الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أساليب تشكيلية بأنامل الطفولة تعرض الحياة الإماراتية المتنوعة

أساليب تشكيلية بأنامل الطفولة تعرض الحياة الإماراتية المتنوعة
15 أغسطس 2011 00:24
يستمر في بيت السركال في منطقة التراث بالشارقة القديمة معرض نتاجات الدورة الثانية لـ”صيف الفنون” الذي أقامته إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة خلال الفترة من مطلع يونيو الماضي وحتى العاشر من الشهر الجاري واشتمل على نتاجات دورات وورش عمل فنية تضمنتها الفعاليات التي شارك فيها 2500 منتسب من الجنسين. وتوزعت نتاجات المعرض على الرسم بأنواعه والنحت والخزف والتصوير الفوتوغرافي كما توزعت على ردهات بيت السركال العلوية منها والسفلية، بدءا من رسومات الأطفال من سن الثامنة وما حولها، حيث يجد المرء في هذه الرسومات، التي تمّ تنفيذ أغلبها بالألوان الخشبية، ما هو متوقع وأيضا ما هو غير متوقع ليس بسبب حضور تلك “اللا مصداقية الفنية شديدة العفوية” في بعض هذه الرسومات فحسب بل لغرائبيتها وللحضور الخجول للمنظور الفني فيها. وعلى العكس من الأعمال التي تنتمي للخزف والرسم بالزيت، تكاد تخلو أعمال الأطفال في تعرفهم على التعبير عن أنفسهم برسم أشكال من البيئة بمفرداتها المحلية الإماراتية فقد امتلأت هذه الرسومات بأفكار وتصورات عن أنفسهم منقولة إليهم من خلال الأسرة أو من خلال أقرانهم، وهكذا بوسع المرء أن يجد تلك التعبيرات البسيطة عن الانتماءات فيدرك أن هذا الطفل من الإمارات أو من هذا البلد العربي أو ذاك. ومن دون إفراط في التأويل فإن هذا النوع من الرسومات ربما يشكل حقلا معرفيا تُستنبط من خلاله الكيفيات التي تتشكل منها “الهويات” و”العصبيات”. لكن هذا الأمر ليس هو كل شيء في رسومات الأطفال حيث توجد هناك العديد من الرسومات التي يبدو فيه الإنسان أكثر تصالحا مع العالم ومع الطبيعة بشكل مدهش حتى لو حملت هذه الرسومات تعبيرات عن ذلك وفقا لما يعرف الطفل ولما يمكن أن تمنحه له مخيلته الصغيرة أكثر مما هي تعبيرات عن ما يعرف الطفل حقيقة، أي أن هناك مسافة تفصل الخبرة عن المعرفة. أما تلك النتاجات الفنية التي تنتمي إلى فن الخزف فهي ترى في البيئة الإماراتية مجالا حيويا خصبا ليس بوصفها وسيطا فنيا للتعبير عن الذات فحسب بل أيضا لأن مفرداتها تمثّل تمرينا شاقا على اكتساب المهارات في هذا الفن الصعب إذ تكاد هذه الأعمال تخلو من القطع الفنية ذات الطابع الأكاديمي المحض، وذلك على النقيض من اللوحات الزيتية، حيث يحضر الدرس الأكاديمي الفني بكل ضروراته التي تستهدف اكتساب الخبرة والمعرفة في فن يحتاج إلى الممارسة ومراكمة الخبرة لإدراك التعبير الفني عن الذات بأقرب ما يكون إلى إحساس الفرد المنتج بذاته. غير أن الرسومات الغرافيكية بحجمها الكبير والموّحد تقريبا تتخذ من مدارس فنية حداثية تمرينا خاصا بها، وخاصة ما يتعلق منها بالمدرسة التجريدية التعبيرية في الفن من جهة معالجة المضمون ومن مدرسة فن الملصقات الروسية في أسلوبية طرح المضمون حيث حدة الخطوط وقوتها تصنع تباينا جماليا بين الأبيض والأسود اللذين انشغلت بهما اللوحات. وبالإضافة إلى ذلك، هناك نتاجات متعددة المدارس والأسلوبيات في لوحات الحروفية العربية، حيث أعطت الكثير من بين هذه اللوحات للتزيين قيمة رفيعة تعادل ما هو مخطوط من آية قرآنية أو حكمة أو شعر أو سوى ذلك من مأثور القول حتى أن الناظر إلى بعضها يظن أنْ لا مركز فنيا للوحة هي المنفذة غالبا وفقا لقواعد هندسية صارمة بعينها. وأخيرا هناك الصور الفوتوغرافية، والتي من بينها ما يتم عرضه لأول مرة.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©