الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تطوير الخطاب الديني·· مع المتغيرات

18 أكتوبر 2006 23:50
الاتحاد - خاص: تطوير الخطاب الديني هو القضية الأهم والأخطر في عالمنا الإسلامي والأهمية ترجع إلى أنها ضرورة ووسيلة لتتواكب مع المتغيرات·· مدخل للذين يريدون أن ينقضوا على ثوابت الدين باسم التطوير ليحولوه عن روحه وجوهره· أحمد السايح الأستاذ بجامعة الأزهر يقول: إن الإسلام دين الحركة والتطور لما به من ثوابت ومتغيرات فالثوابت تحافظ على روحه وأصوله، والمتغيرات تحقق له مواكبة كل تقدم وتطور، لكن قد يحدث ركود في فترات معينة بسبب ضعف الثقافة فيهيئ الله من ينفض الغبار عنه وما لحق به مما هو غريب عليه· العقلانية الفاعلة يضيف إننى أرى أن مرحلتنا التي نمر بها تحتاج إلى التركيز على العقلانية يقول تعالى ''والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صماً وعمياناً'' أي أنهم يخرون عليها بوعي وفهم لمعانيها واستبصار للواقع الذي يعيشون فيه فالخطاب الديني الذي يدغدغ العواطف فقط لا يفيد لأنه يلهب المشاعر لكنه لا يقدم حلولا عملية أما العقلانية الفاعلة فهي التي تستطيع أن تحل مشاكلنا ورغم ذلك فقد فوجئت ببعض من يوصفون بالعلم ويجلسون للدرس يتحدثون عن المسيح الدجال الذي ركب حماره وفي طريقه إلينا، فقلت لهم: إنني لن أخرج من بيتي بعد ذلك· فقالوا: لماذا··؟ فقلت لهم: حتى لا ألتقى بالمسيح الدجال على حماره·· وآخرون وجدتهم يتحدثون بجدية عن امرأة تحلم بأنها ترضع القمر وانشغل الناس انشغالا كبيراً بهذا الحلم الذي قالوا إنه يعني أن المهدى المنتظر قد ولد، رغم أن أمامنا من القضايا العملية والحياتية والتحديات ما هو أخطر من المسيح الدجال· وعي المفتي الشيخ عبد الله مجاور أمين لجنة الفتوى بالأزهر الشريف يرى أن تطور الخطاب الدينى يتمثل فى تيسير الفكر الدينى والوعى بالواقع وتقديم الفتوى بأسلوب بسيط يفهمه الناس ويعالج مشكلاتهم دون تعقيد حتى ولو من حيث اللفظ فمثلا عندما يأتينى شاب يقول لى رضعت من أم فتاة وأريد أن أتزوجها فأفتى له على الرأى الذى يحرم الرضاع ولو بمصة واحدة حماية للأنساب وتحرياً للدقة أما إذا جاء متزوج من امرأة يقول لى رضعت من أم زوجتى ولم أكن أعلم إلا من قريب فأسأله عن عدد الرضعات فإن كانت اثنتين أو ثلاث أو أربع أفتى له بجواز الاستمرار وعدم الحرمة على رأى من قال بخمس رضعات مشبعات وهنا تكون حنكة المفتى الذي يعالج كل قضية حسب طبيعتها وحسب ظروفها، وقد تعلمنا من علمائنا القدامى هذا فقد أتى رجل إلى الحسن البصرى يقول له: أللقاتل توبة؟ فقال له: لا وجاءه آخر يسأله نفس السؤال: فقال نعم فاستغرب تلامذته واستفسروا منه فقال إن الأول ينوى أن يقتل ويريد أن يتأكد من جواز توبته حتى يقتل ثم يتوب والثانى جاء بعد أن قتل فعلاً ويريد أن يتوب فإذا أفتيت للأول بأن للقاتل توبة هونت عليه جريمته المقدم عليها وإذا أجبت الثانى بـ ''لا''، أدخلت عليه اليأس من رحمة الله· هدف المعرضين الدكتور حمدى طه الأستاذ بجامعة الأزهر يقول إن تطوير الخطاب الدينى مسؤولية العلماء وهو فريضة على المسلمين فقد كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول لصحابته: ''جددوا إيمانكم'' بالإكثار من قول لا إله إلا الله محمد رسول الله· وبالتالى فالتطوير والتجديد فريضة إسلامية وعندما أراد الإمام الغزالى تسمية كتابه الضخم الذى ضمنه خلاصة علمه وتجاربه سماه إحياء علوم الدين وقد قال عنه العلماء من لم يقرأ الإحياء فليس من الأحياء· ويضيف الدكتور حمدى أن التطوير من الأهمية بمكان لكن المشكلة هو أن البعض يتصور أن التطوير يعنى ضرب الثوابت والاجتهاد فى النصوص الواضحة التى لا لبس فيها وهو أمر يجب أن ننبه إليه الناس فالتطوير يجب أن يكون فى الوسائل التى نقدم بها ديننا ويجب أن يكون بالرؤى الجديدة فى الموضوعات التى ليس فيها نصوص قاطعة· إن الخطاب الدينى الجديد يجب أن يستخدم جميع وسائل العصر الإعلامية ليصل إلى كل مكان فى العالم وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ويجب أن يؤمن بقانون التجديد والتطور·فالرسول صلى الله عليه وسلم قد قالها صريحة: ''إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها دينها''، وقالها أيضا صريحة فى شؤون الدنيا: ''أنتم أعلم بأمور دنياكم''، وقد أيد عمر بن الخطاب المجتهد الأول فى الإسلام هذا التوجه بقوله: لا تقفوا بتعليم أولادكم عند علومكم فإنهم قد خلقوا لزمان غير زمانكم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©