الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ليـالي رمضان في المـغـرب تتحول إلى نهـــار

ليـالي رمضان في المـغـرب تتحول إلى نهـــار
17 أكتوبر 2006 23:41
دبي - تحرير الأمير: كغيرهم من شعوب العالم الإسلامي يستقبل المغاربة شهر رمضان المبارك بطقوس رمضانية وتقاليد مستمدة من روح التراث الشعبي المحلي تمتد جذورها منذ مئات السنين، ويستعد المسلمون في المغرب لاستقبال شهر رمضان مع نهايات شهر شعبان حيث يقومون بتحضير المستلزمات الرمضانية وتكثر الزيارات الأسرية والولائم وموائد الرحمن الجماعية التي تنظمها المؤسسات الخيرية في المناطق النائية والقرى فضلا عن أن المطاعم تغلق أبوابها طوال نهار أيام الشهر الفضيل، على أن تستقبل الزبائن على موعد الإفطار والسحور· وتتسم ليالي رمضان في المغرب بأجواء روحانية مفعمة بالإيمان، ويتجلى هذا بوضوح من خلال اكتظاظ المساجد بالرجال والنساء والأطفال، لأداء الصلاة والنوافل وتلاوة القرآن الكريم· أما الميادين والشوارع فتبقى مضاءة طوال الليل الذي يشق سكونه الابتهالات والأناشيد والمدائح النبوية، فضلا عن المقاهي المتناثرة في المدينة وحركة الناس التي لا تهدأ منذ العصر وحتى مطلع الفجر والتي تحول المدينة الى شعلة من الحماس الجميل· ومن المظاهر الرمضانية في المغرب أيضا انتشار محلات وأسواق مؤقتة لعرض مستلزمات رمضانية كبائعي الحلوى والخبز والعصائر والأعشاب بالإضافة إلى المداحين، والمُقرئين والطبَّالين· وعلى المستوى الرسمي تخصص أجهزة الإعلام جزءاً كبيراً من بثها وصفحاتها للشؤون الدينية،إضافة الى الدروس والمحاضرات الرمضانية التي تلقى في قاعة مخصصة لهذا الشأن، من جانب علماء من جميع أنحاء العالم العربي، طوال شهر الصوم· وتشرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في العاصمة المغربية على الدروس الرمضانية الحسنية، وهي عبارة عن سلسلة من الدروس اليومية تقام طوال أيام الشهر المبارك بحضور عدد من العلماء والدعاة الإسلاميين البارزين· أما ليلة السابع والعشرين وهي ليلة القدر، فيعتكف عدد من المغاربة في المساجد لتلاوة القرآن وأداء الصلوات فيما تمتد السهرات العائلية حتى صلاة الفجر· ''الاتحاد'' التقت عددا من أفراد الجالية المغربية في التحقيق التالي: \يقول عبد الرزاق الدلهاتي مدير عمليات في احد مطارات الدولة: بمجرد الإعلان عن ثبوت هلال رمضان، في المغرب يتبادل الأقارب والجيران والأصدقاء التهاني والتبريكات بقدوم الشهر الفضيل بلفظ مغربي ''عواشركم مبروكة'' وتعني أيام مباركة· ومن العادات الدارجة في بلادنا ارتداء الزي المغربي التقليدي للرجال والنساء والأطفال طوال شهر رمضان· وحول صوم الأطفال في رمضان، يوضح الدلهاتي أن الأطفال الذين يصومون لأول مرة يخضعون لطقوس خاصة حيث ترتدي الطفلة المغربية زيا مغربيا تقليديا وتتزين بالحناء والاكسسوارات وغطاء الرأس، أما الولد فيرتدي الجلباب والطربوش الأحمر ويتم الاحتفال بهما نظرا لدخولهما إلى عالم المكلفين من خلال دعوة كبيرة للأقارب والجيران الذين يباركون هذه الخطوة· وأضاف أن الأم المغربية تسرد القصص الدينية على الصغار طوال الأمسيات الرمضانية، أما الأب فيقوم بشراء مجموعة كبيرة من المسابح ويهديها للأطفال الصغار كما يحرص على اصطحابهم للمسجد للصلاة· المطبخ المغربي وتقول سميحة السعد: في بلدي اعتدنا تزيين البيت وتجهيزه بالزهور الطبيعية والأعشاب الخضراء استقبالا لرمضان·· وعن المطبخ المغربي أشارت إلى انه يتميز عن غيره بأصناف خاصة من الطعام والشراب والأكلات الشعبية في شهر رمضان، يأتي في مقدمتها الحريرة وهي حساء من الحمص والشعيرية والعدس، مضاف إليها قليل من البقدونس والبصل والبندرة والكرافس وتقدم في آنية تقليدية خاصة تسمى ''الزلايف''· ومن الاطباق ايضا الزلابية والتمر والحليب والبيض، و الدجاج مع الزبيب، اما الحلوى فتتضمن عددا من الأطباق اللذيذة مثل السفوف، والملوزة والكعب، وحلوى التمر والسلو والبغرير والرغايف وهو خليط من الدقيق والزبدة والعسل، والشباكية المصنوعة من الدقيق والعسل والسمسم وماء الورد، والكسكسى والكيك بالفلو، والكيكس، وتختتم الجلسة بالمشروب الشعبي المفضل وهو الشاي المغربي بالنعناع والشاي الأخضر المضاف إليه القرنفل· ولفتت سميحة الى ان الوجبة الرئيسية في المغرب هي السحور وليس الافطار حيث يتناولون على الافطار التمر والحليب والحريرة فقط· ليل نهار يقول سعيد الحدادي إن ليالي رمضان في المغرب تتحول إلى نهار، فبمجرد الانتهاء من صلاة التروايح يتوجه الناس بزيهم التقليدي إلى المقاهي والميادين للاجتماع والسهر، ويتناولون الشاي المغربي، مشيرا إلى أن التكنولوجيا والعصرنة فشلت في القضاء على جزء مهم من معالم رمضان في المغرب وهو المسحراتي أو النفار حيث ما يزال يجوب شوارع المدينة بطبلة لإيقاظ الناس· المغرب بين البحر والمحيط المغرب أو المملكة المغربية تقع في شمال غرب أفريقيا· تطل على ضفاف البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي· وتدين بالإسلام وتتحدث العربية ويبلغ تعداد سكانها نحو 30 مليون نسمة· ترجع تسمية المغرب إلى العرب القدماء الأصليين الذين سكنوا شبه الجزيرة العربية، وتعني بالعربية مكان غروب الشمس، لأن العرب القدماء اعتقدوا أن الشمس تشرق عندهم وتغرب في أرض المغرب· وقد اتصل العرب بالمغرب أثناء غزوهم لشمال أفريقيا أيام الفتوحات الأسلامية في القرن السابع· أما غير الغرب فقد استعملوا اسم المروك، واسم المروك اسم محلي مغربي أمازيغي، وهو اختصار لاسم مراكش التي تعني أرض الله بالأمازيغية، ويعتقد أنها استعملت لأول مرة من قبل الأسبان الذين هزمهم الأمازيغ أيام المرابطين·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©