الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

دراسة تشيد بدور «كلمة» في نقل المنتج الثقافي الإيطالي إلى العربية

دراسة تشيد بدور «كلمة» في نقل المنتج الثقافي الإيطالي إلى العربية
15 أغسطس 2011 00:23
في دراسة صادرة بالفرنسية برعاية مؤسسة “ترانس يوروبيان” بباريس وجامعة الدراسات الشرقية بنابولي “الأورينتالي” تحت عنوان “الترجمة من الإيطالية إلى العربية”، تناولت الباحثة الإيطالية كِيارا ديانا إنجازات مشروع كلمة التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، بالدراسة والتحليل. واوضح بيان صحفي صادر أمس عن الهيئة أن الباحثة قد تناولت تحليل إنجازات مشروع “كلمة”، مُشيرة للقفزة الجلية التي حققها المشروع على صعيد حركة الترجمة، وبشكل خاص ضمن أعمال الترجمة للغة العربية من الإيطالية، التي حققها المشروع خلال فترة وجيزة منذ انطلاقته، وأرجعت الباحثة ذلك للعمل العلمي المؤسسي ولجدية الساهرين على المؤسسة. ورأت أنه لئن كانت الفترة وجيزة منذ انطلاق مشروع كلمة في الترجمة من الإيطالية، مقارنة بتجارب دول عربية أخرى، فإن التجربة الإماراتية تعد متميزة في المجال، إذ غطى مشروع كلمة ما لم تقم به أقسام للدراسات الإيطالية في عدة بلدان عربية. كما نوهت الباحثة كِيارا ديانا بالاختيارات المتنوعة والجادة لمشروع كلمة، التي لم تغرق في صنف محدد من الترجمات، ولم تنساق إلى الأعمال النخبوية الجافة، وذلك عائد وفق الباحثة إلى اختيارات المؤسسة الموفقة، التي تمثل خير تمثيل الإنتاج الثقافي الإيطالي. وقد قارنت الباحثة ما قام به مشروع كلمة مع غيرها من مؤسسات الترجمة العربية، معتبرة كلمة محرك الترجمة الإيطالية المتنوعة في البلاد العربية. يذكر أنه منذ العام 2009 انطلقت الباحثة كيارا ديانا، إلى جانب عملها في جامعة السوربون باريس الثالثة، في إنجاز بحث تحت رعاية المجلة الفرنسية “ترانس يوروبيان” “Transeuropeennes” عن الأعمال الإيطالية المترجمة إلى اللغة العربية خلال الـخمس والعشرين سنة الأخيرة، ضمن برنامج “الترجمة في المتوسط” الذي أشرفت عليه المجلة الفرنسية المذكورة بالتعاون مع عديد من المؤسسات الأوروبية والعربية. وقد نجح مشروع “كلمة” منذ انطلاقه من أكثر من ثلاث سنوات بترجمة أكثر من 500 كتاب، عن 15 لغة، تجمع الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية والصينية والتركية واليابانية والكورية والهندية والسويدية والهولندية والبولندية والألمانية والسويسرية والكردية، وتنوعت الكتب ما بين الآداب والتاريخ والجغرافيا وكتب السيرة والعلوم الاجتماعية والديانات والإصدارات الخاصة بالطفل. وقد أبرم مشروع “كلمة” مجموعة من اتفاقيات التعاون مع عدد من المؤسسات الثقافية المعروفة والمعتمدة عالميًا، منها اتفاقية مع معهد الشرق في روما، وبموجب هذه الاتفاقية تم الاتفاق على ترجمة مجموعة من الأعمال القيّمة، ضمّت نصوصًا روائية لكتّاب إيطاليين معاصرين نالت أعمالهم التقدير وترجمت لعدة لغات بالإضافة إلى أعمال شعرية لأهم شعراء إيطاليا، ومجموعة من الأبحاث والدراسات التي تتناول الشأن الأكاديمي المعاصر في إيطاليا وأوروبا، إلى جانب الكتب المتخصصة في مجالات السينما وأصول النقد السينمائي. ويمثل معهد الشرق بروما الذي تأسس سنة 1921م، حتى اللحظة المعاصرة أهم تجمّع للخبراء والباحثين والدارسين المهتمّين بشؤون الشرق الحديث والمعاصر. ويصدر المعهد مجموعة من الأبحاث والدوريات العلمية لعل أشهرها دورية “أوريينتي موديرنو” (الشرق الحديث). وتعاني حركة الترجمة العربية من الإيطالية قصورا واضحا، إذ تشير البيانات إلى أنه عبر التاريخ ترجم العرب من الإيطالية 300 كتاب فقط، بينما أنهى مشروع “كلمة” ترجمة ما يزيد عن 30 كتاباً من الإيطالية إلى العربية، وهو ما يعادل أكثر من 10% من جملة ما ترجمه العرب عن الإيطالية. من جانبه اعتبر الدكتور علي بن تميم مدير مشروع “كلمة” أنّ المشروع انطلق من وعي وإدراك حقيقيين لما تمثله حركة الترجمة من دور في نهضة الشعوب، وتفاعلها مع الآخر، وتوفير نقاط التماس مشتركة وردم الهوة الفاصلة بين الثقافات، ونشر التقارب الحضاري بين الذات والآخر، ويهدف المشروع بشكل أساسي إلى إحياء حركة الترجمة في العالم العربي، ورفد المكتبة العربية بما ينقصها من علوم ومعارف، ولا نستهدف إصدارات في حقول محددة، بل على العكس فمنذ البداية كان المشروع واعياً إلى الترجمات التي شهدتها العقود السالفة، والتي اهتمت ببعض المجالات مثل الأدب على حساب العلوم والتخصصات الدقيقة، ومن هنا حدث النقص في المكتبات العربية، لذا اعتمدنا تصنيفا يشمل كافة العلوم “المعارف العامة والفلسفة وعلم النفس والديانات والعلوم الاجتماعية واللغات والعلوم الطبيعية والدقيقة والفنون والألعاب الرياضية والأدب والتاريخ والجغرافيا وكتب السيرة وكتب الأطفال والناشئة”. يشار إلى أن مشروع “كلمة” يعد مبادرة مستقلة تتبع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وتحظى بدعم ورعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو في الصميم مشروع غير ربحي، يسعى إلى إحياء حركة الترجمة في العالم العربي، من خلال ترجمة ونشر وتوزيع مختارات واسعة من الكتب من عدة لغات عالمية في مجالات متنوعة وتقديمها للقارئ العربي في طبعة فائقة الجودة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©