الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اليمنيون يقاومون "حوثنة المناهج الدراسية"

اليمنيون يقاومون "حوثنة المناهج الدراسية"
24 نوفمبر 2018 00:03

عدن (الاتحاد)

أكد محللون سياسيون سعوديون ويمنيون، أن المنحة المالية التي قدمتها الإمارات والسعودية لدعم رواتب المعلمين في اليمن بمبلغ 70 مليون دولار، هي استمرار لدور البلدين في دعم التعليم كبقية القطاعات الأخرى في اليمن، والذي يواجه سلسلة من العمليات التخريبية، بدءاً من محاولة تغيير المناهج بهدف تشييعها، وزرع الحوثيين تعليماتهم وأجنداتهم في أدمغة الطلاب، وتكريس تعليمات وصور مؤسس الميليشيات الإرهابية الهالك «حسين بدر الدين الحوثي»، فضلاً عن تغيير مديري معظم المدارس بمديرين موالين لهم.

ميليشيات تحارب التعليم
وكان المتحدث باسم التحالف العربي في اليمن العقيد تركي المالكي، قد أكد أن ميليشيات الحوثي تحارب التعليم في اليمن، وتخطف المعلمين ومديري المدارس، كما غيرت المناهج الدراسية المعتمدة من الحكومة اليمنية. وأوضح أن الدعم الإماراتي السعودي يستفيد منه أكثر من 135 ألفاً من الكوادر التعليمية في المحافظات والمناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلابين، مشيراً إلى آلية توزيع هذه المنحة التي قُدمت للمعلمين والمعلمات، بالتنسيق والتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمة «اليونيسيف».
وتسعى الإمارات والسعودية عبر دعمهما قطاع التعليم إلى انتشال اليمن من الغرق في المستنقع الإيراني الهادف لتشييع التعليم بغرض هدم عروبة اليمن وسلامة المعتقد الديني لشعبه، وذلك انطلاقاً من قناعة البلدين بأن التعليم هو أفضل سلاح يمكن منحه لليمنيين لمجابهة الفكر الحوثي الإيراني الضال، وتمكين الشعب اليمني من الخلاص من الحرب التي فرضتها عليهم الميليشيات.

دعم بلا حدود
عمدت الإمارات والسعودية إلى إنشاء عشرات المشاريع التعليمية لدعم التعليم باليمن منذ 2015 حتى الآن، وذلك كي لا تؤثر الحرب على مستقبل الطلبة اليمنيين، وبلغت تكلفة المشاريع أكثر من 120 مليون دولار أميركي، شملت تأهيل وترميم المدارس والمرافق التعليمية، وإعادة الطلاب إلى صفوفهم وطباعة الكتاب المدرسي، ودعم مرتبات المديرين والمعلمين.
وقال الباحث والمحلل السياسي محمد بن عبدالله عسيري، إن المشاريع السعودية والإماراتية تقاوم محاولات الحوثيين تدمير التعليم في اليمن والتي أدت إلى ارتفاع نسبة الأطفال خارج المدرسة بنسبة تصل إلى 47 بالمئة، وتدمير نحو 288 مدرسة جزئياً، و95 مدرسة كلياً، فضلاً عن احتلال 29 مدرسة على الأقل، وتحويل 317 مدرسة إلى معسكرات لإيواء النازحين داخلياً.
وأضاف عسيري أن العبث بالتعليم وبطلاب المدارس في اليمن من قبل الحوثيين بلغ مراحل خطيرة استهدفت هوية الدولة اليمنية، وعقيدتها وتاريخها الحضاري، وعملت الميليشيات على أدلجة المناهج الدراسية والنشاطات الطلابية بما يخدم مشاريعها وأهدافها على حساب هوية الدولة ومستقبل أبنائها والذين يشكلون الأجيال القادمة لليمن، مشيراً إلى أن الميليشيات كانت تقوم بإلزام الطلاب بـ«الصرخة» الخمينية وكتابة الشعارات والعبارات التي تعبر عن توجهاتها في المدارس وغيرها.

حوثنة التعليم
ومن جهته قال الباحث التربوي محمد بن عبد الله المبارك، إن الإمارات والسعودية تحاولان إنقاذ التعليم في اليمن ومقاومة المشروع «الإيراني - الحوثي» الذي عمد إلى «حوثنة التعليم» من خلال تغيير المناهج المدرسية، خاصة المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وطباعة أكثر من 11 ألف كتيب صغير يحمل فكر الهالك «حسين بدر الدين الحوثي» وشعارات الميليشيات لتوزيعها على المدارس التي تخضع لسيطرتها.


وأشار إلى أن قطاع التعليم اليمني حصل على حصة قدرها 142 مليوناً و200 ألف درهم «38 مليوناً و700 ألف دولار» من جملة مساعدات بلغت نحو 9 مليارات و400 مليون درهم، ما يعادل «مليارين و560 مليون دولار أميركي» قدمتها الإمارات خلال الفترة من أبريل 2015 حتى نوفمبر 2017، بحسب تقرير رسمي.

تفخيخ المناهج
محمد على اليافعي، مدرس يمني سابق مقيم بالرياض، شدد على أن العصابة الحوثية عملت على «تفخيخ المناهج المدرسية» مذهبياً وطائفياً، ما أدى إلى زرع مفاهيم خاطئة وبذور الطائفية في اليمن وأدلجة المجتمع وهدم النسيج الاجتماعي والقبلي لمصلحة أجندات خارجية تهدف إلى زعزعة اليمن ومحيطه العربي والإسلامي. وقال إن أكبر دليل على استهتار الحوثيين بالتعليم، ما أصدره وزير التربية والتعليم التابع لحكومة الانقلابيين، يحيى الحوثي مطلع أكتوبر الجاري من قرار بإلغاء الفصل الدراسي الأول للعام 2018 - 2019، ما يعني استعداده لإلحاق تلاميذ المدارس مرة أخرى بجبهات القتال.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©