السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في شهر الصوم·· روحانيات خاصة بين الصائم والقرآن

في شهر الصوم·· روحانيات خاصة بين الصائم والقرآن
18 أكتوبر 2006 23:43
تحقيق: نوار الدياب هناك أشياء تفرض نفسها في كل الأحيان·· لها لذّتها في أوقات معينة·· ولكنها حلوةٌ عذبة في كل الأوقات· القرآن الكريم·· كتاب الله إلى عباده، تلك المدرسة الروحانية التي ينهل منها المسلم وتروي عطشه في كل أمور حياته·· وفي كل مرة يقرأه فيها كأنه يقرأه لأول مرة، فيأسره بقدسيته الطاهرة ونوره الذي لا يلبث أن ينتقل إلى عين وقلب قارئ القرآن، فينير له دربه وعتمة أيامه· الكتاب المقدَّس الذي عرّفنا بماضينا وحدّثنا عن مستقبلنا، ولم يغفل عن حياتنا اليومية بأدق تفاصيلها، فتناول قبل أي علم من العلوم الدنيوية الإنسان منذ ولادته وحتى وفاته، وعلاقته مع ربه ونفسه والناس·· أخلاقه وعمله·· رزقه وماله·· وكل ما يخص البشرية في الدنيا والآخرة· الكتاب الجليل الذي نزل في شهر رمضان المبارك فأصبحت له في شهر الخير مكانة خاصة، وصار رفيق الصائمين والصائمات الذين يتسابقون في قراءته وختمه مرة واثنتين وثلاثاً، يتناجون مع ربهم بآياته فيعيشون رمضان في واحة القرآن، ينعمون بالنور ويكسبون الأجر ويطهرون أنفسهم بمسكه وعطره· حول علاقة الصائم بالقرآن في رمضان وهذه الصحبة الحلوة كانت لنا هذه الصور التي أبدع في تصويرها حُب هؤلاء للقرآن· الملاذ الآمن الآنسة فاطمة أحمد عبدالله تقول إنها ختمت القرآن خلال هذا الشهر ثلاث مرات فهي تشعر أن صيامها يكتمل إذا رافقته آيات كتاب الله فهي تمدها بالأمان والاطمئنان النفسي وبالقوة الإيمانية· وتؤكد معلمة التربية الإسلامية مريم عبدالله أن علاقتها بالقرآن تتجاوز حدود الإيمان لتصل إلى حب كبير جمعها معه منذ الصغر حيث كانت تلجأ لكتاب الله في كل حالاتها لأنها تجد فيه الملاذ، وتضيف أن شهر رمضان المبارك بنفحاته الإيمانية يزيد من صلة الصائم بالقرآن لأن جو العبادة الرمضاني يفرض على الصائم بكل حب ألا يفارق كتاب الله عزَّ وجل· خير وبركة وتشير السيدة ناديا خالد إلى أن لتلاوة القرآن الكريم في شهر رمضان نكهة خاصة عبقة بعطر الإيمان الخالص، ربما لأنه شهر نزوله ولأنه كشهر خير وبركة وعبادة يخلق للصائمين حياةً خاصة مع القرآن فيرتبطون به ارتباطهم بأنفسهم ويصبح بالنسبة لهم أقرب منهم لأنفسهم· وتضيف أن المداومة على هذا الالتزام الطاهر بالكتاب الجليل إنما يجب أن تستمر حتى ما بعد رمضان لأنه كلام الله تعالى الذي يصلح لكل زمان ومكان· علاقة روحية وقال السيد راشد أحمد سعيد إن بين الصائم والقرآن علاقة عميقة تتجرد من أي مشاعر دنيوية، فالصائم حين يقرأ القرآن يشعر أنه يعيش بين كفوف الرحمة وتحيطه آيات المغفرة من كل جانب فيستغرق حين قراءته دون أن يكلّ أو يملّ ودون أن تخطر في باله أي فكرة بعيدة عن آيات الله، وحين ينتهي من التلاوة يُقبل على كتاب الله فيُقبِّله بقلبه قبل شفتيه· ويؤكد راشد أن الإقبال الكبير على قراءة القرآن في شهر رمضان إنما ينبع من طبيعة هذا الشهر الفضيل الذي ينشغل به المسلمون بالعبادة، وأكثر ما يشجع على مداومة قراءة القرآن هو المحاضرات الدينية التي تحث على ذلك دائماً وتتحدث عن الفضل والأجر وكذلك أجواء العبادة المرتبطة بالقرآن والتي تكاد تراها في كل بيتٍ مسلم وفي كل مسجد وكل ركن، فلا يستطيع أحدٌ أن يخالف هذه الروحانيات بل يعيش فيها ومعها· ويؤكد السيد محمد سليمان راشد أن رمضان يتميز أكثر ما يتميز بالقرآن خاصة في العشر الأواخر حيث تزيد الحسنات وتتضاعف لذا تجد الجميع كباراً وصغاراً يتسابقون في قراءته ويشجعون بعضهم فيتركون اللهو ويتخلون عن الكسل ويعطرون أكثر وقتهم بتلاوة الذكر الحكيم· ويضيف أن القرآن الكريم يبعث في نفس الصائم راحة وظمأً لا مثيل لهما على وجه الأرض فيستسلم بين آياته كأنه في روضة من رياض الجنة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©