الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

خروج عن النص - محمد عيسى

16 أكتوبر 2006 01:57
من الذكريات الجملية، والمواقف المميزة التي تعكس عمق الترابط والتلاحم الذي نعيشه في خليجنا العربي مشهد التقطته عدسات المصورين في دورة كأس الخليج العربي الرابعة بقطر يجمع مشجعي منتخبنا الوطني ومشجعي المنتخب العماني وقد جلسوا جميعاً جنباً الى جنب، وفي مكان واحد ارتفع منه علما الإمارات وعمان، وكانت تلك المباراة هي اول لقاء يجمع منتخبنا بالمنتخب العماني، فعكس المشهد درجة التقارب والترابط الذي يعيشه الشعبان، مجسدا أحد اهم أهداف الدورة· وما جعلني أسترجع مشهدا مضى عليه زهاء ثلاثين عماماً ما شاهدته وتعرضت له من الأشقاء العمانيين في مجمع السلطان قابوس خلال مباراة منتخبنا الوطني مع عمان، وما رافقتها من أحداث خارجة عن النص لا تمت للرياضة بصلة بدرت من العمانيين تجاه ضيوفهم· إننا نتفق ونؤكد على ان ما حدث من تصرفات طائشة ما هو إلا تصرفات فردية غير مسؤولة، وستبقى علاقتنا أكبر من نطاق تفكير هذه القلة التي لن تستطيع أن تنال من عمق العلاقات التي تربطنا وتجمعنا، فالاستقبال وما لقيناه من المسؤولين ومن رافق البعثة والعقلاء كان عزاءنا في كرم الضيافة غير اللائق الذي لقيناه من الجماهير العمانية التي لا تمثل إلا أشخاصها، وهو ما جعلني أتحرى وأبحث عن سبب هذا التحول الجذري في العلاقة، وأول خيط أمسكته كان من زميلة لى متمرسة على الإبحار في المواقع الإلكترونية والساحات والمنتديات الحوارية، وقد فاجأتني بأن حملة تحريض ضد جماهيرنا قد انطلقت منذ أكثر من اسبوع على بعض المواقع الإلكترونية والمنتديات التي حمي وطيس الحرب فيها يوم المباراة!!وقد أصبت بالدهشة من ذلك وواصلت رحلة البحث عن السبب في التحول الجذري بين جماهيرنا والجماهير العمانية، الى أن جاءني الجواب من زميل آخر التقيته بالصدفة في أحد المراكز التجارية بدبي بأن الشرارة الأولى قد انطلقت من اللقاء الأول عندما خرجت فئة من جماهيرنا عن النص وتصرفت بطريقة لا تليق، فجاء الرد من منطلق المعاملة بالمثل!! إننا هنا لا نبحث عن المتسبب ومن هو صاحب الشرارة الأولى بل هدفنا احتواء الازمة، لأن الرياضة لا يمكن أن تقاس بالفعل وردة الفعل وخاصة الجماهير التي غالباً ما تقودها الاهواء والعواطف والانفعالات· مجرد رأي إن توتر العلاقة بين الجماهير لا يعكس بالتأكيد الواقع والعلاقة الوطيدة التي تربطنا بالأشقاء على أرض الواقع، ويجب أن تكون جماهيرنا العاقلة أكبر من أن تنساق خلف الخارجين عن النص، بل يجب أن تتكاتف وتتعاون لضرب هذه الفئة بيد من حديد، وإذا كان اللقاء الأخير بين منتخبنا وعمان عكس صورة مشوهة للعلاقة الحقيقية يبن الجماهير بالبلدين فما أتمناه وأدعو له أن تكون مباراة افتتاح كأس الخليج المقبلة مناسبة لإعادة المياه الى مجاريها ونبذ الفرقة والتعصب الأعمى الذي تثيره فئه لا تدرك معنى الرياضة، وأن تعيد الجماهير اللوحة الرائعة التي بدأت معها أول مباراة تجمع منتخبنا بشقيقه العماني· ورمضان كريم··
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©