الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوريا: سقف المحتجين يرتفع

15 أغسطس 2011 23:07
تدفق عشرات الآلاف من السوريين يوم الجمعة الماضي إلى الشوارع للتظاهر ضد الحكومة في تحد واضح لحملات الدهم الأمني المتصاعدة التي يشنها النظام، وسط علامات تدل على أن المجتمع الدولي ما زال غير راغب في دعوة الرئيس السوري بشار الأسد مباشرة إلى الرحيل. وقالت جماعات حقوق الإنسان إن ما يقرب من 15 متظاهراً قد قتلوا على أيدي قوات الأمن في الوقت نفسه الذي واصلت فيه الحكومة السورية تحديها للضغوط الدولية الرامية لدفعها لإيقاف العنف الموجه ضد المتظاهرين والبدء في الإصلاح. ومن بين المدن التي خرج المتظاهرون إلى شوارعها بعد أداء صلاة الجمعة مدينتا حماة ودير الزور وهما المدينتان الرئيسيتان المستهدفتان بحملة الدهم الأمنية الحكومية. والتظاهرات في المدينتين تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الحملة الأمنية الحكومية المستمرة منذ خمسة شهور الرامية لقمع المتظاهرين من خلال القوة الباطشة لم تنجح في إرهاب الشعب. ومن بين العلامات الدالة على الإحباط الذي يشعر به المتظاهرون الذين خرجوا إلى الشوارع في 22 يوم "جمعة" على التوالي أن الهتافات التي ترددت في مظاهرات هذا الأسبوع لم تدعُ فقط لإسقاط النظام ولكن استهدفت الأسد في شخصه أيضاً حيث ظلت الجماهير في دمشق وحمص وحماة ودرعا وغيرها من المدن والبلدات تهتف بشعارات مناهضة له بالاسم. وفي مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض كررت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مطالبة الولايات المتحدة للأسد "بالتوقف فوراً عن ممارسة العنف ضد شعبه، وسحب قواته الأمنية والاستجابة للتطلعات الشعبية للشعب السوري في انتقال ديمقراطي بطرق بناءة وذات معنى". ودعت كلينتون في كلمتها الدول الأوروبية إلى فرض عقوبات على صناعة النفط والغاز في سوريا. ولكن الإعلان من جانب رئيس الوزراء التركي أردوغان عن منح الأسد فترة تتراوح ما بين 10 إلى 15 يوماً لتحقيق الإصلاحات المطلوبة بدا وكأنه قد أبطأ من وتيرة الزخم الذي كان قد بدأ يتكون جراء المطالبات برحيله فوراً. وليس هذا فحسب، بل إن بعض الناشطين السوريين، نظروا إلى المهلة التي منحها أردوغان للأسد كما لو أنها بمثابة ضوء أخضر للرئيس السوري كي يواصل حملته القمعية. يشار إلى أن المئات قد ماتوا وأن آلافاً غيرهم قد اعتقلوا منذ أن شن النظام حملة دهم مكثفة عشية شهر رمضان، وهي الحملة التي كانت مصممة على ما يبدو لسحق الحركة الشعبية المطالبة بالحرية نهائيّاً. وقد قال ناشط ديمقراطي سوري اشترط عدم ذكر اسمه خوفاً على حياته: "إن الشعب في كافة المواقع يشعر بغضب شديد تجاه تركيا وهناك أحاديث كثيرة في الشارع مؤداها أن هناك صفقة سرية بين تركيا ونظام الأسد". يشار في هذا السياق إلى أن موضوع استقرار سوريا يعد من الأمور المهمة بالنسبة لتركيا التي قامت في السنوات الأخيرة بتعزيز علاقاتها مع نظام الأسد بغرض توسيع نطاق نفوذها في العالم العربي، وهناك اعتقاد راسخ لدى المسؤولين الأتراك مؤداه أن إطاحة نظام الأسد قد تؤدي لإشعال نيران حرب أهلية. وفي بداية هذا الأسبوع قال مسؤولون أميركيون إن أوباما سيدعو عما قريب الأسد لترك الحكم وهي خطوة يأمل كثير من نشطاء المعارضة أن تؤدي إلى المزيد من التقويض لسلطة النظام. ولكن كلينتون عادت في موعد لاحق لتؤكد أن الولايات المتحدة لن تقدم على هذه الخطوة إلا بعد ضمان إجماع حلفائها الرئيسيين عليها. ومن ضمن الأسباب التي ذكرت وزيرة الخارجية الأميركية أنها قد دفعت بلادها للتأني أن حركة المعارضة العشوائية إلى حد كبير حتى الآن لم تتوافق بعد على قائد أو خطة للعمل لفترة ما بعد الأسد. ونطاق حركة الاحتجاجات الأخيرة في سوريا ووتيرتها، حيث تتم الآن بشكل يومي تقريباً، يوحيان بأن الحكومة السورية لن تكون قادرة على قمعها بالقوة المجردة من ناحية كما لن تكون قادرة أيضاً على تفعيل الإصلاحات المرغوبة التي يمكن أن تتيح لها الفرصة للبقاء من ناحية أخرى، وهو ما يدخل البلاد في دائرة مغلقة من الاحتجاجات والقمع الدموي. وحول هذه النقطة يقول "وسام طريف" ناشط حقوق الإنسان السوري الذي يعمل مع مجموعة "أفاز" الحقوقية العالمية: "لقد بات النظام يشعر بأنه لا سبيل أمامه سوى المضي قدماً في حملات القمع لأنه يعرف جيداً أنه إذا ما سحب قواته فإن أعداداً هائلة من السوريين ستتدفق إلى الشوارع". وأضاف المصدر لما سبق قوله: "إن ما نشاهده أمامنا في الوقت الراهن هو نظام مصمم للغاية على المضي قدماً فيما يقوم به ومحتجون مصممون للغاية هم أيضاً على الخروج للشوارع والتظاهر". وقال ناشط آخر من حماة تم الاتصال به من خلال هاتف يعمل بالأقمار الاصطناعية إن الاحتجاجات قد انطلقت من 14 مسجداً تقع في مختلف أنحاء المدينة يوم الجمعة الماضي، على رغم الوجود الكثيف لقوات الأمن السورية، وإن تلك الاحتجاجات قد أسفرت عن مقتل متظاهر واحد وإصابة عشرة آخرين عندما فتحت تلك القوات النار. واستطرد ذلك الناشط: "إذا لم نواصل التظاهر فسيجهزون علينا ولهذا فلن نتخلى أبداً أبداً عن ذلك". يشار إلى أن أكبر عدد من القتلى يوم الجمعة الماضي وقع في إحدى ضواحي دمشق حيث لقي سبعة أشخاص على الأقل مصرعهم في حين توزع عدد القتلى الآخرين بين حمص وحماة وحلب وإدلب وفقاً لمجموعة "آفاز" المذكورة. ليز سلاي - بيروت ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©