تشتهر بلجيكا بالجعة والبطاطا المقلية والشوكولاطة، لكن المملكة تمتلك سراً أقل شهرة ويكتنفه الغموض، ألا وهو سكاكر “كوبردون”. وقال جيروم ستيفانسكي مؤسس “كوبردون ليوبولد” وهي مجموعة متخصصة في إنتاج هذه السكاكر يدوياً إن “هناك أمرا واحدا مؤكداً، وهو أن هذه السكاكر ابتكرت في بلجيكا خلال النصف الثاني من القرن الـ19”.
ويتنازع الفلمكنيون على منشأ هذه السكاكر. ويقول البعض إن أصلها من منطقتي “جينت”، فيما يؤكد البعض الآخر أنها من “لييج”، حتى أن أهل العاصمة يقولون إنها أبصرت النور في بروكسل. وبحسب الرواية الأكثر شيوعاً فقد أبصر الـ”كوبردون” المعروف أيضا بـ”نويتسيكه”، أي الأنف الصغير بالهولندية، النور على يدي أحد الكهنة في منطقة “بروج”. ووفق رواية أخرى، صنع صيدلاني من منطقة “جينت” هذه السكاكر للمرة الأولى صدفة في عام 1873. وقال دانييل بيرنون المدير التجاري لمتجر حلويات “جيلدهوف” الذي يعد أكبر مصنع للـ”كوبردون” في محيط “جينت” إن “الأدوية كانت تباع وقتها على شكل شراب. وكان صيدلاني رمى وصفة في النفايات لكنه اكتشف بعد 10 أيام تشكل قشرة خارجية فوق نواة سائلة”. واستناداً لهذه الفرضية، تتضح مزايا الـ”كوبردون”، فقشرته الخارجية رقيقة جدا وتذوب في الفم لتخرج سائلا حلو المذاق. لكن الصمغ العربي هو الذي يعطي هذه السكاكر طعمها الخاص. وتتقاسم سوق الـ”كولدرون” التي تقدر قيمتها بـ6 ملايين يورو سنوياً 3 مجموعات رئيسية هي “جلدهوف” و”كونفيزري 2000” و”بونبن آلانسيين”. وتمتلك هذه الشركات الوصفة نفسها تقريبا، مع تعديلات بسيطة، وتحافظ على سريتها، خاصة أنها تتطلب أبحاثا مكثفة وتجارب متعددة.
عدد اليوم
