استفادت الأندية الإسبانية من جنون نظيرتها الإنجليزية، وحصلت منها على ما يقرب من 240 مليون جنيه إسترليني، فقد تسابقت أندية «البريميرليج» لدعم صفوفها، وكان على رأس الناشطيـن في بورصـة انتقالات صيف 2014 مان يونايتد، والذي أنفق أكثر من 150 مليوناً، وهو رقم مرشح للارتفاع في الساعات الأخيرة من بورصة الانتقالات الصيفية، فقد أدرك القـائمــون على شؤون النادي أن صفقـات العيار الثقيل، قد تعيد للشياطين الحمــر هيبتهم المفقودة منذ رحيل السير أليكس فيرجسـون، فكانت صفقة أنخيل دي ماريا القياسية، والتي كبدت خزائن اليونايتد قرابة الـ 60 مليـون إستـرليني.
بالنظر إلى حركة البيع والشراء في بورصة البريميرليج «صيف 2014» فقد بلغت نفقات الأندية الإنجليزية ما يقرب من 755 مليون إسترليني، وسط توقعات بأنه سوف يرتفع إلى حدود المليار جنيه إسترليني استجابة للتحركات المفاجئة من الأندية في الساعات الأخيرة قبل غلق باب الانتقالات مساء أمس، وفي حال بلغت الحصيلة مليار جنيه إسترليني، فإن ذلك سيكون دليلاً جديداً على أن البريميرليج يشكل حالة خاصة في عالم كرة القدم، ولا يمكن مقارنة قوته المالية، وشهرته الإعلامية، ومكانته الجماهيرية بأي دوري آخر في العالم، بما في ذلك الإسباني والألماني والإيطالي وغيرها من دوريات العالم.
«البيج 5»
بعيداً عن الترتيب الرسمي لأندية الدوري الإنجليزي الموسم الماضي، فإن هناك 5 أندية هي الأكثر جماهيرية وشعبية في الوقت الراهن، وهي ليفربول، ومان يونايتد، وتشيلسي، وأرسنال، ومان سيتي حامل اللقب، وبالنظر إلى نفقات هذه الأندية في بورصة صيف 2014، فقد كانت الصدارة لليونايتد في حملة إعادة البناء، ووصلت نفقاته إلى 150 مليوناً، واللافت أن النادي لم ينشط على مستوى البيع، فكانت المحصلة حوالي 8 ملايين إسترليني فقط.
وحل ليفربول في المركز الثاني من حيث النفقات، والتي وصلت إلى 116.
8 مليون، وسط طموحات كبيرة بأن يستمر «الريدز» في دائرة المنافسة على اللقب، خاصة أنه كان طرفاً أصيلاً في الصراع على اللقب الموسم الماضي، ومن أبرز صفقات ليفربول للموسم الجاري لالانا ولوفرين وماركوفيتش وبالوتيللي، وجاءت خطوة بيع لويس سواريز لبرشلونة لتدفع النادي إلى اقتحام بورصة الصيف بكل جرأة وقوة، فقد دخل خزائن النادي الأحمر 88 مليون إسترليني «مبيعات»، وأنفق 116 مليوناً.
لا يزال تشيلسي على رأس الأندية الأكثر نشاطاً في بورصة الانتقالات، وهي السمة التي لم يتخل عنها «البلوز» منذ حصول الملياردير الروسي رومان إبراموفيتش على ملكية النادي عام 2003، واللافت في الأمر أن النادي اللندني لم يعد ينفق بلا حساب، دون التفكير في آليات للبيع، لكي يصل إلى التوازن المنشود، ونجح خلال الصيف الجاري في تحقيق هذا التوازن، بحصوله على خدمات بعض النجوم مقابل 77 مليوناً، وبيع لاعبين ليس في حاجة لهم مقابل 88 مليوناً، وبرزت أسماء كوستا وفابريجاس على رأس القادمين، فيما رحل لوكاكاو إلى إيفرتون.
أما أرسنال فقد أنفق 62 مليوناً، ودخل خزانته 17 مليوناً، وكانت صفقته الكبرى أليكسيس سانشيز القادم من البارسا مقابل 35 مليون إسترليني، وتنوعت صفقات البروفيسور أرسين فينجر، في ظل مسعاه إلى العودة بعد طول غياب إلى منصة تتويج «البريميرليج».
بدوره بدأ البطل «مان سيتي» في جني ثمار الاستقرار الإداري والكروي، فقد سبق له إبرام صفقات مفيدة على مدار السنوات الخمس الماضية، مما جعله يملك قائمة جيدة ومتوازنة من اللاعبين، فضلاً عن أن النادي بدأ في تطبيق اللعب المالي النظيف الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على الأندية في القارة العجوز، الأمر الذي دفع إدارة سيتي لإنفاق 54 مليوناً فقط، وكانت الصفقة الأكبر للفرنسي مانجالا، والذي انتقل إلى ستاد الاتحاد مقابل 32 مليوناً، وفي المقابل دخل خزائن النادي 20 مليوناً.
ظاهرة ساوثهامبتون
ظاهرة بورصة صيف 2014 في الملاعب الإنجليزية هو نادي ساوثهامبتون، والذي حقق ربحاً كبيراً، فقد بلغ إجمالي مبيعاته 88 مليوناً، فيما لم تتجاوز المشتريات 50 مليوناً، وكان على رأس النجوم الذين رحلوا عن النادي وسط ضجة كبيرة بين مؤيد ومعارض لسياسة إدارة النادي كل من لوك شو، وآدم لالانا، ولوفرين، وتشامبرز، وريكي لامبيرت، وبعد أن كان فريق الساحل الجنوبي الإنجليزي هو الحصان الأسود للبريميرليج الموسم الماضي، تحوم حوله الشكوك في الموسم الجاري، ولكن المدرب الهولندي رونالدو كومان يحاول أن يبني فريقاً جديداً لا يقل قوة عن فريق سلفه ماوريسيو بوشيتينيو.
المال.
.
من أين؟
من أين للإنجليز بكل هذا المال؟ سؤال قد يطرحه عشاق الدوري الإيطالي مثلاً، في ظل التراجع الحاد في نفقات وصفقات أندية الكالشيو، والإجابة ببساطة تتمثل في عوائد البث التلفزيوني، والتي يستفيد منها الكبير والصغير في البريميرليج، كما أن هذه العوائد ارتفعت بصورة كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية، فقد كان متوسط ما يحصل عليه النادي الذي يشارك في الدوري الإنجليزي قبل سنوات 48 مليوناً، ولكنه هذا المتوسط وصل الموسم الماضي إلى 78 مليوناً.
فقد ارتفع دخل مان سيتي من عوائد النقل التلفزيوني من 38 إلى 96 مليوناً وفقاً لتقرير صحيفة «دايلي ميل»، وكذلك ليفربول من 43 مليوناً إلى 97 مليوناً، وهو الأمر الذي دفع الأندية إلى اقتحام البورصة الصيفية بكل قوة، مما جعل «صيف 2014» الأكثر سخونة في ملاعب البريميرليج على مستوى الصفقات التعاقدية والتي ارتفعت من 365 مليوناً عام 2010 إلى ما يقارب المليار إسترليني في 2014.
عدد اليوم
