عمرة رمضان·· رحلة إلى الله

دبي: أحمد مرسي تصوير: إحسان ناجي حقاً أنها رحلة إلى الله تبارك وتعالى، يهفو القلب إليها ويستعد لها المؤمن بكل جوارحه، فبمجرد النية بأدئها تسمو الروح وترتفع درجات الإيمان وتكتسي النفس بلباس التقوى ويتزايد الحنين للعودة للقاء الحبيب، عليه أفضل الصلاة والتسليم، وتصل تلك الأحاسيس الجميلة إلى أعلى درجاتها بقرب الموعد والوصول إلى البيت العتيق والمكوث فيه لأيام تمر كساعات على كل من خلص قلبه وصدقت نيته فيها، ويختلف الشعور بلا شك مع نهاية الرحلة المباركة دموع الوداع وآمال العودة من جديد وأحاسيس أخرى جميلة نتعرف عليها عبر تلك الأسطر· أوقات مفضلة من يدرك فضائل الشهر الكريم وأيامه المباركة يسارع إلى اغتنامه بشتى الطرق ولا يضيع أي فرصة فيه للتقرب إلى الله، هكذا يقول عبد الباسط سيد عبد الرحمن، محاسب بإحدى الشركات الخاصة، مضيفاً: أن الله تعالى فضّل الأوقات بعضها على بعض ومن بين هذه الأوقات المفضلة أوقات رمضان، ليله ونهاره كلاهما ذو فضل عظيم كيف وقد جاء في الحديث أن من أدى في رمضان نافلة كان كمن أدى في غيره فريضة، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى في غيره سبعين فريضة·· وأضاف أنه اعتاد خلال الشهر الفضيل أن يقوم بعمرة لما عرف من فضلها وأنها تعادل حجة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأم سنان الأنصارية رضي الله عنها: إذا جاء رمضان فاعتمري فإن عمرة رمضان تعدل حجة معي، مشيراً إلى أنه يشعر براحة نفسية لا توصف بمجرد أدائها· نية خالصة من جانبه قال عبد الوهاب عبد الغفار البلوشي، تاجر، علينا أن نسلم بأن الدنيا شغلتنا بعض الشيء عن التفرغ للعبادة أو التقرب إلى الله بالشكل الذي يرضي النفوس المؤمنة وهو ما جعل المحاسبين لأنفسهم يقفون وقفة معها وخاصة في شهر رمضان باعتباره خير فرصة للتكفير عن ذنوبهم والعودة إلى الله بصورة أفضل مما كانوا عليه في الأيام العادية، مشيراً إلى أنه يحرص بصورة مستمرة على أداء فريضة العمرة وخاصة في أيام رمضان فهي رحلة بصدق إلى الله، إذا خلصت النية فيها له سبحانه، وأمر لا بد أن يحرص الجميع على أدائه في ظل نمط الحياة المتسارع والمشاغل الدنيوية التي يقع فيها الناس وخاصة أنه غير مكلف وأصبح في متناول الغالبية· قلوب متعلقة ''اعتزم السفر لأداء العمرة خلال العشرة الأواخر من الشهر الفضيل وأعشق هذه الفترة من كل عام لأدائها''، هكذا يقول المواطن فيصل خليفة السويدي، موضحاً أن الأجواء الروحانية والإيمانيات العالية التي يتمتع بها كل المترددين على هذا المكان الطاهر تسمو بأصحابها وترتقي بهم وتجعل قلوبهم متعلقة بالمكان وحب الله لحين العودة إليه من جديد، منوهاً إلى أن أهم ما يميز فريضة العمرة هي تلك الأيام المباركة هو تمتع الغالبية بتلك الروح الطيبة والنفس المطمئنة وأنهم في حالة من الرضا والقناعة لو توفرت لهم في الأيام العادية لكانوا خير الناس وأنفع الناس· وأضاف أن على أولئك الذين يقضون لياليهم في الشهر الفضيل في