسطيني -ما يربو عن 2100 في العدوان على غزة- وإنما بنسبة المدنيين الذين قضوا مقارنة مع نسبة المقاتلين، أو من تسميهم إسرائيل «النشطاء الإرهابيين»، وذلك لأن هذا الرقم سيساهم في تشكيل توجهات الرأي العام بشأن الطريقة التي شُنت بها الحرب ووقع العدوان، وتكلفتها من حيث الأرواح البشرية. في أحدث إحصاء له، يفيد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية باستشهاد 2104 فلسطينيين في غزة، من ضمنهم 1462 مدنياً، ومن بين هؤلاء 495 طفلاً و253 امرأة. وتعني هذه الأرقام الأممية أن 69 في المئة من مجموع الشهداء كانوا من المدنيين. وفي المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع، إن القوات الإسرائيلية قتلت «قرابة 1000 إرهابي»، وهو ما يعني أن أقل بكثير من الـ2104 قتلى فلسطينيين كانوا مدنيين بحسب زعمه أي نسبة 52 في المئة تقريباً. ويزعم قادة تل أبيب في سياق دعايتهم أن قوتهم هي «الجيش الأكثر تحلياً بالأخلاق في العالم»؛ غير أن الفلسطينيين يقولون إن القصف الإسرائيلي كان في كثير من الأحيان عشوائياً لا يميز بين المدنيين والمقاتلين، أو موجَّهاً بكل بساطة إلى أهداف يعتبر خطر وقوع إصابات مدنية فيها مرتفعاً جداً. وفي إسرائيل أيضاً، يزعم المنتقدون أن أرقام الأمم المتحدة غير دقيقة ومنحازة جزئياً لأن الأمم المتحدة تستند في إنجاز تقاريرها إلى أرقام منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان تعمل في غزة، وهي أرقام يدّعون أنه لا يمكن الوثوق بها. وفي هذا السياق، قال روفن إيرلك، رئيس مركز «مير أميت» للمعلومات الاستخباراتية ومعلومات الإرهاب في إسرائيل، الذي تربطه علاقات قوية مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، لصحيفة «جيروزاليم بوست»، إن على المرء أن «يرتاب في كل الأرقام الواردة من قطاع غزة». وكان اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار في غزة قد أُعلن منذ الأسبوع فقط؛ وإذا كان من الممكن الاسترشاد بالحربين السابقتين بين «حماس» وإسرائيل في 2009 و2012، فإنه يمكن القول إن الأمر سيستغرق أسابيع وربما أشهراً عدة قبل أن تفرج كل الأطراف عن الأرقام والإحصاءات كاملة. ومنذ البداية، قوبلت أعداد الضحايا المعلن عنها في غزة بانتقادات المسؤولين الإسرائيليين الذين يقولون إن أعداد المدنيين الذين قُتلوا قد جرى التلاعب بها من قبل حركة «حماس»، التي تسيطر على قطاع غزة. وفي هذا السياق، يقول الجيش الإسرائيلي على موقعه على الإنترنت محذراً: «إن وسائل الإعلام تعتمد على إحصائيات حماس عند الإعلان عن الإصابات في غزة، والحال أن المنظمة الإرهابية تعمل بشكل روتيني على المبالغة وتضخيم أعداد المدنيين الذين قتلوا لأهداف دعائية». غير أنه لا مكتب نتنياهو ولا الجيش الإسرائيلي، قدما أرقاماً مفصلة ويمكن التحقق منها خاصة بهما لتأكيد زعمهما بأن الحرب أسفرت عن مقتل نحو 1000 «إرهابي»، بحسب تعبيرهما. وفي هذا الإطار، يقول محمود أبو رحمة، مدير الاتصال في مركز الميزان لحقوق الإنسان، الذي يحقق في أسباب الإصابات في حرب غزة: «إن الادعاء الإسرائيلي بأن 900 أو 1000 مقاتل قد قُتلوا هو مجرد ادعاء واهٍ. قدِّموا البيانات والأسماء والقوائم التي لديكم حتى نستطيع التحقق منها. إننا نحاسَب. فأين هي القوائم؟». وخلال الحرب التي دامت سبعة أسابيع، اضطر أكثر من ربع سكان قطاع غزة للنزوح عن مناطقهم. وكان الموتى أو من عرضوا لإصابات بالغة يُنقلون إلى المستشفيات تحت قصف كثيف، بينما ظلت بعض الجثث مدفونة تحت الأنقاض لأيام. ولكن على موقعي فيسبوك وتويتر، كان مسؤول من «حماس»، وهو نفسه طبيب، منهمكاً في الإعلان عن أحدث حصيلة للقتلى. فمن موقعه في مستشفى الشفاء في مدينة غزة، كان المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع أشرف القدرة في الأيام الأولى من الحرب هو الوجه الإعلامي الذي تصدر عنه أرقام الإصابات، حيث كثيراً ما كان يظهر على الشاشات مرتدياً بدلة المستشفى. وقال القدرة في مقابلة معه خلال ذروة القتال: «إن العالم يستعمل أرقامنا. إننا المصدر الوحيد». ولئن كان مسؤولو «حماس» يشددون على الأعداد المرتفعة للإصابات المدنية، فإن هذا الطبيب ووزارة الصحة لم يوفرا أي قوائم مفصلة للمقاتلين والمدنيين -مكتفين بذكر الأسماء والأعمار والجنس فقط. غير أن موقف الدكتور القدرة كان واضحاً حيث يقول: «إنهم جميعهم مدنيون. كل الموتى في المنازل، وفي المساجد، وفي السيارات، وفي الحقول، وفي المنشآت الخاصة بالمعاقين». وعلى رغم ما يقوله، إلا أرقام القدرة لم يكن المصدر الوحيد للمعلومات. فطيلة الحرب، كانت ثمة ثلاث منظمات لحقوق الإنسان في غزة -منظمتان فلسطينيتان وواحدة إسرائيلية- تفرج عن المعلومات حول القتلى، وفي مقدمتها مركز الميزان لحقوق الإنسان، الذي كان يمكن إيجاد عملائه الميدانيين بين ممرات وردهات المستشفيات منهمكين في جمع الأسماء وأرقام الهواتف. ويقوم مركز الميزان ومنظمة إسرائيلية لحقوق الإنسان تدعى «بتسليم» بتزويد الأمم المتحدة بالبيانات. كما تتوفر الأمم المتحدة على فريق في غزة يقوم بالتحقق من الهويات، إضافة إلى تمشيط المواقع الإلكترونية التي تديرها فصائل فلسطينية مقاتلة والجيش الإسرائيلي بحثاً عن معلومات وأرقام. وحسب الحصيلة الحالية لمركز الميزان، فإن 2168 فلسطينياً استشهدوا في حرب غزة، 1666 منهم مدنيون، أي ما يعادل نسبة 77 في المئة. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©