الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدكتور فاروق حمادة :الأمـــة تـزداد قـرباً مـن الله

الدكتور فاروق حمادة :الأمـــة تـزداد قـرباً مـن الله
18 أكتوبر 2006 23:24
حوار- ممدوح محمود: دائماً ما كنا نقول إن الوطن العربي الذي يمتد من الخليج إلى المحيط هو حاضنة الرسالة الإسلامية، وإن الأمة الإسلامية التي تمتد من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهندي هي العمق الاستراتيجي للوطن العربي· ومن المحيط الأطلسي حيث تقع المغرب بتاريخها وتراثها الإسلامي العميق ، إلى الخليج العربي بتراثه وانتمائه الإسلامي العميق، يمتد طريق الدعوة إلى توحيد الله ·· ووحدة العرب، ووحدة المسلمين وبترابط فيه ما هو إسلامي بما هو وطني وما هو قومي، من المغرب الأقصى والمسجد الأقصى علاقة متصلة ففي المغرب الأقصى مقر رئاسة لجنة القدس التي من مسؤوليتها الدينية والتاريخية تحرير المدينة المقدسة من الاحتلال وحماية المسجد الأقصى من خطر التهويد· ومن المغرب العربي على المحيط إلى الإمارات العربية على الخليج كان لنا لقاء مع واحد من علماء الإسلام المغاربة الذين جاءوا على طريق الدعوة إلى الله في شهر من أفضل الشهور عند الله ضيفاً على صاحب السمو رئيس الدولة لإحياء ليالي شهر رمضان المبارك بالعلم والهدى والنور، وحول المشهد الإسلامي العام وموقع المسلمين فيه دار الحديث مع فضيلة الدكتور فاروق حمادة أستاذ الدراسات العليا في جامعة محمد الخامس، وصاحب العديد من المؤلفات في المنهج الإسلامي، وفي التواصل بين المذاهب الإسلامية وكتاب ''الإقناع في مسائل الاجتماع'' وحتى نجتمع كمسلمين على مانقتنع به، كان هذا الحوار: ثلاث دوائر يمكنها أن تقدم لنا صورة للمشهد الإسلامي العام هي علاقة المسلمين بالإسلام، ثم علاقة المسلمين بالمسلمين، وأخيراً علاقة المسلمين بالعالم أو بغير المسلمين· ؟ كيف ترون أولاً علاقة المسلمين بالإسلام أو بالله؟ ؟؟ الإنسان يقترب ويبتعد من الله بعوامل ومؤثرات ثيرة فإذا تهيأ له الجو الصالح والدوافع المعنوية والمادي يقترب من الله والقرب درجات يتفاوت الناس فيها، ولهذا نجد الناس في رمضان بتأثير الجو المعنوي والمادي يقبلون على الله أكثر، وهذا القرب يعطي للحياة معنى ونورانية وهدفا·· فالقرب من الله والإحساس الإنساني بمعية الله سعادة لا تعادلها سعادة· ولهذا جاءت تشريعات الإسلام عدا الإجمال والتفصيل لتصنع الإنسان في طريق القرب والتقرب من الله· حتى في حالات عمله أو في حالات لهوه ومرحه فالنبي ''صلى الله عليه وسلم'' قال: ''وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا يارسول الله أيأتي أحدنا شهوته وله فيها صدقة؟ قال أرأيتم إن وضعها في الحرام أليس عليه وزر وكذلك إذا وضعها في الحلال فله بذلك أجر''· ؟ وكيف ترى صورة إقبال المسلمين على الله الآن؟ ؟؟ إننا على يقين أن الأمة تزداد قرباً من الله يوماً بعد يوم وقد عراها قبل ذلك فتور وتقلبات ولكنها والحمد لله أدركت أن عزها ومجدها وسعادتها في قربها من ربها وتمسكها بإسلامها· وفي كل عام يمر ورمضان يأتي إلا ونجد الإقبال على الشعائر بكافة أنواعها يزداد ويرتفع من الجميع، الصغار والكبار مشرقاً ومغرباً· وإننا نلاحظ الإقبال على الله يزداد في عمق الغرب الذي يعتقد بعض الناس في الشرق أنه أبعد البقاع عن الله· فقبل عشر سنوات خلت كنا نجد الإقبال ضعيفاً على العبادات والشعائر والتمسك بالدين والسؤال عن الحلال والحرام ·· ولكننا اليوم نجد فيضاً من الرغبة الأكيدة بمعرفة أحكام الشرع والالتزام بها والحمد لله· ؟ العالم عموماً يمر بنوع من العودة إلى الله من خلال الديانات السماوية الثلاث ويبتعد تدريجياً عن الأفكار الإلحادية والعلمانية·· ما نصيب الإسلام من هذه العودة العالمية؟ ؟؟ منذ 15 عاماً كان هناك انبعاث ديني عالمي لجميع الأديان، وكان المسلمون في طليعة هذا الانبعاث، وهنا يأتي دور الترشيد الدينية، ومسؤولية العلماء في الطليعة لوضع الأمور في نصابها الصحيح حتى يكون التدين والارتباط بالشريعة بشكل صحيح ونافعا للفرد وللأمة، فبهذه الكيفية سيحصل التغيير التدريجي الهادئ لإعادة الحياة الإسلامية املة بإنسانها وقوانينها وعلاقاتها الاجتماعية وعلاقاتها الإنسانية·· فالإسلام لم يتحقق في يوم واحد في العهد النبوي بل تحقق خلال مدة زمنية غير قصيرة تم فيها بناء الإنسان وبناء المجتمع بكل أبعاده ونواحيه· ؟ وكيف ترون علاقة المسلمين بالمسلمين في الدائرة الثانية من المشهد الإسلامي العام؟ ؟؟ من المفروض على كل المسلمين شرعاً وطبعاً وإنسانيةً أن تكون علاقتهم مع الناس جميعاً كلهم جيدة وحسنة ومتواصلة ومن باب أولى أن تكون علاقتهم ببعضهم لا يحكمها الواجب فقط بل ما هو فوق الواجب وهو الإحسان ومكارم الأخلاق والمروءة والنوازع الإنسانية الصالحة· فالمسلمون لا شك أن منهم كثير من هذا الإحساس وهذا الشعور ، ولكن في التطبيق العملي قد يظهر شيء من التطبيق العملي قد يظهر شيء من التقطع فتأتي المناسبات التي تذكرهم بالله والإخوة التي تجمعهم فيتداركون بعض ما فاتهم ، ويدركون معنى قوله تعالى :'' إنما المؤمنون إخوة'' ، وتتجلى هذه الأخوة بالترابط والتكامل في السراء والضراء ، فإذا حل ببعضهم ضرر هب الآخرون لمؤازرته في محنته، فالذي يحصل في فلسطين وغيرها من بلاد العرب والمسلمين يوجب على النفوس المؤمنة أن تتفاعل معه وتقف الموقف الإيماني نصرة ومؤازرة ودعماً لهم في المواقف الصعبة· ؟ وما علاقة المسلم بالمظلوم بغير المسلم في العالم؟ ؟؟ إن المسلم يتعاطف مع المعذبين المحتاجين، وعليه أن يناصر المظلومين والمستضعفين في بقاع الدنيا كلها ولو لم يكونوا مسلمين، فالقرآن الكريم كان يخاطب البشر جميعاً بقوله ''ياأيها الناس''·· والمسلم يقول في كل صلاة يتوجه بها إلى ربه ''الحمد لله رب العالمين'' فشعور المسلم بالأخوة الإسلامية وبالتواصل الإنساني شعور فطري أكدته الشريعة الإسلامية· ؟ بين المسلمين والمسلمين مذاهب وطوائف قد تفرق بينهم!! ؟؟ ما بين المسلمين من وجود فرق ومذاهب متعددة فأصله الحرية الفكرية التي كانت تسود المجتمع الإسلامي وكان كل عالم وباحث يقدم أطروحته ويدافع عنها، وبين المذاهب والفرق الإسلامية كثير من الضوابط والروابط المشتركة، فإذا وضعت موضعها الصحيح كانت عامل قوة وإذا أسيء استغلالها كانت عامل تمزيق وضعف ونعوذ بالله من ذلك لأن خطرها شديد وتأثيرها سيئ· ويتوجب على العقلاء الراشدين أن ينظروا للأمر بسرعة واهتمام وبكثير من الحكمة· وأما المذاهب الفقهية الإسلامية فهي باليقين عامل ثراء فكري ودليل على حيوية الإسلام ومواكبته لتطورات الحياة لأنها اجتهادات مؤصلة قائمة على ضوابط من النصوص والعقل، والمذاهب الفقهية لا تتعارض بل تتكامل· وأما الدول الإسلامية كمجموعات بشرية فيما بينها الترابط والتواصل والتشابه الشيء الكثير للغاية وهي بذلك مؤهلة لتوحيد مواقفها تجاه القضايا والأحداث الخاصة والعامة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©