السمر والحديث الضائع الذي لا يجدي شيئا، عليهم أن يتقوا الله وأن يقدروا النعمة التي هم فيها وأن يحرصوا على التقرب بشكل أكبر إلى الله وأداء العمرة إذا كان في مقدورهم ذلك· طلبات بسيطة ويؤكد محمد أحمد، مدير بإحدى الشركات الخاصة بالدولة: من قام بأداء العمرة سواء في رمضان أو غيره من شهور العام الأخرى يتشوق وبشكل كبير إلى تكرارها ويحرص على تلبية النداء من جديد إذا ما سمحت الظروف بذلك، مضيفاً: أن المعتمرين يعيشون حالة من الأجواء الإيمانية الكبيرة أوجدتها وساعدت على تأصيلها روحانيات البيت العتيق أشرف مكان على الأرض، منوهاً إلى أن طلبات المعتمر تكون بسيطة جداً لا تتعدى مكانا مريحا للنوم وبعض الأطعمة لأنه يعتبرها رحلة إلى الله يجب استثمارها لمرضاته والاغتسال من ذنوبه· من جهته أشار وائل محمد فرغلي، مدير حجوزات بأحد الحملات الخاصة بالحج، الى أن هناك عقودا تتم بين المعتمر وأصحاب الحملات يحدد فيها نوع الفندق والخدمات التي سيحصل عليها وتذكرة الطيران وأنواع المأكولات وطريقة التنقلات الداخلية وغيرها من الأساسيات التي يحتاجها المعتمرون في رحلتهم الإيمانية، حيث يلتزم الطرف الثاني بتقديم كل البنود المتفق عليها ولا مجال للإخلال بها نظراً لحرص أصحاب المكاتب على سمعتهم والاحتفاظ بالزبائن ومن ثم كسب أفراد جدد إلى حملاتهم· إقبال كبير وقال محمد أنس أحمد، مدير لمكتب الفجر للحج والعمرة بالشارقة: إن العام الحالي شهد إقبالاً كبيراً على أداء العمرة في جميع الأشهر وبشكل ملحوظ جداً عن الأعوام الماضية وهو ما يؤكد حرص الناس على التقرب إلى الله والتكفير عن ذنوبهم لما فيها من راحة نفسية للقائمين بها، مضيفاً أن هناك العديد من الأفراد يواظب وبشكل مستمر على أداء العمرة وخاصة في العشرة الأواخر من شهر رمضان المبارك· ونوه إلى أن روحانية الرحلة المباركة وحرص الغالبية على التمتع بها جعل الكثير من الناس يقوم بتكرارها بعد أن أصبحت ميسرة لهم سواء من الناحية المادية وإنهاء الإجراءات من قبل المكاتب المتخصصة أو فيما يتعلق بالوقت المطلوب لأدائها والذي يتفاوت في طلبات الناس من يوم إلى شهر كامل لدى البعض منهم وخاصة في رمضان· ··························· كادر: // عمرة مرفهة أشار محمد أنس أحمد، مدير لمكتب الفجر للحج والعمرة بالشارقة، إلى أن تكلفة أداء العمرة تتفاوت وبشكل كبير جداً حسب المواصفات التي يطلبها المعتمر واحتياجاته التي يسعى إلى التزود بها والحرص على وجودها، بدءًا من تذكرة السفر واختيار مستوى الفندق ومدى بعده عن الحرم والخدمات التي يقدمها، وطلب البعض منهم تخصيص سيارة لمرافقته بمجرد الهبوط من الطائرة· وأضاف أنه عايش تجارب شخصية بحكم عمله تتعلق بطلبات القلة من المعتمرين حيث يشترطون تخصيص أنواع معينة من الأطعمة في وجبتي الإفطار والسحور وأن تحتوي أجنحتهم على خدمات ''الجاكوزي'' و''الساونا'' وغيرها من الأمور الترفيهية· ················· كلام الصور: - محمد أنس أحمد - عبد الوهاب البلوشي - وائل فرغلي - محمد أحمد