الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العالم الفرنسي المسلم كيدردوني: المجتمعات الإسلاميةلن تتطور إلا بامتلاك المعرفـة العلميـــة

العالم الفرنسي المسلم كيدردوني: المجتمعات الإسلاميةلن تتطور إلا بامتلاك المعرفـة العلميـــة
17 أكتوبر 2006 23:35
باريس - نايلة ناصر: أكد خبير فيزياء الفلك الفرنسي البروفيسور برونو عبد الحق كيد ردوني أن اعتناقه الإسلام كان أمرا من الله·وقال إن أبحاثه العلمية تترافق مع مسار ديني روحاني·واعتبر أن الحوار بين العلم والدين مقدمة لحوار الحضارات مؤكدا أن التناقض بين المجالين مصطنع· وهو وفق هذه القناعة وقد سعى لتأسيس ''شبكة البحث حول العلم والدين'' ومركزها باريس، والتي استقطبت نخبة من الخبراء والعلماء المسلمين الموزعين على جامعات ومختبرات في العالم، وذلك بهدف تشكيل تيار إسلامي علمي/عالمي يتحدث عن ثقافة العلم والدين في مختلف المحافل العلمية· واستنتج من خلال تجاربه أن أي مجتمع لا يمكن أن ينمو ويتقدم دون امتلاك الحد الأدنى من المعرفة العلمية· وعبر كيدردوني عن حزنه إزاء الجهل الذي يحيط بالإسلام في الغرب وقال انه يعمل مع آخرين على طرد الصورة السيئة المنتشرة عن المسلمين في بلاده· جاء ذلك في مقابلة أجرتها ''الاتحاد'' مع العالم الفرنسي الذي اعتنق الإسلام منذ أكثر من عشرين عاما وفيما يلي نصها الكامل: ؟ كيف توصلت إلى اعتناق الإسلام وكيف تعيش هذا الاعتقاد الإسلامي؟ ؟؟ هذا سر إلهي·· هذا أمر الله وكلما تقدمنا على درب الإسلام نشعر بأننا في عهدة الله وانه سبحانه يساعدنا على اتخاذ قراراتنا المصيرية·ولكن بالطبع بامكاننا أن نجد أيضا أسبابا إضافية· لقد ولدت في الغرب وشيئا فشيئا بدأت أهتم بالأسئلة الروحانية وشرعت بقراءة مؤلفات حول مختلف الأديان· ثم مكثت من بعد في المغرب خلال سنتين وأيقنت انه علي أن أختار طريقا روحانيا ولا يمكنني أن أكتفي بالكتب فحسب· بالنسبة لي كان طريق الإسلام هو الخيار الحتمي·طبعا قبل اعتناقي الإسلام لا بد أنني شككت وكان علي أن أفكر مليا·وقد حصل ذلك عندما كان عمري 28 سنة· هكذا اعتنقت الإسلام في أوروبا بفضل الله· ؟ هل كنت قبل ذلك مسيحيا ملتزما؟ ؟؟ لا أنا ولدت لعائلة مسيحية وكما العديد من الغربيين لم أتلق تربية دينية ولكن بدأت أفهم باكرا بأنه لدي تساؤلات دينية وأنني أشعر بوجود الله· ومن بعد جاءت القراءات الدينية التي حدثتك عنها والتي كانت مفيدة للغاية بالنسبة لي لأنها مكنتني من بلورة ذاك الحس الديني الذي يعتمل في داخلي·كان طريقا يشدني نحو الله وهذا الطريق كما بدا لي كان الإسلام بوصفه خاتم الرسالات السماوية والأكثر شفافية بروحانيته· الحدس ؟ تتكلم عن الحدس وأنت رجل العلم ألا يبدو لك هذا الأمر متناقضا؟ ؟؟العلماء هم بشر أولا· بالطبع يلجأون إلى العقل في تدبير حياتهم المهنية والخاصة اليومية لكن بينهم وبين أنفسهم يتساءلون عن معنى الأشياء· وعليه بإمكاننا الحدس أن الواقع يتعدى بما لا يقاس ما يصفه العلم· ومع اقتناعي الكامل بنجاحات العلم أعتقد صادقا أن الواقع أوسع بكثير· هكذا في وقت من الأوقات وأثناء دراساتي العلمية أحسست أنني لا يمكن أن أقبل إلى المعرفة التي أبحث عنها من دون أن يترافق بحثي مع مسار ديني روحاني·كنت لا أقتنع بنتائج علمية دون أن تكون قناعتي معطوفة على الإيمان الروحي· منذ عشرين سنة بدأت مزاولة عملي كعالم فلك وفي الوقت نفسه تقريبا اعتنقت الإسلام· كنت أحتاج إلى مدد روحي وجدته في الإسلام· كان ذلك بالقياس إلى