السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بوتين··· ومستجدات الساحة الروسية

بوتين··· ومستجدات الساحة الروسية
16 فبراير 2008 23:48
أعلن الرئيس الروسي ''فيلاديمير بوتين'' الخميس الماضي -وهو في الأسابيع الأخيرة المتبقية من ولايته التي دامت ثماني سنوات ورسخت مكانته كأبرز سياسي في البلاد- عزمه الاحتفاظ بسلطات أساسية بعيدة المدى في الكريملن، حتى بعد مغادرته لمنصبه وتوليه رئاسة الوزراء، وفي مؤتمر صحفي كان فيه ينضح ثقة وعنفواناً، حدد الاختيارات السياسية لروسيا في السنوات المقبلة، كما تحدث بقوة ضد منتقديه الدوليين، وتحدى واشنطن من خلال رفضه التراجع عن تهديده بوضع صواريخه الاستراتيجية قبالة جمهورية التشيك وبولندة وأوكرانيا، كما أكد على أن الكريملن اضطر إلى استئناف سياسته النووية بسبب محاولة حلف شمال الأطلسي استمالة أوكرانيا، وتطوير الولايات المتحدة لنظام صواريخ تنوي نشره في أوروبا، وفي هذا السياق قال: ''علينا إعادة توجيه صواريخنا تجاه الأهداف التي نعتقد أنها تهدد أمننا القومي''، مضيفا قوله: ''عليّ أن أتحدث عن هذا الأمر بشكل مباشر وصريح، لنتفادى أية محاولة لإلقاء اللوم على جهات لا دخل لها بما يجري''· لقد أدلى ''بوتين'' بتلك التصريحات وغيرها في مؤتمر صحفي دام أكثر من أربع ساعات، فيما اعتبره الكريملن آخر ظهور صحفي لـ''بوتين'' كرئيس لروسيا، فالمعروف أنه لا يحق للرئيس الترشح لولاية ثالثة بموجب الدستور الروسي، بحيث يتعين اختيار رئيس آخر في الثاني من شهر مارس المقبل عن طريق الاقتراع الشعبي، لكن المؤتمر لم يحمل في طياته أي دلالة على أنه مناسبة وداعية للرئيس ''بوتين''، ولم يوحِ أيضا بأن ''بوتين'' يتهيأ للتنازل عن موقعه كقائد روسيا المتوج دون منافس، لقد أعاد التأكيد على نيته في تولي منصب رئيس الوزراء وقيادة الحكومة التي سيشكلها خلفه، ''ديميتري ميدفيديف''، على رأس الكريملن بعدما اختاره ''بوتين'' بنفسه، وفي هذا الإطار قال ''بوتين'': ''إن رئيس الدولة هو الضامن لتطبيق الدستور، وهو الذي يضع التوجهات العامة سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، لكن السلطة التنفيذية الأعلى في البلاد هي بيد الحكومة الروسية التي يقودها رئيس الوزراء''· وأضاف بوتين في معرض حديثه أمام الصحفيين، أنه يخطط للبقاء رئيسا للحكومة على امتداد فترة ولاية الرئيس ''ميدفيديف''، بل ربما الاستمرار أبعد من ذلك، موضحاً ذلك بقوله: ''إني بلورت خططا لتطوير روسيا من 2010 إلى ،2020 ويبدو أن القدر يسير بنا في اتجاه يمنحني فرصة المشاركة المباشرة في تحقيق تلك الخطط''· لكن المؤتمر الصحفي كشف أيضا عن مدى تواري ''ميدفيديف'' وراء ''بوتين'' وإمساك هذا الأخير بمقاليد الأمور في روسيا، ومع أن البلاد تشهد حملة انتخابية رسمية تمتد على مدى شهر واحد، إلا أنه لا وجود لما يدل على تنافس في الأفكار، أو انخراط حقيقي للمواطنين في اختيار الرئيس المقبل، كما أن ''بوتين'' مازال حاضراً في الحياة العامة كشخصية بارزة· ففي الأسبوع