اتجهت الخلافات بين رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون والشرطة إلى التصعيد، حيث قال هيو أوردي رئيس هيئة قادة الشرطة، إن اللجوء إلى السياسة الداخلية سيكون أفضل لبريطانيا، في انتقاد واضح لتوظيف كاميرون للقائد السابق لشرطة نيويورك بيل براتون كمستشار لدى الشرطة البريطانية للمساعدة في الوصول إلى أفضل الطرق في التعامل مع العصابات ومثيري أعمال الشغب التي هزت عدة مدن بريطانية. في غضون ذلك، تعهد كاميرون بـ”عدم التسامح” مع مثيري أعمال الشغب في وقت يمثل فيه اثنان من المشتبه بهم أمام القضاء على خلفية مقتل 3 رجال خلال تلك الاضطرابات. وقال أوردي لصحيفة “الإندبندنت” أمس الأول، “لست على يقين من أنني أريد أن أعرف شيئاً عن عصابات في منطقة في أميركا لديها 400 منها”. وأضاف “يبدو لي أن وجود 400 عصابة يعني أنك لست فعالاً جداً. وإذا نظرتم إلى أسلوب الشرطة في الولايات المتحدة ومستويات العنف فهي تختلف اختلافاً أساسياً عن هنا”.
وعاد الهدوء إلى إنجلترا بعد 4 أيام من أعمال الشغب وموجة العنف التي ضربت لندن وبرمنجهام ومانشستر وليفربول ونوتنجهام ومدنا بريطانية أخرى عديدة. ونجحت الحملات التي أطلق عليها “المحال المسروقة” وبعض مواقع الانترنت وشاشات الفيديو التي تظهر وجوه الناس، في نشر صور المشتبه بهم بينما ما زال الرأي العام مستاء من أعمال الشغب غير المسبوقة. واعتبر كاميرون أعمال الشغب تلك نقطة تحول في التاريخ البريطاني، وقال كاميرون إن أعمال الشغب والنهب والحرق “ستغير الامور بالتأكيد”، معتبراً أنها “حدث كبير في حياة الأمة”.
الا أن مسؤولي الشرطة البريطانية ليسوا في مزاج جيد لسماع مثل هذه التصريحات. وأشار مفوض نيابة شرطة “سكوتلنديارد” تيم جودوين إلى “التناقضات في المواقف بشأن مدى الصرامة التي يفترض أن تعتمدها الشرطة خصوصاً بعد المعلومات عن أخطاء في احتجاجات قمة العشرين في 2009. وأوضح أن “وجهات النظر التي نسمعها الآن مختلفة قليلاً عما كنا نسمعها منهم من قبل”. وقالت الشرطة البريطانية إنها اعتقلت أكثر من 2140 شخصاً بينهم حوالى ألف شخص وجهت إليهم اتهامات رسمياً. وقال ضابط بريطاني رفيع المستوى انه يتوقع تحويل نحو 3 آلاف شخص إلى المحاكم على خلفية أعمال الشغب.
عدد اليوم
