الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشيخ زايد معلم الأجيال وتوجيهاته نبراس ينير الطريق

الشيخ زايد معلم الأجيال وتوجيهاته نبراس ينير الطريق
7 أغسطس 2012
محمد الخالدي من أوائل المصورين الذين واكبوا مسيرة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه ورافقوه في أعماله ورحلاته، حتى إنه يجمع مكتبة ضخمة لمسيرة الإمارات وبانيها، فيها أكثر من 57 ألف ساعة تصوير، وهو المنهمك اليوم في جدولة هذه الثروة الوطنية من الصور والأفلام وإدخالها إلى برامج المعلوماتية المتطورة، يستعيد معها الكثير من المشاهد التي لازالت تسكن وجدانه حتى اليوم. وقال إن رمضان كان بالنسبة للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، شهر البركات، إذ كان يستقبل علماء المسلمين من مختلف الدول الإسلامية، وذلك بهدف إعمار المساجد بالتلاوة والخطب الدينية، والاستماع إلى الفتاوى والاستفادة من الجلسات الرمضانية، بجانب أعماله رحمه الله الخيرية التي خففت معاناة الشعوب الإنسانية في شتى أنحاء العالم. قال المصور محمد الخالدي إن ما يذكره من شهر رمضان أيام الشباب، هي جولات المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وأعمال الخير التي عمت أرجاء العالم، والتي كان يقوم بها رحمه الله بنفسه ويحرص على التأكد من كل كبيرة وصغيرة في مشاريع الدولة. ومن المواقف التي تركت في نفس المصور محمد الخالدي أثرا كبيرا، هي الملاحظات التي كان يتلقاها في شبابه من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يرحمه الله، إذ كان يوجهه لكيفية أخذ اللقطات ومن أي زاوية، محددا العناصر التي يريد أن تظهر في المشهد، وهذا ما كان يعتبره موهبة فذة كانت تلامس إلى حد بعيد التعليمات التي تلقاها أثناء تخصصه الجامعي، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على الثقافة العالية التي كان يتمتع بها زايد الخير والتي جعلته يتفوق بالفطرة على أي خبير في مجاله. ومن الأحداث التي يذكرها في هذا الخصوص، الأوامر التي كان يتلقاها من الشيخ زايد يرحمه الله حول تصوير المشاريع قيد الانشاء، إذ كان كلما اطلع على مجموعة من الصور أو الأفلام، يطلب مجموعة أخرى يتم تصويرها بعد فترة معينة كي يراقب سير العمل في المواقع، وأكثر من ذلك كان يسأل عن أسماء المناطق المجاورة لهذه المشاريع والتي تظهر في الصور، وما لا يعجبه منها، يأمر الخالدي بإبلاغ القائمين على المنطقة بتغييرها بحسب الاسم الجديد الذي يختاره لها، كما كان يعترض على بعض المواقع التي يرى فيها إهمالا معينا، ويطلب إجراء الإصلاحات فورا. وكل ذلك من خلال الصور والأفلام التصويرية التي يطلبها مجددا من نفس الزاوية ليقارن بين الأمس واليوم ويتأكد من تنفيذ أوامره كما أراد. ومما يذكره المصور محمد الخالدي عن تلك المرحلة حرص المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد على الإفطار مع الناس والاستماع إلى آرائهم والتحدث إليهم للوقوف عند مطالبهم سواء في قصر البحر أو في أي مجلس آخر، وهو كان يركب في سيارته ويملؤها بالتمور والأكلات الإماراتية والحلوى العمانية ويقوم بتوزيعها على المارة بنفسه. ويقول الخالدي إنه مهما تحدث عن كرم زايد الخير فهو لن يوفيه حقه، إذ كانت يداه ممدودتين للقريب والبعيد، وكان يحرص في رمضان كما في باقي أيام السنة على توزيع التمور إلى أماكن تجمع المحتاجين واللاجئين في مختلف أنحاء العالم، وهو كان أمر بزراعة ملايين أشجار النخيل على امتداد الدولة والتي وصل عددها اليوم إلى أكثر من 40 مليون نخلة. ويعتبر المصور محمد الخالدي أن المرء عندما يصل إلى سن السبعين يكتشف أن لديه الكثير من الذكريات التي يستأنس في تعدادها، والأمر بالنسبة له يكاد يكون مضاعفا، إذ إنه عدا عن تقدمه في السن فهو يعيش منذ سنوات طويلة محاطا بكم هائل من الصور، وهي بالنسبة له أجمل محطات عمره إذ تلخص أكثر من حقبة زمنية تركت في نفسه أجمل الدلالات عن الماضي الجميل بكل ما فيه. مراجيح و «حجلة» وفي شهر رمضان يعود محمد الخالدي بالذاكرة