الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التكنولوجيا.. أداة يمكن تطويعها لتنمية مواهب الأطفال

التكنولوجيا.. أداة يمكن تطويعها لتنمية مواهب الأطفال
1 سبتمبر 2014 20:37
في الوقت الذي تصطدم فيه رؤى بعض الآباء والأمهات حول التكنولوجيا وأثرها في الارتقاء بثقافة الطفل وتكوين عالمه المتخيل وفق البرامج الموضوعة والألعاب المتنوعة؛ يأتي العديد من الآراء العلمية وفق بعض الدراسات التربوية رافعاً راية التكنولوجيا في تعزيز مهارات الطفل، ومن ثم الارتقاء بمستواه الفكري والعقلي بما يعني أن التكنولوجيا ليست كلها شرا، كما يتصور العديد من أولياء الأمور خاصة أن الشكوى من الأجهزة التكنولوجيا، ومدى ارتباط الطفل بها بلغت ذروتها. لا يختلف اثنان على أن التكنولوجيا تكتنفها الإيجابيات والسلبيات، وأن مضارها من الممكن تقليلها بحكم الاستخدام والأطفال هم الاستثمار الحقيقي في الحياة لكونهم هم عدة المستقبل وجيل الغد، وليس من المنطقي عزلهم عن الواقع التكنولوجي، الذي أصبح من أهم مميزات هذا العصر، لكن التوجيه مطلوب حتى تصبح ألعاب الطفل التكنولوجية أدوات فاعلة في تنمية مواهبه وإثراء مخيلته. الاختيار الأنسب حول موجة الاتهامات الموجهة ضد التكنولوجيا باعتبارها أدوات تؤدي إلى بلادة الأطفال ولا تساعدهم على الابتكار، تقول مديرة مركز الأسرة السعيدة للاستشارات الأسرية بالعين الدكتورة أنعام المنصوري «إهمال الأطفال وعدم توجيههم بالشكل السليم من أهم الأخطاء التي تقع فيها العديد من الأسر إذ إنها تخضع لرغبة أبنائها في استخدام بعض الألعاب الإلكترونية والأجهزة الذكية التي تعتمد أعلى التقنيات التكنولوجيا بصورة غير ملائمة، وهو ما ينمي العنف لدى هذه الفئة ويحد من قدرتها على الخيال ورؤية المستقبل بعين بصيرة، وعلى الرغم من أن العلم لا يتوقف من أجل تقديم تقنيات عالية تسهم في شغل أوقات فراغ الطفل بصورة إيجابية، إلا أن الجهل بميزات هذه الطفرات العلمية يمنع من أن يتوافق الطفل مع لعبته ومن ثم يستثمر هامشاً من مخيلته في الإبداع وإدراك العام المحيط به لذا فإن التوجيه مطلوب والرقابة عامل رئيس في اختيار الأنسب». مشاركة ومتابعة توضح المنصوري أن الآيباد الذي أصبح في يد كل طفل وبين ربوع كل أسرة من الممكن أن يتم تزويده بالعديد من الألعاب، التي تثري خيال الطفل وتنشط الذاكرة وتدعو للتفكير والمشاركة الفعالة والابتكار، في الوقت نفسه من دون أن نترك الطفل يختار بنفسه ألعاب العنف أو تلك التي لا تجعله يحاول أن يكون شريكا فيها بعقله وفكره ووجدانه، كما أن هناك أيضاً برامج ترفع من مستوى الذكاء وتنمي القدرات هذه البرامج تحتاج إلى أن يتم اختيارها بعناية فائقة. وتلفت المنصوري إلى أن الطفل مستقبل جيد لذا يجب تعويده على النافع والمفيد مع عدم إغفال الترفيه في حياته، خصوصاً وأن الترفيه يساعد على رفع معنوياته، ويعزز ثقته بنفسه لكن لكي يصل إلى مستوى من الإبداع فإنه يجب على الآباء أن يحسنوا عملية إثراء الفكر عبر المتابعة والمشاركة، وتحفيز الطفل على أن يكون مبتكرا ومفكرا وقادرا في بعض الأحيان على أن يصنع لعبته المحببة عبر الوسائل التكنولوجيا التي تتيح ذلك في العصر الحالي. خطوات عقابية من بين الأمهات اللواتي تعبن من الشكوى المستمرة نظراً لإفراط أبنائها الثلاثة في استخدام الآيباد وعدم قدرتهم على الاستغناء عنه؛ خولة آل علي التي تلفت إلى أنها عانت طويلاً من ارتباط صغارها بالألعاب الإلكترونية، وهو ما دعاها إلى أن تطلب من زوجها أن يبحث عن حل لهذه المشكلة التي تتزايد مع الأيام، فضلاً عن أنها أصبحت تضجر من الألعاب التي يحبونها وفي الوقت نفسه ليست ملائمة لأعمارهم، وتؤثر بشكل مباشر على سلوكياتهم وترفع درجة العدوان لديهم، مشيرة إلى أن زوجها اتخذ خطوات عقابية لهم حيث حدد لهم الأوقات التي يستخدمون فيها أجهزتهم الذكية، وكذلك مواعيد تشغيل الألعاب الإلكترونية، ومن ثم حذف الألعاب العنيفة، مؤكدة أن التدابير لم تفلح معهم خصوصاً وأن الجانب الابتكاري لديهم يكاد يكون غائباً في ظل انشغالهم بأدوات التكنولوجيا. شخصية ابتكارية في الإطار ذاته، تعيش أسرة إبراهيم الطنيجي حالة من الحركة الدائبة إذ إن لديه ولدا وبنتا يتفاعلان مع التكنولوجيا بصورة إيجابية، وهو ما جعل ابنه سعيدا، البالغ من العمر 13 عاماً، يقوم بعمل بعض التجارب الإلكترونية إذ إنه دخل مجال تصميم وتطوير بعض الألعاب التي تنمي مهارات الذكاء. ويذكر الطنيجي أنه مسرور بتجاوب سعيد مع التطورات التكنولوجية محاولة تطوير أدائه ومن ثم الاهتمام بتطويع التقدم السريع في هذا المجال من أجل مساعدة غيره من الأطفال، خصوصاً وأنه شاع في الفترة الأخيرة أن تعامل الأطفال مع التكنولوجيا لم يجلب إلا الشر المطلق، مؤكداً أنها تسهم بشكل في فعال في بناء شخصية الطفل وتساعده الاستقلال بذاته وبناء عالمه بشكل علمي منظم، شريطة أن تتم متابعة الطفل وإتاحة الفرصة أمامه من أجل اختيار الألعاب والبرامج التي تمتحه قدراً من التفكير والبحث عن التطوير. طريقة إبداعية تحكي إيمان الكعبي تجربة ابنها، البالغ من العمر 10 سنوات، الذي يضع على جهاز الآيباد الخاص به بعض البرامج والألعاب التي تنبئ بأنه من الممكن أن يكون مهندساً في المستقبل؛ لذا فهي تحاول أن تنمي فيه الجانب الابتكاري، وتسعى بشكل مباشر لأن تتيح له الحرية في أن يفكر بطريقة إبداعية، وأن يحصل على فرصته كاملة في التعامل مع الوسائل التكنولوجية التي قد تجعل منه إنساناً نافعاً لنفسه ووطنه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©