تجربة تأملية داخلية تنتمي بالأحرى إلى الوعي الديني أكثر منها إلى حسابات عقلية· هناك من يعتنقون الإسلام لأنه ينطوي بالنسبة إليهم على أفضليات بالقياس إلى الأديان الأخرى· أحترم موقفهم لكن بالنسبة لي كان حدسا بوجود الله· طبعا وجدت الجواب بعد أن أسلمت وهذا ما نسميه في الإسلام فطرة أي إن الإنسان خلق ليعبد الله وهي عبادة لصيقة بالمعرفة· وان كانت التربية تغطي هذا النور ببعض من ظلال العقل، إلا أنه لا يخبو ويكفي أحيانا حدث بسيط حتى يستيقظ هذا الحدس مجددا· بلا شك هذا ما حصل معي·أحسست بالنداء الذي بداخلي كذلك الموجود حتما في قلب كل رجل وامرأة· هكذا سلكت طريق العبادة وأحسست بنور الله الذي يحمله الإسلام بقوة وهو مختلف في هذا عن غيره من الأديان حيث يتميز بالشفافية والبساطة التي تضع الإنسان في حضرة الخالق عبر الإيمان· شعرت بهذا وأنا خارج الإسلام وعندما أسلمت تولد لدي إحساس بأنني عدت إلى بيتي وأني وصلت إلى أرض هي وطني· كان الأمر كما لو أن حياتي السابقة هي المصطنعة· لقد وجدت مع الإسلام الطبيعة الحقيقية للكائن وبالتالي طبيعتي الحقيقية· وأذكر أن صلاتي للمرة الأولى أفصحت لي عن أنني مسلم بالفطرة· خلالها استرجعت طبيعتي التي كنت قد أهملتها طوال سنوات بفعل تربيتي·كان الأمر تلقائيا ودون جهد، باستثناء ضرورة تعلم شعائر الإسلام وما يكفي من العربية لتأدية الصلاة وقراءة القرآن الكريم، ولكن كل ذلك قد تم بسهولة ويسر، وبدون أدنى اصطناع· ؟ هل حدث ذلك في باريس؟ ؟؟ لا· في ايطاليا·في مسجد في ايطاليا·كنت حينذاك أعمل مع الجاليات المسلمة في أوروبا ومن بعد أن عدت إلى فرنسا أخذت أتردد على مسجد باريس· ؟ ولماذا إيطاليا؟ ؟؟ كان ذلك بمحض الصدفة· تعرفت هناك على مسلمين من أصل غربي· لقد شاء الله أن يكون اعتناقي للإسلام حين التقيت بهم· لقد كان لهم نفس مساري ولعل كونهم غربيين مثلي سهل أن يشرحوا لي ويساعدوني على التخلص من ترددي المتبقي من جانبي الغربي· نحن الغربيين نحتاج إلى فهم الكثير قبل أن نقرر أمرا ما وهذا عائد لتربيتنا وأيضا من جانبي لكوني ذا تأهيل علمي· كنت أملك الحدس ولكنه كان يرتطم بعوائق، بعقد داخل روحي·وقد ساعدني هؤلاء الأخوة على تفكيك آخرها وأن أخطو الخطوة الأخيرة في قراري· اتصالات إسلامية ؟ أتخيل أن شيخا هو الذي أديت الشهادة عنده؟ ؟؟ نعم··الشيخ عبد الواحد بالاديتشني وهو أعتنق الإسلام منذ زمن طويل· من بعد كان علي أن أتعمق في إسلامي· الإسلام هو طريق للمعرفة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ربي زدني علما· لقد سافرت كثيرا الى البلدان الإسلامية وحاولت منذ ذلك الحين إلا أنفصل عن الأمة· هناك غربيون اعتنقوا الإسلام لكنهم لا يخالطون غيرهم من المسلمين· الأمة بالنسبة لي كانت شيئا مختلفا وغريبا وكان علي أن أخالطها· فعلت ذلك في فرنسا وفي أوروبا ومن بعد في بلدان المغرب· وعملت على تنظيم برامج ثقافية بالتعاون مع مساجد عدة منها مسجد باريس ومسجد مدينة ليون حيث أقيم منذ سنتين· في العام 1993 باشرت تقديم برنامج خاص بالمسلمين الأحد صباحا في التلفزيون الفرنسي واسمه ''معرفة الإسلام''· شاركت في 300 حلقة تلفزيونية قابلت خلالها كل المثقفين والشخصيات المسلمة المهمة في فرنسا وأجريت تحقيقات حول الجالية في فرنسا وأوروبا والبلدان الرئيسية التي ينتمي إليها المسلمون الفرنسيون·وفي العام 1994 أسست مع أصدقاء وأخوة مسلمين من أصول غربية معهد الدراسات العليا الإسلامية الذي نظم بشكل دوري محاضرات ولقاءات للتعريف بالإسلام للجمهور الأوروبي وتحديدا ذاك الذي يبدي مع الأسف حذرا تجاه الإسلام· ومنذ عام نعمل على مشروع لإنشاء المعهد الفرنسي للحضارة الإسلامية بمحاذاة مسجد مدينة ''ليون'' الذي يعد واحد من أكبر مساجد فرنسا· آمل أن نحصل على مساهمة مالية من السلطات لان القانون الفرنسي لا يسمح بتمويل المشاريع الدينية وإنما المشاريع الثقافية وان شاء الله نبدأ العمل في هذا المشروع العام المقبل· ؟ تقول إن الدولة لا يمكنها أن تمول المشاريع الدينية لكن نحن نعرف أن قانون 1905 يسمح لها بترميم الكنائس من الأموال العامة أليس كذلك؟ ؟؟ هذا مختلف· لان قانون العام 1905 أمم كل الكنائس والكاتدرائيات والدولة ملزمة برعايتها ماديا· وهذا ينطبق على الكنائس الموجودة سابقا· أما بعد هذا التاريخ فان الكنائس المبنية يعود أمر الاهتمام بها إلى الطوائف المعنية· المسلمون جاءوا إلى فرنسا بغالبيتهم الساحقة بعد عام 1905 وهم مجبرون اليوم على بناء مساجد ومراكز عبادة على حسابهم· التعريف بالإسلام ؟ وهل ثمة من قنوات أخرى توظفها في خدمة هذه الرسالة الحضارية ؟ ؟؟ وفق هذا الاهتمام نفسه، وبدافع الواجب بطبيعة الحال، أسعى بشكل دائم للمشاركة في الندوات والمؤتمرات وإلقاء المحاضرات في مختلف أنحاء فرنسا للتعريف بالإسلام والنضال ضد الأفكار الخاطئة عنه والصورة السيئة التي يبثها الغرب عن ديننا·أتدخل في أطر مختلفة لشرح تعاليم الإسلام أمام طلاب وجامعيين وأطباء ومحامين وسياسيين · وأحاضر أيضا هنا في ''مسجد ليون'' حيث لدينا برنامج رمضاني· وقد تحدثت الأسبوع الماضي عن القيم الروحية للصيام وسأتحدث لاحقا عن ليلة القدر·مع التأكيد على أن دوري في هذا الاتجاه لا يرتقي إلى دور الإمام أو شيخ الدين كما هو متعارف عليه في الفضاء الشعائري، فأنا لست إماما ولست فقيها وتدخلي يتم بوصفي شاهدا، وأعتقد أن من واجبي، باعتباري قد ولدت في فرنسا، وبالقياس إلى تعلقي ببلدي و بأوروبا، أن أفيد كل هؤلاء حين أتدخل كشاهد جرب الإسلام وبالتالي رفض القطيعة التي يبحث عنها البعض بين الإسلام وأوروبا· أعتقد أن بإمكان المرء أن يكون أوروبيا ومسلما وهذا ما أحاول تبيانه دون أن أي ادعاء من طرفي إلا الشهادة بأن ذلك ممكن· وبالطبع أمارس عملي كخبير فيزياء الفلك بالمركز القومي للبحث العلمي، حيث تنصب أبحاثي حول المنظومة الكبرى للكون وبخاصة تشكيل وتطور المجرات· ومنذ عامين صرت مديرا للمرصد الفلكي الفرنسي بمدينة '' ليون''· هو واحد من أبرز مؤسسات البحث الفلكي في فرنسا ويعمل معي 90 شخصا·و منذ عدة سنوات صارت نشاطاتي المهنية كعالم، أو كخبير في العلوم البحتة، وأنشطتي الروحية متقاربة أكثر من ذي قبل، وقد ساعدني على ذلك الجدل القائم اليوم على الصعيد العالمي بالقياس إلى إشكالية العلاقة بين العلم والدين، وإمكانية تأكد حوار ممكن بين هذين الطرفين المتباعدين· فالعلماء يبحثون عن معنى لاكتشافاتهم العلمية· بعبارة أخرى هم يصفون العالم ولكنهم لا يعرفون كيف يحيا العالم، وما هو المعنى الذي تتضمنه اكتشافاتهم، وما معنى العالم الذي يصفه العلم · وفي الوقت نفسه يحتاج رجال الدين إلى معرفة ماهية العالم حتى يتمكنوا من التواصل مع المؤمنين· العالم هو منحة من الله وهناك حاجة للطرفين باللقاء على الصعيد العالمي·وقد شاركت في السنوات الماضية في حلقات أبحاث تحت شعار البحث في العلم والدين في الولايات المتحدة واليابان والهند والمغرب وباكستان··· ؟ ما أهمية أبحاثكم في هذا المجال؟ ؟؟ سأعطي مثال يتعلق بالمسائل الكبرى المتصلة بموضوع البيئة كالاحتباس الحراري وإعادة توزيع موارد الثروات الطبيعية·هذه من المشاكل الأساسية التي ستواجهها الإنسانية في القرن الواحد والعشرين وبالتالي يتوجب اتخاذ قرارات عالمية بشأنها· إن العلم إذا ما ترك بدون مواكبة روحانية أو أخلاقية يتسبب في إشكاليات كارثية، وعلى كل ثقافة وكل حضارة، وبالتالي كل دين، تحديد موقف من الصيرورة العلمية، وذلك من أجل خلق وعي مشترك تجاه ما قد يترتب على العلم من مشاكل بل كوارث، إذا ما انفصل كليا عن الروحانية أو الضوابط الأخلاقية· إن هذا واحد من الأسباب التي تبرر الحوار بين العلم والدين و تبرر أيضا الحوار بين الحضارات إذ يجب عدم الاستسلام لموضوع صراع الحضارات الذي دعا إليه هنتغتون· ما الذي يشمله هذا الحوار ؟ يمكن هنا أن ندرج مفهوم العدالة للشعوب المقهورة بفعل النظام العالمي الظالم·ويمكن أيضا أن ندرج العلم لان العلم ليس ملكية غربية انه إرث مشترك للإنسانية بأسرها· كل الحضارات ساهمت في إنتاجه بما في ذلك الحضارة العربية الإسلامية خلال قرون قبل أن تنقل الشعلة إلى أوروبا·الشعلة الآن انتقلت إلى أمريكا ولعلها ستصل يوما إلى آسيا واليابان وكوريا· كل الأمم شاركت في تطور العلوم إذن والحديث عن العلم هو حديث عن العالم الذي يصفه العلم· إذن هناك حقل مشترك للتفاهم حيث يمكننا أن نتفهم بعضنا بطريقة أفضل· من ناحية أخرى، أن كل دين وكل حضارة تملك بذاتها آليات تخصها لفهم العالم في ضوء الاكتشافات العلمية، وهذا الحوار يساعد على التعارف بطريقة أفضل بين الحضارات· من هنا تتأكد أهمية الحوار بين العلم والدين على الصعيد العالمي· وإن كان صحيحا أن العالم الإسلامي كان غائبا عن هذا الحوار لأسباب عديدة من بينها نقص مراكز الأبحاث فيه، وذلك رغم وجود عدد كبير من العلماء المسلمين الذين يعملون على تطوير العلوم في مراكز أوروبية وأمريكية والذين ظلوا كمسلمين، أفرادا معزولين·إن إحدى الخطوات التي أقوم بها هي التنبيه إلى فداحة عزلة هؤلاء العلماء على صيرورة الحركة العلمية في الفضاء الإسلامي، وبالتالي كانت المبادرة إلى تأسيس '' شبكة البحث حول العلم والدين في الإسلام''، لإحياء البحث العلمي الإسلامي، والتأسيس لثقافة حوار العلم والدين في هذا الفضاء· ؟ الشبكة التي تديرها أنت؟ ؟؟ نعم أديرها منذ عامين وهي تجمع عشرين عالما مسلما لحثهم على إدراك أهمية هذا الموضوع والاستعداد كي يتدخلوا ويتحدثوا وينقلوا صوت الإسلام إلى الندوات الكبرى العلمية في العالم· ؟ الأعضاء غربيون وعرب أم عرب فقط ؟ ؟؟ أساسا من العلماء العرب الذين يعملون في مراكز أبحاث في الولايات المتحدة وأوروبا وبعضهم يجري أبحاثه في بلدان مسلمة كالجزائر ودبي حيث يتولون التدريس الجامعي في اختصاصات كالرياضيات والفيزياء وعلم الفلك وعلم الأحياء وكذلك اختصاصيون في فلسفة العلوم·من خلال هذا البرنامج نأمل أن نثير اهتمام الجامعات المسلمة من أجل تثبيت هذه المبادرة وبالتالي التوصل لإيجاد بنى تستقبل مجموعات البحث على المدى الطويل·ونحن بصدد إعداد مؤلف سيصدر بالإنجليزية والفرنسية والعربية نعتقد أنه سيكون الأول من نوعه الذي يعده علماء مسلمون ويجيبون فيه عن سؤال ما معنى العلم الحديث داخل منظومة إسلامية· دين المعرفة ؟ هل يمكن فعلا المواءمة بين العلم والدين؟ ؟؟ الإسلام هو دين المعرفة· وأول المعارف معرفة الله وما يريد سبحانه وتعالى أن يفصح عنه من خلال أسمائه·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©