إلى سنوات الطفولة حيث كان وإخوانه يجتمعون وقت الإفطار في بيت العائلة الكبير مع أمه وأبيه وجده وجدته وأعمامه وعماته وأبنائهم، وأكثر ما يشتاق إليه من تلك الأيام، تحلق الجميع حول مائدة واحدة ومن ثم الأحاديث التي كانت تدور أثناء شرب الشاي والعصائر الرمضانية. ويتذكر أوقات اللعب في «الحوش» مع الأقارب من هم في مثل سنه، حيث كان الأولاد ينصرفون إلى اللعب بالكرة وتسلق المراجيح، فيما البنات يلعبن «الحجلة»، وهي عبارة عن قطعة خشب مستطيلة يعملن على ركلها من خانة إلى خانة ضمن مربعات يرسمنها على الأرض. ويقول الخالدي إن أول عهده بالصيام كان في سن الخامسة، حيث كان يصوم يوما ويفطر آخر إلى أن ثبت على الصيام عندما بلغ السادسة من عمره، ويشير الخالدي إلى أنه وهو أب لولد و3 بنات، إلى أنه لابد للأهل من تدريب أبنائهم على الصيام في مثل هذه السن كي يعتادوا على الأمر. وهذه الخطة يعممها على أحفاده الـ14، إذ ينصح بضرورة اصطحابهم إلى المساجد وإرسالهم إلى مراكز تحفيظ القرآن بهدف غرس القيم الإسلامية فيهم حتى ينشأوا على تعاليم الدين الحنيف. وتخرج المصور محمد الخالدي عام 1968 من كلية الفنون التطبيقية في القاهرة عن تخصصه في التصوير السينمائي والفوتوغرافي، وكانت بداياته في التصوير خلال فترة المشاورات حول إعلان اتحاد الامارات التي كانت تدعى في ذلك الوقت الامارات المتصالحة. وقد واكب المرحلة الوطنية المهمة في تاريخ المنطقة عندما سارع المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يرحمه الله إلى لم شمل الامارات السبع، وكان متحمسا لقيام الوحدة. شاهدة على التاريخ ويذكر الخالدي أن أول رحلة تصوير له خارج البلاد كانت مع زايد الخير إلى الهند وكانت رحلة صيد، وأول تجربة تصوير لحفل ضخم كانت في مدينة زايد بأبوظبي حيث كانت فرق العيالة تؤدي استعراضاتها في الهواء الطلق. ويقول إنه في ذلك الحفل نادى عليه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد يرحمه الله وتحدث إليه مبديا بعض ملاحظاته على التصوير، بعدها توجه الخالدي إلى دائرة الاعلام والسياحة، وقد بدأ العمل هناك حيث أسس قسم التصوير السينمائي في تلفزيون أبوظبي مع 5 من المصورين الذين استقدمهم من دفعته في الجامعة. ويذكر أنه في ذلك الوقت لم يكن هنالك ما يعرف بقسم التصوير، وإنما كان الأمر عبارة عن غرفة في الطابق الخامس من أحد مباني شارع حمدان وهو مبنى التلفزيون وقتها، ويذكر من فريق العمل آنذاك، مدير التلفزيون حسن توفيق والمذيع عبدالمنعم سلام، ومنذ ذلك الحين تسلم مهام عمله بأن يرافق المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد يرحمه الله في كل جولاته داخل البلاد وخارجها. ويورد المصور محمد الخالدي أنه حاليا بالإضافة إلى عمله الحالي في ديوان الرئاسة، فهو يعمل على ترتيب أرشيف متكامل عن الحقبة الفائتة منذ السبعينيات، والذي يضم نحو 57 ألف ساعة من الأفلام المصورة، إضافة إلى الصور الفوتوغرافية، وهو يقوم بذلك من خلال توجيهات ديوان الرئاسة وبإشراف سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وبالتنسيق مع مركز الوثائق والبحوث، وبالتعاون مع خبراء أوروبيين هم على وشك الوصول إلى أبوظبي ومعهم الأجهزة اللازمة التي تسهل نقل هذه الأفلام إلى نظام جديد قائم على أحدث مستلزمات التكنولوجيا. وقال إن ذلك من شأنه أن يثري المكتبة الوطنية بكم هائل من الأفلام والصور الشاهدة على تاريخ البلاد ونهضتها، وإنه اليوم عندما ينظر إلى هذه اللقطات النادرة لا يشعر بأنها من الماضي، فهي جزء لا يتجزأ من حياته وهو يهوى العيش مع الذكريات، مشيداً بمسيرة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يرحمه الله، التي يسير على نهجها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، من خلال رعاية سموه للمواطنين والمقيمين على أرض الوطن سواء في شهر رمضان أو في باقي أيام السنة، إضافة إلى الاهتمام بالنهضة العمرانية والثقافية الحاصلة في البلاد.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©