الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

اختصاصيون وأولياء أمور يدعون الأسر إلى متابعة الأطفال ومراقبتهم

15 أغسطس 2011 01:21
دعا اختصاصيون وأولياء أمور في الشارقة، إلى متابعة الأطفال، وعدم تركهم بمفردهم، بعد تكرار وقوع حوادث راح ضحيتها أطفال لم تتجاوز أعمارهم عشر سنوات. وحمل الاختصاصيون الأسرة المسؤولية بالدرجة الأولى، مطالبين الأسر بالانتباه لأبنائها، وعدم تركهم بمفردهم دون التأكد من عدم وجود مصادر للخطر حولهم، فضلاً عن ضرورة متابعة ما يشاهدونه في التلفاز أو الحاسوب، ليكون متناسباً مع أعمارهم وإدراكهم. وشهدت إمارة الشارقة عدة حوادث خلال الأيام القليلة الماضية؛ كان أبرزها وفاة الطفل طه “4 سنوات” من إحدى الجنسيات العربية دهساً بعد أن صدمته سيارة سحب مدفع الإفطار في الشارقة، كما توفي الطفل محمد “4 سنوات” أيضاً غرقاً في حمام سباحة بإحدى الفلل السكنية بمنطقة النوف، في حين تكررت حوادث سقوط الأبواب على الأطفال أثناء اللعب. وكان من بينها الطفل سعيد 6 سنوات في مدينة الذيد، وآخرها الطفلة عنود التي ترقد في مستشفى القاسمي حالياً. وقالت فاطمة سليم عبد الرحمن، ربة منزل في الشارقة ولديها ثلاثة أبناء تتراوح أعمارهم بين الثالثة والعاشرة، إن الحوادث التي تنتج عنها وفاة طفل أو إصابته بإصابات كبيرة، تكون مؤلمة لكل من يسمعها وأكثر إيلاماً وتأثيراً على أهله. وأضافت أنها حريصة كل الحرص على تقديم كل الرعاية لأبنائها، والتركيز معهم في كل خطواتهم، ومتابعتهم بصورة مستمرة سواء من خلال تصرفاتهم في المنزل أو عند الخروج للشارع العام، وذلك لتجنبهم التعرض لأي مكروه. وتابعت: “انه لا يمكن لأي أحد أن يتخيل أن هناك إهمالاً مقصوداً من قبل أولياء الأمور يكلف الأطفال حياتهم أو يعرضهم لإصابات، وإنما ما يتعرضون له يكون من إرادة الله، إلا أن الحرص يكون مطلوباً في كل حال من الأحوال”. بدورها، أشارت شيرين فؤاد، تعمل في إحدى الدوائر الحكومية بالشارقة وهي أم لطفلتين، إلى ضرورة أن تكون هناك مسؤولية أكبر من قبل بعض أولياء الأمور تجاه أبنائهم، خصوصاً الأطفال منهم ممن لا يعون حجم المشكلة التي قد يتعرضون لها حال تركهم دون رقابة. وأضافت أنها تلاحظ وجود بعض الإهمال أو عدم الانتباه بالصورة الكافية من قبل قلة من أولياء الأمور بأن يتركوا لأطفالهم الحرية الكاملة في التحرك في الأماكن العامة والحدائق الرئيسة، وكذلك النزول من المنزل لشراء بعض الحاجيات، ومن ثم يتوجه الأطفال بدورهم للشارع العام ما قد يعرضهم لحوادث مميتة. من جهته، أوضح ماجد عبد الجواد، محاسب في إحدى الشركات الخاصة، أن الحوادث التي يتعرض لها الأطفال تكون خارجة عن إرادة الجميع، وتقع نتيجة لجهل الأطفال من خلال إقدامهم على أفعال خطيرة كمحاولة تقليد لقطة شاهدها في التلفزيون مثل السقوط من أعلى أو النزول في حمام سباحة بعد أن يغافل أهل منزله سواء خلال ساعات النوم أو انهماكهم عنه في أمر