الماضي كشف بوتين أمام المشرعين الروس عن خططه التي وضعها للبلاد حتى عام ·2020 وظهر يوم الخميس الماضي وهو يهدد بتصعيد النزاع مع أوروبا والولايات المتحدة حول مسألة كوسوفو، التي يتوقع أن تعلن استقلالها هذا الأسبوع، بدعم من الغرب· يُذكر أن روسيا وقفت إلى جانب حليفها التقليدي ''صربيا''، وعارضت استقلال كوسوفو، وهددت بالاحتجاج على الخطوة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وربما الاعتراف بالمناطق التي تطالب بالانفصال وتدعمها موسكو في كل من ''مولدوفا'' و''جورجيا''· وقد عبر ''بوتين'' عن معارضته لاستقلال كوسوفو قائلا: ''إنهم يرددون دائما بأن موضوع كوسوفو مختلف، لكن الأمر مجرد أكاذيب، إذ لا يوجد أي وضع خاص، والكل يدرك ذلك جيدا''· وبالنسبة لـ''بوتين'' شكلت المؤتمرات الصحفية دائماً فرصة سنوية لعرض -بكثير من الارتياح والثقة- سلطاته الواسعة ومدى تحكمه في التفاصيل الدقيقة، وكان الحضور خلال هذا المؤتمر مزيجا من الصحفيين الروس، الذين أشاد الكثير منهم بالرئيس ''بوتين''، وبعض الصحفيين الأجانب ممن سعوا إلى إحراجه بشأن بعض سياساته التي أقلقت الحكومات الغربية، وقوضت شعبيته في الخارج· غير أن ''بوتين'' ابتهج للثناء وتقبل الانتقادات التي سعى إلى تفنيدها إما بالتمسك بمواقفه السابقة، أو أحيانا بتوجيه انتقاداته الخاصة إلى الغرب· وهكذا عندما سُئل عن قرار اللجنة الأوروبية لمراقبة الانتخابات بعدم إرسال مراقبيها إلى روسيا رد ''بوتين'' بأنه يتعين إصلاح اللجنة، مشيرا إلى أن المراقبين كانوا يسعون إلى تلقين روسيا دروساً في الديمقراطية، ومضيفاً بتهكم واضح ''لماذا لا يلقنون زوجاتهم إعداد الحساء الروسي''، وقد توزع المؤتمر الصحفي بين الردود اللاذعة للرئيس ''بوتين'' على الصحفيين، وبين التعليق على أسئلة الصحفيين المعجبين بسياساته· فقد أشارت إحدى الصحفيات الشابات أن المؤتمر الصحفي يصادف الاحتفال بعيد الحب، وسألت عما إذا كان ''بوتين'' قد حصل على هديته، فرد أنه كان مشغولا طيلة فترة الصباح بتمارينه الرياضية والاستعداد للمؤتمر الصحفي، ولم يستلم بعد أية هدية، حينها ارتسمت على وجه الصحفية ابتسامة عريضة وقالت: إنها تريد أن تمنحه هدية فسمح لها بشق طريقها وسط الصحفيين لتقديم هديتها· وفي سؤال آخر من صحفي فرنسي حول النتائج الرسمية المسجلة في الانتخابات البرلمانية في الشيشان، والتي بدت غير واقعية تماماً، بعدما أشارت إلى مشاركة 99 بالمائة من المواطنين وتصويتهم بنسبة 99 بالمائة على حزب ''روسيا الموحدة'' الذي يقوده ''بوتين''، رد هذا الأخير، بأن أشار على الصحفي بتوجيه سؤاله إلى مراسل شيشاني يعمل مع الحكومة كان حاضراً في القاعة، فما كان من هذا الأخير إلا أن أكد نتائج الانتخابات قائلا: ''إنها أرقام واقعية تماماً، وشخصياً صوتت أنا وجميع معارفي على حزب روسيا الموحدة''· سي·جي· تشيفرز-موسكو ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''نيويورك تايمز''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©