الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان في البحر·· تسابيح وخير وافر

رمضان في البحر·· تسابيح وخير وافر
17 أكتوبر 2006 23:42
رأس الخيمة - صبحي بحيري: تصوير: راميش على مدى أيام شهر رمضان الكريم يحرص صيادو رأس الخيمة على ارتياد البحر فجر كل يوم والعودة مع ساعات الصباح الأولى من رحلات يومية تذكرهم برحلات الأجداد التي كانت تستخدم فيها القوارب الشراعية واليدوية· ورغم أن عدد ساعات الصيد في رمضان أقل كثيراً من الأيام الأخرى، إلا أن حصيلة الصيد تزيد عن الأيام العادية، وكما يقول الصيادون فإن خير الشهر الكريم وافر وبركاته تحل على كل شيء، فتكثر هدايا البحر في هذا الشهر المبارك· وللصيادين ذكريات كثيرة مع رمضان، ويقول أحمد ربيعة: قبل عشر سنوات كان رمضان يأتي في فصل الشتاء، وكان ركوب البحر في ساعات الصباح الأولى ثقيلةجداً، لكن بركات الشهر الكريم سرعان ما كانت تهل علينا من خلال الحصيلة اليومية التي تزيد كثيراً عن الأيام العادية، ويضيف: في أيام كثيرة كنا نخاف من البحر وقت هياجه وكنا نضطر للرجوع·· وهذا العام يأتي رمضان مع بداية موسم الصيد الذي يعرفه الصيادون ومع أجواء معقولة ومناسبة جداً للصيف· ويقول خالد السويدي - صياد: نادراً ما يفطر الصياد داخل البحر حيث أن أوقات الصيد محددة ولا تختلف عن الأيام العادية، كل ما هنالك أن الرحلات التي كان يقوم بها البعض نهاراً تقل كثيراً في رمضان· ويضيف: ان أنواع الأسماك التي يفضلها المستهلكون في رمضان هي الهامور والصافي والجباب لأنها خفيفة على المعدة، والعديد من أبناء الإمارات يفضلون الأسماك المشوية في السحور· ويضيف: استهلاك الأسماك في رمضان أقل من الأيام العادية حيث تعتمد معظم الأسر على اللحوم والدجاج، لكن تظل الأسماك الوجبة المفضلة للصيادين· محمد راشد ظبولي يقول: أرتاد البحر منذ 52 عاماً وطوال هذه السنوات لم أتوقف عن الصيد خلال شهر رمضان المبارك· ويضيف: في الخمسينيات والستينيات كنا نستخدم القوارب ونصل الى أماكن الصيد بعد ساعتين من التجديف، وعادة ما يكون ذلك في ساعات الصباح الأولى، وكثيراً ما كنا نتناول سحورنا ونصلي الفجر في البحر، أما الآن فتغيرت الحياة وباتت المعدات الميكانيكية بديلاً للقوارب، وصرنا نصطاد من أماكن تبعد كثيراً عن المناطق التي كنا نعتاد الصيد فيها قبل ذلك، ومع هذا أرى أن خير البحر قل كثيراً· ويضيف ظبولي: كنا نملأ سفننا بالأسماك من جميع الأصناف وكانت علاقتنا بالبحر جيدة، نحافظ عليه ويحافظ علينا، ويهدي إلينا أفضل أنواع الأسماك·· أما اليوم وفي ظل الصيد الخاطئ ووجود دخلاء على المهنة التي يعمل بها أكثر من 1200 من أبناء رأس الخيمة، فإن هذه المهنة باتت في خطر، فهناك الآن صيد الزريعة الى جانب تدمير الشعاب المرجانية·· وكل ذلك ساهم في تراجع حصيلة الصيد· ويقول: طوال السنوات التي ركبت فيها البحر لم يحدث معي ما يعكر الصفو ولا أتصور نفسي في يوم من الأيام بعيداً عن البحر وخصوصاً في أيام الشهر الكريم· أحمد جاسم البادي يقول: إن الآسيويين الذين يعملون على القوارب مع الصيادين المواطنين يمكنهم أن يفطروا في البحر بعد أن يعود النواخذة · في حين يرى ربيعة إبراهيم أن الصيد في ساعات الصيام هواية يفضلها العديد من شباب اليوم الذين يتخذون من المهنة وسيلة لزيادة الدخل ولا يعتمدون عليها بشكل أساسي، ويقول: إذا لم يتدخل المسؤولون لحماية الثروة السمكية من التجاوزات التي تقع بحق البحر، فإن مشاكل كثيرة سوف تحدث، بل وبدأت من الآن ممثلة في اختفاء العديد من أنواع الأسماك وتراجع حصيلة العمل اليومي للصياد في ظل ارتفاع أسعار الوقود وسيطرة الآسيويين على السوق·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©