السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

اليمن.. مشهد ملتبس وتصورات مخيفة

اليمن.. مشهد ملتبس وتصورات مخيفة
13 أغسطس 2015 00:02
أجرى الاستطلاع:ساسي جبيل، محمد بوعود، محمد عبد السميع، إيهاب الملاح، محمود بري، محمود عبد الله ما تعيشه اليمن من تطورات سريعة ومتلاحقة، يطرح أكثر من سؤال حول حاضرها الذي تحجب سماؤه غيوم حرب لم تتوقف منذ اكثر من أربعة أشهر، وبين مستقبله الذي لا يلوح ظاهراً ولا صافي الصفحة، وخصوصا وأن كثرة المتدخلين الخارجيين قد غلبت على الفاعلين في الداخل اليمني، ورائحة التسويات الإقليمية والدولية تطغى على رائحة التفاهمات الداخلية، كما تطغى على التّسويات في المنطقة بأكملها. لكن اليمن، على ما يبدو، سواء حكمه الحوثي أو الإخواني، يسير على طريق الموت السريع، فهو على كل الوجوه الخاسر الوحيد، وفق ما قال أحد المشاركين في هذا الاستطلاع الذي ترصد فيه «الاتحاد» آراء المثقفين والأكاديميين العرب واليمنيين الذين تحدثوا حول أحداث اليمن، وخطر وصول الإخوان الى السلطة واحتمال تكرار تجربة مصر؟ واقترحوا بعض التصورات لمستقبل اليمن والحلول الممكنة في ظل هذه التطورات الأخيرة التي عرفها المشهد اليمني... وهنا التفاصيل: مخاض عصيب الباحث التونسي الخبير في الجماعات الإسلامية، الدكتور عليّة العلاني، اعتبر أن اليمن يمرّ بحالة مخاض عصيبة لن ينتج عنها إلا احتمال من احتمالات ثلاثة هي: أن يعود اليمن موحّدا قويا ومعافى، أو أن ينقسم اليمن من جديد الى شمال يحكمه الحوثيون أنصار الرئيس المخلوع، وجنوب يحكمه الحراك وأنصار الرئيس «الشّرعي» عبد ربّه منصور هادي، أو أن تتواصل الحرب إلى أجل طويل، بما يعنيه ذلك من تفاقم الأزمات المعيشية والأمنية والاجتماعية، وما ينتج عنها من مزيد تقسيم اليمن الى كانتونات قبلية وميليشياوية، لا يمكن ان تكون بحال من الأحوال نموذجا لبلد ينشد الاستقرار منذ عقود. خائف على اليمن ويرى أحمد عبد المنعم عقيلي? أستاذ النقد الأدبي، أن اليمن يعيش فوضى عارمة، ويقول: ?لا يسع المتفكر والمتأمل فيما يجري على أرض اليمن من فوضى عارمة، إلا أن يشعر بالقلق والخوف على الاستقرار والأمن في هذا البلد العربي الشقيق، لأن هذه الفوضى ستجعل البلاد عرضة لتسرب الفكر المتطرف، والحركات الشوفينية الطامعة في الحكم والتي تتستر بعباءات ومسميات ظاهرها السلام وباطنها الشر والخراب والتكفير، ومن هذا المنطلق شعرت دول مجلس التعاون الخليجي، بنظرتها الثاقبة وحكمتها العميقة بعظم الخطر وفداحة المؤامرة، وما يترتب عليها من نتائج سلبية تهدد وحدة اليمن وتماسك المجتمع فيه من جهة، والأمن والاستقرار في الإقليم كله من جهة أخرى، فكانت المبادرة الشجاعة والحكيمة من قبل دول مجلس التعاون الخليجي للتعامل مع هذا الخطر، والسعي لإنهاء الأزمة اليمنية، وحلها من جذورها، خصوصاً لما يحمله الموقع الاستراتيجي لليمن من أهمية جغرافية، فهو يقع على مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي، ووقوع هذا الموقع المهم في اليد الخطأ سيجعله مرتعاً خصباً للفكر المتطرف والتكفيري، فكانت عاصفة الحزم المباركة، ومن ثم أتبعتها بادرة إعادة الأمل، لتكون بحق بمثابة البلسم الشافي والعلاج الفعال الذي يداوي جراح اليمن ويعيدها إلى جادة الصواب، وكانت الإمارات العربية المتحدة، وما زالت سبّاقة في هذه الجهود المباركة، والحكيمة. وأمام هذه الجهود لابد لأهل اليمن من التوحد والالتفاف حول هذه المبادرات الكريمة التي بذلتها وتبذلها دول مجلس التعاون الخليجي من جهة، والالتزام بالوعي والحذر والعقلانية منعاً من تسرب الحركات المتطرفة، والفكر الراديكالي المشبوه إلى أبنائها مما ينعكس سلباً على واقعها ومستقبلها من جهة أخرى.? وأخيراً، لابد لنا من أن نعترف باحثين، أدباء، مثقفين، وأكاديميين بأهمية ومكانة الجهود الكبيرة التي قدمتها وتقدمها دول مجلس التعاون الخليجي، لحل هذه الأزمة، وإنقاذ أهلنا في اليمن من محنتهم، وأن نشكر ونثمّن تلك الجهود المباركة التي تعكس وبصدق صورة العروبة الصادقة.? ? كابوس تصف الدكتورة رفيقة بن رجب (أستاذ البلاغة العربية في جامعة البحرين?) ما يجري في اليمن بأنه «كابوس»، وتقول: ?