ما، وغيرها الكثير من الحوادث التي تكون ذات نهاية مؤلمة. ولفت إلى أن جاره سبق أن فقد ابنه صاحب الخمس سنوات غرقاً في حمام سباحة تابع للمنزل، وتأثر بفقده كثيراً، إلا أن الله أكرمه بثلاثة أبناء بعد ذلك، وكان حريصاً على متابعتهم بصورة كبيرة في كل تحركاتهم. وذكر أن الجميع يدرك تماماً أن مستوى الحركة لدى الأطفال أصبح كبير جداً، وأصبحوا يرغبون في معرفة كل ما يدور حولهم ما يعرضهم للكثير من الحوادث سواء المنزلية مثل الحرق أو الحوادث المرورية، بعد أن يغافلوا أولياء أمورهم ويقدمون على فعل حركات لا يدركون مدى خطورتها على حياتهم. وكانت وداد لوتاه الموجهة الأسرية في محاكم دبي أكدت في السابق أن هناك بعض الحالات من الحوادث التي تحدث للأطفال يكون فيها إهمال من قبل الأسرة كأن يتركوهم بمفردهم في المنازل، ما قد يعرضهم للسقوط من الشرفات أو ارتكاب أعمال قد تؤدي إلى حرائق أو أي حوادث منزلية أخرى. وأضافت أن من بين الأمور التي يكون أولياء الأمور مقصرون في تربية الأبناء، تركهم لفترات طويلة ليكونوا عرضة للإعلام المرئي يتأثرون به ويقلدون أبطال مسلسلاته الخيالية بالقفز من فوق مرتفعات، معتقدين في مخيلتهم البريئة أن ما يرونه هو الواقع. وذكرت أن الدور الأكبر في مسألة حماية الأطفال من خطر تعرضهم لمكروه يقع على الأسرة باعتبارها الجهة الأولى المسؤولة عن رعايتهم وتوجيههم وتعريفهم بأن هناك أخطاراً يجب الابتعاد عنها مثل الأبواب الحديدية وحمامات السباحة المكشوفة، وكذلك فتح حوارات معهم حول الواقع والممكن، خصوصاً في ما يتعلق بمتابعتهم لأفلام الحركة والخيال العلمي غير الواقعية. ولفتت لوتاه إلى أن المرحلة العمرية من الرابعة وحتى السابعة، تعتبر من أهم المراحل التي يقوم فيها الطفل بالتقليد الأعمى للشخصيات. وبيّنت أن الحوادث المنزلية مع الأطفال كثيرة في ظل التطور الحالي والمرتبطة بالكهرباء والغاز الطبيعي وإشعال النيران والسقوط في الحمامات، وغيرها وهو ما استوجب اهتماماً كبيراً من أولياء الأمور لكي يتعرض أبناءهم لأي مكروه. أكد الدكتور ساتيش كرشنا استشاري جراحة الأعصاب في مستشفى القاسمي بالشارقة، أنه نظراً لحداثة السن، فإن الحالات تكون عرضة لإصابات بالغة، وتتعرض للكثير من الجسور في العظام وفي أحيان كثيرة يحدث نزيف داخلي. وأضاف أن على أولياء الأمور سرعة الذهاب لأقرب مستشفى حال تعرض أبناؤهم لحوادث سواء منزلية أو في الشارع، وذلك للاطمئنان عليهم والتأكد من عدم تعرضهم لنزيف داخلي، خصوصاً أن الأطفال لا يدركون أحياناً تعرضهم لنزيف أو كسور ما يتسبب بآثار سلبية لهم على المدى البعيد. وناشدت شرطة الشارقة أولياء الأمور ضرورة الانتباه لأطفالهم أثناء وجودهم بالقرب من الشوارع العامة وتأمين سلامتهم والانتباه لحركاتهم المفاجئة، ومنعهم من الاندفاع إلى الطريق بمفردهم مما يمكن أن يعرضهم إلى الخطر ويؤدي بوقوع مثل هذه الحوادث.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©