الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الملولي: «برونزية لندن» أغلى من «ذهبية بكين»

الملولي: «برونزية لندن» أغلى من «ذهبية بكين»
6 أغسطس 2012
لندن (أ ف ب، د ب أ) - صحيح أن التونسي أسامة الملولي فشل في الاحتفاظ باللقب الأولمبي في سباق 1500 متر في دورة الألعاب الأولمبية في لندن، لكن الميدالية البرونزية التي نالها تبقى في حد ذاتها إنجازاً لهذا السباح الذي عانى من الإصابة في الكتف في العامين الأخيرين. وقال الملولي “هذه الميدالية مهمة جداً بالنسبة إلي من الذهبية لأنني عشت عامين صعبين بسبب الإصابة”، مضيفاً “أنا لست الملولي الشاب الذي يملك حيوية ونشاط الأعوام السابقة، لقد عانيت كثيراً في الأعوام الأخيرة، وبالتالي فإن ما حققته يعتبر رائعاً مقارنة مع ما عانيته”. كان الملولي يعرف جيداً أن الفوز بالذهبية في لندن أمر صعب المنال، فضلاً عن المعاناة مع الإصابة فإنه واجه منافساً قوياً هو الصيني يانج سون الذي حطم الرقم القياسي العالمي للمسافة بتسجيله 02: 31: 14 دقيقة ماحياً الرقم السابق، والذي كان بحوزته وهو 14: 34: 14 دقيقة سجله في 31 يوليو 2011، كما حطم أيضاً الرقم القياسي الأولمبي الذي كان بحوزة الأسترالي جرانت هاكيت وهو 92: 38: 14 دقيقة وكان سجله في أولمبياد بكين في 15 أغسطس 2008 في نصف النهائي قبل أن يخسر النهائي أمام الملولي. وكان يانج حطم العام الماضي في بطولة العالم في شنغهاي أقدم رقم قياسي في السباحة بتسجيله 14: 34: 14 دقيقة ماحياً الرقم السابق الذي كان بحوزة هاكيت منذ عام 2001. وهذه هي الميدالية الذهبية الثالثة لسون بطل العالم في سباق 800 متر و1500 متر في لندن والثانية من المعدن الأصفر بعد الأولى في 400 متر حرة، أضاف إليها فضية 200 متر حرة. وعادت الفضية إلى الكندي راين كوشران صاحب فضية السباق في مونديالي روما 2009 وشنغهاي 2011، بزمن 63: 39: 14 دقيقة، فيما كانت البرونزية من نصيب الملولي بزمن 31: 40: 14 دقيقة، وهي الميدالية الأولى لتونس في الدورة والثالثة للعرب بعد برونزية القطري ناصر العطية في مسابقة السكيت في الرماية وفضية المصري علاء الدين أبوالقاسم في مسابقة سلاح الشيش ضمن منافسات المبارزة، كما هي الميدالية الثامنة لتونس في تاريخ مشاركاتها في الأولمبياد بينها 2 ذهبية و2 فضية و4 برونزية، وكان الملولي أعلن الجمعة عقب التصفيات بأنه لا يفكر في الاحتفاظ باللقب، وقال “أنا فقط سعيد بإنهائي السباق الأول لي في هذه الألعاب. عانيت من مشاكل في الكتف في العامين الأخيرين، ولكن يبدو أن الأمور سارت على ما يرام هذا الصباح (الجمعة)”، مضيفاً “استيقظت دون أن أكون واثقاً كثيراً من قدرتي على فعل شيء، غير أن السباق جرى في ظروف جيدة”. وأكد الملولي أن سعادته بالميدالية البرونزية التي أحرزها في دورة الألعاب الأولمبية (لندن 2012) تفوق سعادته بالميدالية الذهبية التي أحرزها قبل أربع سنوات في أولمبياد بكين. وقال الملولي إنه يشعر بسعادة طاغية لإحرازه أول ميدالية لتونس في هذه الدورة الأولمبية ويهدي هذا التتويج للثورة التونسية وتونس الجديدة، ويعتبر أنه قام بواجبه تجاه وطنه، وكثيرون لا يدركون قيمة الميدالية البرونزية في رياضة مثل السباحة وفي مثل هذا السن”. وأضاف: “قضيت أربع سنوات من العمل الجاد والإجهاد النفسي والبدني، تعرضت للإصابة وعانيت منها في الفترة الماضية، ولم أستطع التتويج في بطولة العالم الماضية، ولكنني عدت بقوة وعزيمة وأحرزت برونزية أراها أغلى من ذهبية بكين”. وأوضح “سباق 1500 متر من أقوى السباقات، وأصعبها فهو أطول سباق في برنامج السباحة الأولمبي على مستوى الأحواض المغلقة”. وأضاف: “السباح الصيني حقق رقماً خيالياً، وحاولت اللحاق بالسبح الكندي، وبدأت في الإسراع بالفعل لكنه كان الأفضل، وحقق المركز الثاني بفارق أقل من ثانية أمامي، ولكن المهم أنني جددت موعدي مع التتويج”. وتابع الملولي “أتمنى ألا يصاب الشعب التونسي بخيبة أمل بسبب اكتفائي بالميدالية البرونزية، أولاً وقبل كل شيء، فأنا حامل اللقب الأولمبي، وبالتالي يتعين على الناس أن يفهموا كم هو صعب الوقوف على منصة التتويج بعد أربع سنوات، ومدى كمية العمل الذي يتعين القيام به للبقاء على هذا المستوى في هذا النوع من المسافة في السباحة”. وأضاف “ما حققته إنجاز لكل تونس والعرب، انه إنجاز لأنه لا يجب أن ننسى بأنني سباح صغير من تونس الصغيرة داخل هذا العرس الكبير” في إشارة إلى السباحين الكبار الذين يقام لهم ويقعد في منافسات السباحة، خصوصاً والألعاب الأولمبية عموماً. وأردف قائلاً “لقد كان السباق رائعاً، وأنا سعيد لأنني كنت طرفاً فيه”، مشيراً إلى أنها “الميدالية الأولى لتونس في النسخة الحالية، وأتمنى أن يحتفل بها الناس في تونس”. وعموما حقق الملولي ما كانت تتمناه تونس وهو تسجيل اسمها على جدول الميداليات، وهو نجح في ذلك بحكم خبرته الكبيرة على الساحة الدولية من خلال مشاركاته في بطولات العالم والدورات المتوسطية والعربية والأولمبية، وهو كان منح العرب أول ميدالية ذهبية أولمبية في السباحة عندما نال المركز الأول في سباق 1500 متر حرة في بكين 2008 عندما سجل رقماً قياسياً أفريقيا (84: 40: 14 دقيقة) وحرم الأسترالي جرانت هاكيت بطل العالم 4 مرات من تحقيق إنجاز لم يسبقه إليه أي سباح في تاريخ الألعاب الأولمبية وهو الظفر بذهبية سباق 1500 متر للمرة الثالثة على التوالي. وانتظر الملولي الـ500 متر الأخيرة ليضع نفسه بين الثلاثة الأوائل المنافسين على منصة التتويج كونه كان من البداية رابعاً وبذلا جهداً كبيراً لتخطي الكوري الجنوبي تاي هوان بارك، بل انه كان قاب قوسين أو أدنى من الظفر بالفضية لو السرعة النهائية التي خانته في الأمتار الأخيرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©