إن المتتبع لما يحدث في اليمن إما أن يصاب بالإغماء والإعياء أو يتصور نفسه يعيش في حلم مخيف أو كابوس مزعج، فمستقبل اليمن في الوقت الراهن أصبح على المحك، الأحداث والتناقضات والتحالفات تجعل المتتبع في حيرة من أمره. تفرقت للأسف أيدي سبأ وكأن سيل العرم قد شتتهم وأضعف قواهم، ونال ذلك كل مؤسسات الدولة ووحدات الجيش والدوائر الرسمية، فأصبحوا يسبحون في سيناريوهات متباينة بين مؤيد ومعارض ومحايد فسبحان من جمع المتناقضات في يمن الخير، وهذا يظهر أثره واضحا في كل أدبيات حياتهم ومحاولاتهم وسط القلق والاضطراب والتشتت والخوف من الموت المرتقب، ورغم بعض المحاولات الجادة. والحوارات المدروسة التي بذل فيها أصحاب القرار الوقت والجهد إلا أنهم لا يزالون يدورون في فلك المجهول وسط المحطات البعيدة والمنعطفات الغريبة، إذن على أصحاب القرار السياسي الإمعان والتفكير في استيعاب القضية وصهرها في بوتقة المسار القومي والاجتماعي والسياسي والثقافي الواعي والدعوة إلى السلام باحتضان هذا البلد الطيب والتأطير الصحيح لجسام الأمور وتوجيه التداعيات المطروحة على الساحة التوجيه السليم. لنتمكن جميعا من استيعاب هذا البلد وأهله والعمل معا على خطة ناجحة تسمو به للأعلى في منظومة يسودها العقل الصائب والتفكير السديد?. مسؤوليتنا كبيرة ويعتقد الشاعر والإعلامي اليمني علي الأشول الدهمي أن المسؤولية الواقعة على عاتق المثقفين والباحثين كبيرة، ويقول:? تمدد الصراعات والنزاعات بكل أنواعها العرقية والطائفية في بلد مثل اليمن تتنوع فيه الأعراق وتتعدد فيه الطوائف، يحتم علينا الحذر كل الحذر في تحديد واختيار مستقبل اليمن، ومما لا شك فيه أن المثقفين والأدباء اليمنيين عليهم دور كبير في توجيه وتوعية المواطنين بما يمتلكونه من تجارب وأفكار عميقة تتعلق بذلك الأمر. ومن واقع التجربة وما شهدناه في عدد من الدول العربية وخاصة مصر فإن تجربة الإخوان أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أنهم مصنع للعنف والتطرف والإرهاب دمروا شعوبهم وبلدانهم ووأدوا الأحلام والطموحات وانتهجوا سياسات الإقصاء والتهميش وعدم القبول بالآخر واختزلوا المصالح على كوادرهم وأعضاء تنظيمهم وخونوا وكفروا كل من خالفهم الرأي والمعتقد، باختصار الاستبداد والعنف والتطرف سلوك إخواني حتى النخاع?. ?وفي رأيي أننا نحن كمثقفين سلاحنا الجمال والكلمة لتبيان الحقيقة أمام المجتمع اليمني?. ? الحلّ في اليمن ? ويصف الشاعر الإعلامي السوري أحمد الصويري (مقيم في سويسرا) أحداث اليمن بأنها «الأشدّ وطأةً في تاريخه الحديث على أقلّ تقدير، شأنه في ذلك شأن العديد من بلداننا العربيّة التي تعاني من آثار القمع والديكتاتوريّة والفساد والكثير من التجاوزات التي يدفع ضريبتها الوطن والمواطن على حدّ سواء. ويضيف: لعلّ الوضع اليمنيّ ليس بسيناريو مبتدع من حيث وجود قوى سياسيّة تتذرّع بالإطار الدينيّ كأداة لشرعنة استيلائها على السلطة ومن ثمّ اغتصاب السيادة الوطنيّة واختصار البلاد وربّما حتّى الدين ذاته في شخص صاحب السلطة والقرار الذي غالباً ما يكون ذا مشروعٍ هدميّ تابع لأجندة خارجيّة أو أكثر?. قد لا يكون في الأفق ملامح واضحة يمكن التفاؤل بها للخروج باليمن من هذا الدمار الذي يكاد يأكل كلّ شيء، إلا أنه من الجيد قراءة الأحداث بشكل دقيق وفهم ما وراءها، ومن الحكمة أيضاً التبصّر وأخذ العظة من التجربة المصريّة التي تعتبر أكبر نموذج واضح لأجندات جماعة الإخوان ومطامعها في تحويل البلاد وأهلها إلى مجرد أحجار وأجهزة ترتبط عبر جهاز تحكّم بأوامر المرشد وحده دون إتاحة مساحة للاحتكام إلى القانون ولا حتى للقانون نفسه، مستندةً في أطماعها هذه على حاجة الناس للخروج من الفساد والديكتاتورية ورغبتهم الملحّة بالتغيير وعيش واقع أفضل على أرضهم?. ?إلا أن الواقع اليوم يفرض أيضاً وجود أطراف أخرى في المعادلة ذات وعي وإدراك بما تحمله المتغيرات، فالمواطن العربيّ بشكل عام لم يعد ذاك البسيط الساذج، بل إن معطيات هذا العصر أتاحت الصورة للجميع كي تكون مرئية وواضحة، وبات كل مواطن ذا معرفة بغالبية حقوقه وبإمكانية الرجوع للقانون، وتقرير من يؤتمن على البلاد ومصيرها من خلال هيئات يشرّعها القانون الذي يكفل حقوق الجميع?. ?الحلّ المباشر للشأن اليمني - برأيي - يجب أن يكون يمنياً أولاً، وتحت دعم عربيّ خالص ما دامت الأمة العربيّة قادرة اليوم على إثبات مقدرة كبيرة في رعاية وحل أي شأن عربي بحكمة وحزم إن احتاج الأمر??.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©