الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوروبا.. عقوبات متوقعة ضد روسيا

31 أغسطس 2014 23:38
كارون ديمرجيان موسكو حذر مسؤول أوروبي رفيع يوم السبت من أن الأزمة في شرق أوكرانيا قد «تصل (قريباً) إلى نقطة اللاعودة» في وقت تنكبُّ فيه الدول الأوروبية على بحث إمكانية تشديد العقوبات ضد روسيا، ربما في غضون أسبوع إن لم تقع الاستجابة للمطالب الأوروبية لموسكو بتغيير سياستها تجاه الأزمة الأوكرانية. وقد شدد خوسي مانويل باروسو، رئيس المفوضية الأوروبية، على أن «الأوان لم يفت بعد على إيجاد حل سياسي» للقتال الدائر بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا، وذلك على رغم ظهور أدلة جديدة تؤكد دعم روسيا للمتمردين في شرق أوكرانيا. غير أنه أوضح أن الزعماء الأوروبيين «قاموا بإعداد بعض الخيارات» بشأن العقوبات، ليخلص إلى أنهم سيكونون «مستعدين لفرض جولة جديدة من العقوبات عقب التصعيد الأخير» وأي محاولات أخرى لزعزعة استقرار أوكرانيا. وقد أدلى باروسو بتصريحاته هذه يوم السبت بعد اجتماع عقده مع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، وأشار أيضاً في ذات المناسبة إلى أنه قد عبّر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن دواعي قلقه بشأن الأزمة في أوكرانيا خلال اتصال هاتفي أجراه معه يوم الجمعة الماضي. وفي التفصيل قال باروسو: «إن فتح جبهات جديدة واستعمال القوات النظامية الروسية أمر غير مقبول ويمثل انتهاكاً خطيراً»، مضيفاً أنه «يجب على روسيا ألا تقلل من شأن إرادة الاتحاد الأوروبي وتصمميه على التمسك بمبادئه وقيمه»، وهذه لهجة صارمة وتحمل رسالة واضحة للكرملين، مؤداها أن الأوروبيين قد عقدوا العزم على المضي قدماً في رفض أي دعم روسي للتصعيد المتواصل في شرق أوكرانيا. وبالفعل تعتبر تصريحات باروسو هذه من بين أقوى التصريحات الدبلوماسية التي صدرت عن الاتحاد الأوروبي ضد روسيا منذ أن قامت الدول الأعضاء بفرض عقوبات اقتصادية على هذه الأخيرة في يوليو الماضي، مستهدفة قطاعات الدفاع والطاقة والخدمات المالية بشكل خاص. ومن المحتمل أن تطال حزمة العقوبات الجديدة أيضاً، في حال فرضها، قطاعات واسعة أخرى من الاقتصاد الروسي أيضاً، وإن لم يقم الزعماء الأوروبيون بتقديم تفاصيل حول الخطوات التي كان يجري بحثها في يوم السبت. يذكر هنا أن المفوضية الأوروبية هي الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، وهي من يضع عادة كثيراً من السياسات المشتركة التي تلتزم بها الدول الأعضاء في الاتحاد. ودخل على خط توجيه الرسائل لروسيا أيضاً مسؤول آخر كبير في الاتحاد هو هيرمان فان رومبوي، رئيس المجلس الأوروبي، الذي قال إنه طلب من المفوضية «تقديم مقترحات (بشأن فرض عقوبات جديدة على روسيا) من أجل دراستها في غضون أسبوع». ومن الجدير بالذكر في هذا السياق أن المجلس يقوم بتوجيه المفوضية الأوروبية سياسياً. وكان الرئيس الأوكراني بوروشينكو ذهب إلى بروكسل يوم السبت من أجل الدعوة إلى اجتماع لرؤساء الدول والحكومات الأوروبية بهدف تشديد العقوبات ضد روسيا ومساعدة القوات الأوكرانية بمعدات عسكرية، في ضوء ما يصفه المسؤولون الأوكرانيون بالتوغلات التي قامت بها القوات الروسية في أراضيهم خلال الآونة الأخيرة. ومن اللافت في الفترة الأخيرة أن المتمردين الموالين لروسيا تمكنوا من استعادة بعض الأراضي خلال الأيام القليلة الماضية، بعد أسابيع من التراجع أمام تقدم القوات الأوكرانية. وقال بوروشينكو في بروكسيل: «لقد أضحت أوكرانيا اليوم عرضة لانتهاك عسكري أجنبي»، مجادلاً بأن الوضع في بلاده صار أسوأ مما كان عليه قبل بضعة أيام مضت، مضيفاً «إنه خطر كبير جداً ليس على السلام والاستقرار في أوكرانيا فحسب، ولكن بالنسبة لأوروبا كلها أيضاً». غير أن المسؤولين الروس ينفون بشكل متكرر الاتهامات التي تقول إن حكومتهم تقوم بإرسال أسلحة ومركبات عسكرية وجنود عبر الحدود لمساعدة الانفصاليين في أوكرانيا، ويقولون إن بعض الروس الذين يؤيدون قضية الانفصاليين قاموا بعبور الحدود كمتطوعين أفراد». وكان حلف «الناتو» قد أشار هو أيضاً إلى أدلة قدمتها السلطات الأوكرانية إضافة إلى صور بالأقمار الاصطناعية لتأكيد دعوى كون روسيا تقوم بتزويد الانفصاليين بمعدات عسكرية وإطلاق النار على القوات الأوكرانية -بما في ذلك من داخل أوكرانيا نفسها. وفي يوم الجمعة، أدلى بوتين بتصريحه الأكثر وضوحاً دعماً للانفصاليين، حيث أشاد بهم باعتبارهم «ثواراً» يقاتلون جيشاً شبّهه بالغزاة النازيين خلال الحرب العالمية الثانية. ويأتي تصريح بوتين بعد يوم على إعلان الحكومة في العاصمة كييف أن جنوداً ودبابات ومدفعية ثقيلة من روسيا بدأت تعبر الحدود نحو الأراضي الأوكرانية بهدف مساعدة الانفصاليين على وقف التقدم والمكاسب العسكرية التي حققتها القوات الحكومية الأوكرانية خلال الأيام الأخيرة. وفي هذه الأثناء، أكد بوروشينكو للزعماء الأوروبيين يوم السبت أن أوكرانيا تعتزم المصادقة على اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي في شهر سبتمبر. هذا ومن المحتمل أن يبحث البرلمان الأوكراني أيضاً مسودة قرار جديد لإلغاء «وضع عدم الانضمام إلى أي تكتل» الذي يمنع البلاد من الانضمام إلى تحالف عسكري مثل «الناتو». ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الأوكراني أيضاً إن ذلك يمكن أن يعبّد الطريق أمام سعي أوكرانيا للحصول على عضوية حلف «الناتو». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©