الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مبادرات لإعادة تأهيل الصحراء هندسياً!

مبادرات لإعادة تأهيل الصحراء هندسياً!
18 أكتوبر 2006 23:22
إعداد ـ عدنان عضيمة: يعترف جلّ المهندسين المدنيين المبدعين بأن هندسة الأبنية والمعالم الحضرية في المدن العالمية الكبرى لم تحظَ إلا بالقليل جداً من التطور خلال السنوات العشرين الماضية· ومع ذلك، فإن علم الهندسة المدنية ما زال وسوف يبقى المنبع الرئيسي للأفكار الهندسية التي تهدف إلى تثوير الهندسة المعمارية· وبالرغم من أن أشهر المعالم الهندسية في العالم ليست من إبداعات المهندسين بل غالباً ما تكون من إبداعات أناس عاديين إلا أن الأمور لن تبقى كذلك في المستقبل القريب· وآثر كل من باول كاتيرنول وليزا روبيرتس الكاتبين في صحيفة ''فاينانشيال تايمز'' إلقاء نظرة استشرافية على مستقبل هندسة البناء والإنشاءات بدآها بالتساؤل: كيف سيبدو العالم في السنوات المقبلة؟ ويتطرق التقرير أولاً إلى توجّه غريب وذكي وغير مسبوق في علوم الهندسة التشكيلية البنائية والتصميم الجمالي، ويتعلق بالتأهيل الهندسي للمناطق الصحراوية المنعزلة بحيث تتحول إلى معالم سياحية يمكنها أن تجذب الزوّار من مختلف مناطق العالم· وأصبح في وسع التكنولوجيا الحديثة أن تتغلب على العزلة القاتلة لهذه المناطق بإضافة المظاهر التشكيلية الهندسية الفريدة التي تحولها إلى ما يشبه المتاحف المفتوحة· وتنطوي هذه الفكرة الجريئة على عدة فوائد؛ فهي تمثل قبل كل شيء استثماراً عملياً في المناطق شبه المهجورة؛ وهذا يؤدي بطبيعة الحال إلى تخفيف الضغط عن المعالم السياحية المجاورة للمدن أو ذات المظاهر السياحية البارزة كضفاف الأنهار والينابيع الكبريتية وأماكن تجمع الحيوانات النادرة· وتبدو هذه الفكرة قديمة حيث عمد الكثير من الفنانين إلى نحت تماثيل الشخصيات السياسية والقيادية في صخور الجبال المنتشرة في أعماق الأماكن النائية والتي تحول بعضها بسبب هذه الإنشاءات إلى مناطق سياحية مزدهرة· ولقد سجل مهندس أميركي يدعى كيندريك بانجس إنجازاً رائداً عندما عمد إلى تصميم بيت رائع تغلب عليه السطوح والمظاهر الهندسية غير المألوفة في مكان ناء من صحراء ولاية كاليفورنيا· وعندما سئل عن سر اختياره للمكان الصخري الوعر الذي بنى فيه بيته قال: (كلما زادت التحديات والتعقيدات الناتجة عن وعورة الأرض، كلما تفجرت طاقات المهندس الإبداعية لإعادة تشكيلها من جديد)· واليوم أصبح المنزل الصحراوي المنعزل الذي بناه بانجس من المعالم السياحية التي يكثر الناس من زيارتها· كما أن هذه الفكرة الإبداعية ساهمت بطريقة ذكية بإحياء منطقة معزولة تماماً لم يكن يخطر في بال أحد أن تصبح يوماً بيئة للاستثمار السياحي· يذكر أن بانجس قرر التركيز على الاستفادة من كافة المواد التي تنتشر في المكان كالحجارة والحصى السائبة والرمال وجذوع الشجار الجافة وحتى عظام الحيوانات· ويشتهر المهندسون المعماريون الأستراليون بقدرتهم على تشكيل الغرائب الهندسية الطبيعية بهدف إحياء المناطق المنعزلة· ونالت الشواطئ الصخرية النائية حظها الوافر من اهتمامات المهندسين الذين أنشأوا فيها أعمالاً جريئة ومشاريع غير مسبوقة منها مثلاً المبادرة الأولى التي سجلها مهندس استرالي يدعى أوجين فان جريكين عام 1963 عندما أعاد تشكيل الجروف التي تتألف من الصخور الرملية القاسية قريباً من العاصمة سيدني بطريقة هندسية رائعة جعلت منها مركزاً للاستثمارات السياحية· وبفضل هذا العمل، تحولت الصخور إلى سفينة فضاء يحيط بها كون ونجوم وكواكب وأقمار كلها منحوتة في صلب الحجر·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©