الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السؤال عن الراتب يستفز الموظفات ويثير الأعصاب

السؤال عن الراتب يستفز الموظفات ويثير الأعصاب
23 يناير 2012
كرم الإسلام المرأة ورفع من قدرها، وكفل لها الحقوق، وحرية التصرف في مالها من الحقوق التي كفلها الإسلام للمرأة، ولم يوجب عليها نفقة في بيت أبيها ولا في بيت الزوجية، كما أباح لها العمل في الميادين النسائية، كتعليم وتطبيب وتمريض بنات جنسها. وانخرط كثيرمن النساء في العمل في هذه الميادين، ودخلن سلك التوظيف، غير أن بعض أصحاب النفوس الضعيفة يجدون أن المرأة ليست أهلا لتملك الأموال، ولا يحق لها التصرف فيه.ولذلك حين يقترب الأب أو الزوج من سؤال العاملة كم الراتب؟ نجد البعض منهن يلذن بالصمت، ولا يردن البوح بالمبلغ الذي يدخل في حسابهن الخاص نهاية الشهر، ويجدن أن هذا السؤال يرفع ضغطهن ويستفز أعصابهن. هذه حال بعض الموظفات كلما سألها أحد عن راتبها، حيث تحمر وجنتيها وتتغير تعابير وجهها وتلوذ بالصمت الطويل وتلتفت يمينا ويسارا هروبا من عدم الإجابة على هذا السؤال، لأنها ترى أن الراتب من حقها وليس لأحد أن يسألها حتى لو كان رفيق دربها أو والدها. وتذكر منى جاسم موظفة تعمل في إحدى الجهات الحكومية إنها بعد زواجها بمن أحبته أول سؤال بادرها زوجها هو كم راتبك ؟. وتصمت منى لحظات وتتابع في بادئ الأمر اعتقدت زوجي إنه يريد أن يعرف كل صغيرة وكبيرة عن راتبي وأين يصرف وكم يتبقى منه نهاية الشهر لكن كل تلك الأفكار والهواجس تحولت إلى هم على قلبي فهو يريدني أن أساهم معه في أمور حياتنا الزوجية ونفقاتها، مبينة منذ البداية أكدت لزوجي إن هذا راتبي ولا يحق له أن يطلب مني المساهمة، وإن قمت بذلك فإنه من طيب خاطري ورغم مرور 8 سنوات على زواجنا إلا إنه حتى الآن لا يعرف حتى رقم حسابي. راتبي ملك لي لكن سمية راشد، مهندسة ديكور، بعد تخرجها من الجامعة ودخولها في معترك العمل وجدت وظيفة ذات راتب عال . وتقول: على الرغم من مرور 3 سنوات بالوظيفة إلا أن والدي لم يتفوه بكلمة واحدة يسألني عن مرتبي الشهري أو كم يوجد في حسابي منذ لحظة تعيني، مبينة أن والدها لا يحتاج إلى دخلها نظرا لمستوى المعيشة كما أنه لا يقبل أن أدفع فلساً من راتبي لأسدد به فاتورة هاتف المحمول وملابسي ومصروف سيارتي. تجربة وترى المُدرسة ربى من خلال تجربتها أن راتب الموظفة قد يكون نعمة كبيرة إذا كانت هذه الأسرة بحاجة إليه كمصدر دخل إضافي، خاصة إذا كانت هذه الأسرة تواجه ظروفاً صعبة وتستعين براتب الزوجة لسد الفجوات المالية الضرورية هنا وهناك. ومن وجهة نظرها تقول إن هذا الراتب قد يكون نقمة كبيرة إذا كان الزوج يعتمد عليه كمصدر رئيسي لإعالة أسرته، فمنذ زواجي لا زال يسأل زوجي عن مبلغ الراتب الذي أتقاضاه، وبرغم إنه لم يحصل على إجابة واحدة مني، إلا إنه دائم السؤال عنه. وتبرر ربى عدم إجابتها عن السؤال حول حجم راتبها: لو قلت لزوجي فسيطلب مني المشاركة في تحمل مسؤوليات البيت، والصرف على مطالبي الشخصية إلى جانب المشاركة في قسط المدارس، وهذا ما لا أتحمله أو أقبل به، فراتبي لي وحدي، وإن شاركت فهذا من طيب خاطر وغير مجبره عليه من جانبها تراجعت سهى رشوان، موظفة عن أمر خطبتها، حين علمت إن من تقدم لخطبتها بدلاً من أن يسأل عن حسبها ونسبها ومستواها التعليمي، سأل في بادئ الأمر عن راتبها . وتقول: تقدم أحدهم لخطبتي وظننت أنه يحبني كثيراً وبخاصة عندما استمعت إلى أخواته إنه مُصر على الاقتران بي كزوجة المستقبل ويريد إتمام الزواج بسرعة، لكن عندما حادثني بعد الخطبة عن المؤسسة التي أعمل بها ومستوى الراتب الذي أتقاضاه، وحين علم رفضي التام عن مشاركته في الحياة الزوجية براتبي تراجع قيلا عن الارتباط