طفل الكراكير*
في حقولِ القصبِ الأخضرِ
طفلٌ خائفٌ
مختبئٌ من طائرة
انتونوف غادرة
فاجأته في طريقٍ مقفرٍ بين القُرى
حاصرته باللظى
والشظايا القاتلة
ثم باضتْ فوقه بيضتَها المُشتعِلة
***
كان طفلا جبليا
فاجـأته الحربُ في أو قًبْلَ سِنِّ العاشِرة
علمته الركضَ في سِربِ الظباءِ المُجفِلة
وانتظار الطائراتِ المُقبِلة
وانشطار القُنبلة.
ألقمته ثُديها الحربُ وقالتْ:
«كُنْ جديرا بي وكُنْ لي ولدا»
يومها أبْصَرَ الطفلُ بأذُنيهِ ابتعادَ الطائرة
ورآها حين دارتْ دورةً كاملةً
وانطلقتْ عائدةَ بالسُرعةِ القُصوى
وفي مخلبها
بيضةُ الرُّخِ ومرسومُ الردى.
صاحتِ الحربُ بأعلى رئتيها:
«انطلقْ... لا تنتظرْ»
فانطلقا
وعَدا نحو الكراكيرِ عدا
وعدتْ من فوقه/ من خلفه
كاشفة أسنانها المهترئة.
«قتل الجنجويد ** غزالي»
قال لي فارس الجنجويد: هاتها
قلت: إسورتي؟
قال لي هاتها.
كنت وحدي
كنت خائفة ً،
والمخيَّمُ كان بعيداً
والبنات اختفين وراء السياجِ،
وأصبحت وحدي.
قلت: خذها
وبسطت يدي
سطع البرق من يدهِ،
ورأيت يدي وهي تسقط في الرمْل هامدةً،
ورأيت غزالاً يوليّ
ودمٌ احمرٌ يصبغ الرمل حولي
صاح بي فارس الجنجويد:
ارفعيها.
.............................................
* الكراكير كهوف جبلية تخلفت عن نشاط بركاني قديم وأصبحت ملاذا من الغارات الجوية
** الجنجويد قطاع طرق ينشطون في قتل وتعذيب الناس في دارفور
عدد اليوم
