الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فرنسا تهدد بانسحاب مبكر من أفغانستان

23 يناير 2012
هددت فرنسا يوم الجمعة الماضي بتسريع عملية سحب جنودها من أفغانستان بشكل أحادي الجانب، مما يلقي بظلال متزايدة من الشك على وحدة التحالف الذي تتزعمه الولايات المتحدة والرامي إلى أن يترك وراءه حكومة مستقرة في كابول بعد أكثر من عشر سنوات من الحرب. وقد صدر التهديد عن ساركوزي وأعضاء مهمين في حكومته ضمن تصريحات غاضبة على خلفية مقتل أربعة جنود فرنسيين وجرح أكثر من اثني عشر آخرين على يد جندي أفغاني منشق صوَّب سلاحه الأوتوماتيكي إلى مدربيه صباح الجمعة في قاعدة على قمة جبل شمال شرق كابول. وقد أدى هذا الهجوم، الذي أتى بعد حادث مماثل لإطلاق النار قبل أقل من شهر، إلى تبديد الثقة هنا في جهود التدريب ونقل المهام الأمنية التي أصبحت هي الأولوية الأولى للقوات الأميركية والمتحالفة. وقال ساركوزي الذي بدا واضحاً عليه الاستياء: "إننا أصدقاء للشعب الأفغاني، حلفاء له. ولكن لا أستطيع أن أقبل أن يطلق جنود أفغان النار على جنود فرنسيين". غير أن أي انسحاب متسرع من قبل أي من الأعضاء الرئيسيين في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من شأنه أن يُضعف مخطط الانسحاب الذي كان "الناتو" قد وافق عليه في نوفمبر 2010، وأن يزيد الضغط الداخلي على أوباما من أجل تسريع عملية سحب الجنود الأميركيين أيضاً. وقد ازداد القلق الدولي بشأن المهمة الأفغانية بسبب حالات متكررة قام فيها جنود أفغان -متطرفون مندسون في الجيش ينتمون إلى "طالبان" أو أفراد يريدون تصفية حسابات- بإطلاق النار أو تفجير قنابل في هجمات تهدف إلى قتل وجرح جنود "الناتو"، حيث قال تقرير أنجز لحساب الجيش الأميركي إن 58 عسكريّاً غربيّاً على الأقل قتلوا في 26 هجوماً نفذه جنود أو أفراد شرطة أفغان بين مايو 2007 ومايو 2011.وخلص التقرير إلى أن "أعمال القتل هذه التي تستهدف جنوداً رفاق سلاح ستؤدي إلى أزمة ثقة بين القوتين، إن لم تكن قد بلغت هذه النقطة أصلاً". وكتب جيفري بوردن، معد التقرير، يقول إن الهجمات "لا تمثل حالات معزولة ونادرة" مثلما يروج لذلك حاليّاً. والحال أن الدراسة، التي أنجزها "بوردن"، أشارت إلى أن الاشتباكات الشخصية واختراق المتمردين للجيش الأفغاني تهدد واحدة من أهم العلاقات في هذا النزاع -العلاقة بين القوات الغربية والأفغان الذين سيتولون في غضون عامين المسؤولية عن العمليات القتالية. كما أشارت إلى شكاوى الأفغان من التنمر والتعالي والتعجرف وعدم الاستعداد للاستماع إليهم باعتبارها أشياء تخلق مشاعر عداوة خطيرة بين القوات. وكانت "وول ستريت جورنال" أول صحيفة كتبت حول خلاصات تلك الدراسة في يونيو الماضي. ويعترف بعض المسؤولين العسكريين بأن العلاقة بين "الناتو" والقوات الأفغانية تختلف عبر الأقاليم والوحدات، مشيرين إلى أن محاولات وصف مجمل العلاقة بأنها متوترة تعتبر نظرة تبسيطية وغير دقيقة. كما يقول مسؤولون إن الدراسة لا تمثل مؤشراً على تهديد واسع النطاق للجهد الحربي. ولكن مع ارتفاع الهجمات على المدربين الأجانب، التزمت الولايات المتحدة بتدريب قوة أفغانية لمحاربة التجسس بهدف منع اختراق المتمردين لصفوف الجيش والشرطة. ووسط مخاوف من أن يشرع بعض أعضاء "الناتو" في وضع مخططات لمغادرة أفغانستان، كان الحلف قد وافق خلال قمته الأخيرة، التي عقدت في لشبونة قبل 14 شهراً، على السحب التدريجي لجنود الائتلاف حتى نهاية 2014. وكان هذا الموعد -الذي حُدد بعد أربع سنوات على تاريخ القمة التي تم الاتفاق فيها عليه- يروم التصدي للضغط الداخلي عبر أوروبا من أجل إنهاء الانخراط في الائتلاف. كما كان يُعتقد أن الجدول الزمني سيسمح بتدريب كافٍ للجنود الأفغان من أجل تولي المهام الأمنية، وتحسين الحكامة الأفغانية، وتحقيق تقدم في المفاوضات مع "طالبان" من أجل إنهاء الحرب. ولكن خلال العام الماضي، تعرضت إدارة أوباما لضغط كبير من أجل تعديل المخطط عبر سحب الجزء الأكبر من الجنود عاجلاً وليس آجلاً. ولذلك، فإن أعضاء التحالف يعتزمون مناقشة وتيرة الانسحاب خلال قمة "الناتو" المقبلة التي ستعقد في شيكاجو خلال شهر مايو المقبل. وقد قال ساركوزي، الذي تحدث يوم الجمعة أمام دبلوماسيين أجانب، إنه سيتم تعليق التدريب الفرنسي وأنواع أخرى من المساعدة بشكل فوري ريثما تجرى مراجعة شاملة للمساهمة الفرنسية في أفغانستان. وعلى رغم أن دور فرنسا في أفغانستان كثيراً ما انتقد داخليّاً -ولاسيما منذ أن خفف ساركوزي من قوانين كانت تحد من مشاركة الجنود الفرنسيين في العمليات القتالية- إلا أنه لم يسبق أبداً أن كان موضع تساؤل بشكل جدي في البرلمان. ولكن ساركوزي اليوم يجد نفسه وسط حملة انتخابية، إذ يترشح لإعادة الانتخاب في انتخابات من جولتين مرتقبة في الثاني والعشرين من أبريل والسادس من مايو المقبلين. وأي تلميح إلى أنه لا يحمي الجنود الفرنسيين في الخارج يمكن أن يكون كارثيّاً بالنسبة لآماله في البقاء في منصبه لولاية ثانية. وفي هذا السياق، رد الخصم الرئيسي لساركوزي في الانتخابات، فرانسوا هولاند مرشح الحزب الاشتراكي، على مقتل الجنود الفرنسيين يوم الجمعة الماضي بقوله إنه سيقوم في حال انتخابه بسحب الجنود الفرنسيين من أفغانستان "في أسرع وقت ممكن، بنهاية 2012 على الأقـل". وقال: "لقد دامت هذه العملية لما يكفي من الوقت!". إدوارد كودي - باريس كيفن سيف - كابول ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©