بي مدعيا إنه يريد زوجة تشاركه معترك الحياة لا أن تكون هما آخر يتحمل تكاليفها من الألف إلى الياء، هنا وجدت سهى إن هذا الزوج لا يناسبها وفضلت فسخ الخطبة بدل الزواج. شريك الحياة إن كانت هناك موظفات يرفضن البوح لأزواجهن أو ولي أمرهن كم يحصلن على الراتب، فإن البعض منهن لا يشكل هذا السؤال أي أهمية تذكر في حياتهن، والموظفة فاطمة درويش واحدة من الموظفات المتزوجات تجد الحياة شراكة بين الأزواج بقولها: راتبي يكفي لقضاء متطلباتي الشخصية، كما إنني أساعد زوجي في بعض الأمور المشتركة، حيث كل واحد منا يساعد الآخر في متطلباته الحياتية. وتتفق في الرأي الموظفة أمل راشد مع كلام فاطمة مشيرة إلى أن التفاهم بين الزوج والزوجة تجاه الراتب يجنب المشاكل. وتقول: أنا أتسلّم راتبي وأتقاسمه مع زوجي لشراء حاجيات المنزل والأطفال وكل ما تحتاجه الأسرة ولا ينقصنا شيء والحمد لله وليس هناك هدف سوى الارتقاء بمستوى حياة الأسرة نسعى إليه من خلال العمل. وبينت أن المرأة بيدها أن تحيل الراتب إلى نعمة أو نقمة حيث إن بعض الموظفات يعرفن كيف يرضين أزواجهن من خلال إنفاق ما تكسبه في أمور مفيدة وتبدو محسوسة للأسرة، فالمرأة تغيب عن البيت وتذهب للعمل ليس سوى لتنفع أهل بيتها سواء زوجها أو أطفالها أو حتى نفسها. وتضيف أما إذا خرجت المرأة للعمل ساعات خارج المنزل وتعود لتنفق ما تكسبه فقط على نفسها وشؤونها الخاصة وخاصة فيما لا يفيد هنا من حق الزوج أن يغضب على التبذير وعدم تعاون زوجته. نظرة أخرى في المقابل يصنف صلاح الطيب، رب أسرة، نظرة الرجال الراغبين في الزواج من المرأة العاملة إلى تصنيفات عدة منها: هناك من يرغب في الزواج من موظفة طمعاً في مالها أو راتبها ويعتبرها كمصدر دخل ثابت، تدر عليه دخلاً شهرياً من غير كد أو تعب، وهناك من يستغل راتب الزوجة لتحقيق أحلامه الشخصية كشراء سيارة فارهة لا يستطيع أن يشتريها من راتبه أو شراء مسكن خاص به مستغلاً بذلك طيبة زوجته. وحسب الطيب فهناك من يريد من زوجته بل يلح عليها بالمشاركة في كل مصروفات المنزل من أثاث وغيره، وهذه المشاركة يريدها مناصفة أن تدفع الزوجة نصف التكاليف وقد تزيد لدى البعض.وهناك أزواج أفضل يريدون من الزوجة الموظفة أن تكفيهم طلباتها الشخصية فقط والمشاركة في تلبية طلبات أولادها وهذه الفئة نوعاً ما عادلة.أما الأزواج المثاليون كما يقول الطيب، فإنهم لا يطالبون الزوجة بأي شيء، بل يدعون المجال متروكاً أمامها إن شاءت شاركت برضاها وطيب خاطرها معه في تلبية طلباتها وطلبات أبنائها وان شاءت تركت”. حب وتفاهم الحياة الزوجية تبنى على الحب والتفاهم فالزوجة لها مطلق الحرية في راتبها، ولا أعتقد أن الزوجة ستبخل على بيتها لأن هذا مملكتها التي تحب أن تستمر، إلى ذلك يجد أحمد محمد استشاري أسري، بعض الأزواج يتمادون في ذلك بجعل كل مصاريف البيت على المرأة ويعتاد بعض الأزواج على ذلك، وهذا تخاذل منهم عن القيام بمسئولياتهم وقد تضطر الزوجة أن تفعل ذلك إرضاءً لزوجها وبعضهن ينفقن وفق حدود وهي تراقب وتدقق خوفا من ضيفه جديدة قد تحل على المنزل، وتسلب كل ما تملكه هذه الزوجة وبعضهن قد يتركن الإنفاق لأزوجهن ولا يقتربن من راتبهن مطلقا، ويضيف” الراتب أصبح الشغل الشاغل للكثيرين. ويعتقد أنه من حق الزوجة في المرتبة الأولى وأن موضوع مساهمتها في البيت لا يجب أن تكون مفروضة عليها، ويجب أن يترك الأمر للاتفاق بين الزوج والزوجة، ومن المعروف أن مال المرأة من أي جهة من حقها ولا يوجد سبب مقنع لفرض أي شيء عليها، وإنما يجب أن يكون هذا بالتفاهم بينها وبين زوجها وألا يستغل هذا بعض الأزواج بأن يعطيها حق العمل مقابل أخذ راتبها أو بعض منه.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©