الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«مصير الأسد» يعكر المفاوضات السعودية الروسية

«مصير الأسد» يعكر المفاوضات السعودية الروسية
11 أغسطس 2015 23:58
موسكو (وكالات) تمسكت المملكة العربية السعودية أمس بموقفها إزاء رفض أي دور لبشار الأسد في مستقبل سوريا وكذلك التعاون مع نظام دمشق في إطار تحالف تقترحه روسيا لمواجهة تنظيم «داعش» لتنتهي المفاوضات بين وزيري الخارجية عادل الجبير ونظيره سيرجي لافروف في موسكو إلى فشل واضح في تذليل الخلافات العميقة حول سبل إنهاء النزاع المستمر للعام الخامس على التوالي. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اطلق في نهاية يونيو فكرة إنشاء تحالف واسع يضم خصوصا تركيا والعراق والسعودية وكذلك جيش النظام السوري لمكافحة تنظيم «داعش» بشكل أفضل باعتباره العدو الذي يجب محاربته. وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع الجبير «إن الأمر لا يتعلق بتشكيل تحالف تقليدي بقائد أعلى وقوات مسلحة تطيعه، بل بتنسيق تحركات الذين يحاربون الإرهابيين أصلا (أي الجيشين السوري والعراقي والأكراد) ليدركوا مهمتهم الأولى وهي مكافحة التهديد الإرهابي ويضعوا جانبا تصفية حساباتهم، في حين أنه خلافا لتنظيم داعش لا يهدد الأسد أي بلد مجاور». لكن الجبير كان حازما في الرد بتأكيده على أن موقف بلاده لم يتغير، وهو أنه ليس هناك مكان للأسد في مستقبل سوريا، محملا إياه مسؤولية ظهور تنظيم «داعش»، وأنه فضل توجيه سلاحه ضد شعبه وليس ضد التنظيم، وقال «الأسد يشكل جزءا من المشكلة وليس من الحل لهذه الأزمة». وأضاف معلقا على الاقتراح الروسي بشأن التحالف «السعودية لن تتعاون مع النظام في دمشق.. هذا مستبعد وليس جزءا من خططنا، والمملكة تشكل أصلا جزءا من التحالف القائم حاليا بقادة الولايات المتحدة ضد داعش». وإذ أكد الجبير ولافروف مناقشتهما التقريب بين جماعات المعارضة السورية المختلفة لتحسين فرصها في مواجهة «داعش» وتعزيز التنسيق في المحادثات السياسية الدولية بشأن حل الصراع، إلا أن التوتر بدا واضحا في كثير من الأحيان خلال المؤتمر الذي أقر فيه وزير الخارجية الروسي صراحة «أن الخلافات مستمرة بين الدولتين، وأن مصير الأسد جزء من هذه الخلافات». وأعاد لافروف التأكيد على أن الشعب السوري وحده يمكنه تقرير مصير الأسد. وقال «القرار حول كافة قضايا التسوية ومن بينها ما يتعلق بإجراءات المرحلة الانتقالية والإصلاحات السياسية، يجب أن يتخذه السوريون أنفسهم، بما يتناسب مع اتفاق جنيف-1»، وأضاف إن موسكو ستجري محادثات منفصلة مع ممثلي المعارضة السورية ومن بينها الائتلاف الوطني السوري والاتحاد الديمقراطي الكردي السوري في الأيام المقبلة. في المقابل، شدد الجبير على أساس الحل السلمي لإعلان جنيف-1 الذي يتضمن تشكيل مجلس انتقالي واسع الصلاحيات ورحيل الأسد، وشدد على أن أي توقعات أو تصريحات أو تعليقات في وسائل الإعلام أو من قبل مصادر مجهولة عن تغير في موقف المملكة تجاه سوريا لا أساس لها وغير صحيحة. وقال «نؤمن أن الأسد انتهى..إما سيرحل عبر عملية سياسية من أجل حقن دماء السوريين وإما في سياق العمليات العسكرية ونحن نأمل في أن يستطيع المجتمع الدولي أن يجد وسيلة لإخراجه عبر عملية سياسية تقلص سفك الدماء وتقلص الدمار وتحافظ على المؤسسات الحكومية والعسكرية للحفاظ على سوريا ما بعد الأسد». وعلى الرغم من التباين حيال الأزمة السورية، إلا أن الجبير وصف مباحثاته مع نظيره الروسي بأنها شاملة ومثمرة واتسمت بالصراحة والوضوح في كل المواضيع، مؤكدا رغبة بلاده في تطوير العلاقات في المجالات كافة، وواصفا الزيارة التي قام بها ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان لروسيا في يونيو الماضي بأنها محورية ساهمت في وضع أسس متينة للعلاقات الثنائية. فيما جدد لافروف الدعوة المقدمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لزيارة روسيا، معربا عن إيمانه بان هذه الزيارة ستعطي دفعة قوية للعلاقات الثنائية في المجالات كافة. وشدد الجبير على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الخاص باليمن، موضحا أن المملكة ستتعاون مع روسيا في سبيل معالجة الأزمة الإنسانية هناك. بينما قال وزير الخارجية الروسي «إنه اطلع الوفد السعودي على تفاصيل لقاءات مع ممثلي القوى اليمنية»، مشيرا إلى أهمية مواصلة العملية التفاوضية من أجل التوصل إلى تسوية هناك. ودعا الجبير إلى ضرورة تطبيق برنامج الإصلاحات السياسية في العراق وتمكين جميع الفئات العراقية في المشاركة السياسية بدون انتقاص من حقوقهم على أساس المساواة والتكافؤ. بينما أشار لافروف إلى أن المباحثات تناولت تطورات الوضع في العراق وليبيا وكذلك الوضع في الخليج على ضوء الاتفاق النووي بين مجموعة الدول (5+1) وإيران، معربا عن أمله في أن يسهم الاتفاق النووي في إطلاق الحوار بين دول مجلس التعاون الخليجي وطهران. وأعرب الجبير عن تقدير الدول العربية للموقف الروسي المبدئي المؤيد لحقوق الشعب الفلسطيني وضرورة تحقيق التسوية على أساس قيام دولة فلسطينية تعيش بسلام وأمان إلى جانب إسرائيل. بينما أكد لافروف تطابق آراء الجانبين حيال عملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أهمية استئناف العملية التفاوضية وضرورة انخراط جامعة الدول العربية في جهود اللجنة الرباعية لتحقيق التسوية على أساس مبادرة السلام العربية. وأكد وزير الخارجية السعودي أن بلاده تسعى لشراء أفضل نماذج الأسلحة في العالم لتعزيز قدراتها الدفاعية، ولذلك ترغب في شراء بعض الأسلحة المميزة في روسيا، وقال «هناك مباحثات بين البلدين والمسؤولين في القطاع العسكري في الحكومتين حيال التعاون العسكري وكيفية تكثيفه، وهناك عدد من الأنظمة الروسية التي تنظر إليها المملكة الآن وتبحثها مع الجانب الروسي بما في ذلك نظام «إسكندر» بالإضافة إلى أنظمة أخرى». مضيفا أن وزارتي الدفاع تواصلان المفاوضات بشأن صفقة أسلحة محتملة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©