الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إخفاء وقت قيام الساعة للاجتهاد في العبادة

15 أغسطس 2011 23:22
أخفى الله سبحانه وتعالى وقت قيام الساعة عن الناس حتى يجتهد المسلمون في تحري هذا اليوم العظيم ويقضوا أوقاتهم في عبادة وطاعة الله عز وجل قال تعالى: (يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون) “الأعراف 187 - 188”. ويقول الدكتور أحمد الشاعر - أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر -: لم يأت السؤال في هذه الآية على لسان الصحابة، وإنما جاء على لسان الذين كذبوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وجاء في تفسير هذه الآية أن الله تعالى يقول لرسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - يسألك المكذبون لك المتعنتون عن الساعة يوم القيامة متى وقتها الذي تجىء فيه ومتى تحل بالخلق؟ فقل لهم إن الله تعالى مختص بعلمها لا يظهرها في وقتها الذي قدر أن تقوم فيه إلا هو. وخفي علمها على أهل السماوات والأرض واشتد أمرها عليهم فهم من الساعة مشفقون ولا تأتيهم إلا فجأة من حيث لا يشعرون ولم يستعدوا لقيامها. والناس حريصون على سؤال النبي- صلى الله عليه وسلم - عن الساعة كأنه جدير بالسؤال عنها ولم يعلموا أن الرسول- صلى الله عليه وسلم - غير مبال بالسؤال عنها ولا يحرص على ذلك فلماذا لم يقتدوا بالرسول الكريم ويكفوا عن السؤال الخالي من المصلحة المتعذر علمه والساعة من الأمور التي أخفاها الله عن الخلق لكمال حكمته وسعة علمه وعلمها عند الله ولا يعلمها نبي مرسل ولا ملك مقرب. أمور الدين وهؤلاء يتركون السؤال عن أمور الدين ويدعون ما يجب عليهم من العلم ويذهبون إلى أشياء غير مطالبين بعلمها. ثم قال الله تعالى إن نبيه - صلى الله عليه وسلم-: فقير لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ولا يأتيه خير إلا من الله ولا يدفع عنه الشر إلا الله وليس له من العلم إلا ما علمه الله ولو كان يعلم الغيب لفعل الخير، وحذر من كل عمل يؤدى إلى سوء ومكروه ولكنه - صلى الله عليه وسلم - لعدم علمه بالغيب يناله ما يناله ويفوته من مصالح الدنيا ومنافعها وينذر بالعقوبات الدينية والدنيوية والأخروية، ويبين الأعمال المؤدية إلى ذلك ويبشر بالثواب العاجل والآجل ويبين الأعمال الموصلة إليه ويرغب فيها. والنبي - صلى الله عليه وسلم - ليس بيده شىء من الأمر ولا ينفع من لم ينفعه الله ولا يدفع الضر عمن لم يدفعه الله عنه. ويقول إن الله تعالى أخبر رسوله - صلى الله عليه وسلم-: بأنه لا علم له بالساعة وإن سأله الناس عن ذلك وليس في إخفاء الله وقتها عنه - صلى الله عليه وسلم - ما يبطل نبوته وليس من شروط النبوة أن يعلم الغيب من دون تعليم من الله عز وجل. آيات ربانية وأرشد الله نبيه إلى أن يرد علمها إلى الله وأخبره أنها قريبة بقوله تعالى: (وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا)، وقال: “اقتربت الساعة وانشق القمر) “سورة القمر، آية 1”، وقال تعالى: (اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون) “الأنبياء، 1”، وقال تعالى: (أتى أمر الله فلا تستعجلوه) “النحل، 1”، وقال تعالى في سورة النازعات: (يسألونك عن الساعة أيان مرساها) أي يسأل المكذبون بالبعث نبي الله محمداً - صلى الله عليه وسلم - عن الساعة متى وقوعها فأجابهم الله: بعدم الفائدة للنبي ولهم في ذكرها ومعرفة وقت مجيئها. وفي السنة النبوية وردت أحاديث كثيرة تتحدث عن الساعة وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - في مجلس يحدث القوم جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحدث فقال بعض القوم: سمع فكره ما قال. وقال بعضهم: بل لم يسمع حتى إذا قضى حديثه قال: “أين السائل عن الساعة؟ قال: ها أنا يا رسول الله قال: “فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة”، قال كيف إضاعتها؟ قال: “إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة”. وعن أنس بن مالك أن أعرابياً قال لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- متى الساعة؟ قال له رسول الله- صلى الله عليه وسلم- “ما أعددت لها؟ قال حب الله ورسوله قال: أنت مع من أحببت”. علامات ومن رحمة الله تعالى بخلقه أنه جعل لهم علامات تدل على قرب قيام الساعة حتى يكون ذلك باعثاً لهم على العمل الصالح وتقوى الله واجتناب محارمه، وكلما رأوا علامة من علاماتها قد تحققت ازداد خوفهم من الساعة وأهوالها وازداد يقينهم بقربها فيزداد استعدادهم لذلك بالعمل الصالح قال الله تعالى: (فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها) “محمد 18” ومن تلك العلامات كما جاء في الأحاديث النبوية ذهاب الصالحين قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: “لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريطته من أهل الأرض فيبقى عجاجة لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً”. وارتفاع الأسافل، فيكون أمر الناس بيد السفهاء والأراذل عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: “إنها ستأتي على الناس سنون خداعة يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة أي السفيه الذي يتكلم في أمر العامة”. وظهور الكاسيات العاريات، كما جاء في حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: “سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سرج كأشباه الرجال ينزلون على أبواب المساجد نساؤهم كاسيات عاريات رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف العنوهن فإنهن ملعونات” أي كاسية جسدها، ولكنها تشد خمارها وتضيق ثيابها حتى تظهر تفاصيل جسمها أو تكشف بعض جسدها. صدق رؤيا المؤمن من أشراط الساعة أيضاً صدق رؤيا المؤمن، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: “إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب”. وكثرة الكذب وعدم التثبت في نقل الأخبار عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: “سيكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم”. وكثرة شهادة الزور وكتمان شهادة الحق قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: “إن بين يدي الساعة شهادة الزور وكتمان شهادة الحق”.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©