عدد اليوم
مصطفى الديب (أبوظبي)
?
برغم أن فعاليات سباقات جائزة الاتحاد للطيران الكبرى تنطلق غداً على المضمار، إلا أن حلبة مرسى ياس أضافت نوعاً جديداً من المتعة والإثارة على الحدث من خلال فتح الأبواب أمام الجماهير اليوم للاستمتاع بمجموعة من الفعاليات المثيرة والرائعة.
وأعدت الحلبة برنامجاً حافلاً في أسبوع الحدث، وتنطلق أحداث اليوم بفتح أبواب الواحة الرئيسة «واحة الفورمولا -1» التي تقع خلف المدرج الرئيس، وتعج بالعديد من الفعاليات الخاصة بجميع أفراد العائلة، فضلاً على إضافة مجموعة من الأحداث تصلح لأفراد العائلة كافة في هذا المكان الذي يعد بمثابة استراحة لضيوف الحلبة، وسوف يكون زوار اليوم على موعد مع جولة المضمار التي تتيح للجماهير التعرف إلى مضمار السباق عن قرب بزيارته والمشي عليه والتعرف إلى مرآب الصيانة عن قرب.، وفي المساء، سوف تتوجه الجماهير إلى الحفل الغنائي.? ووصلت عدد الأماكن الترفيهية في حلبة ياس إلى 70 موقعاً خصصت للجمهور، وتفتح الواحات أبوابها للجماهير اليوم أيضاً، ويأتي في مقدمتها الواحات الجماهيرية، وكذلك ياس وتر ورلد وفيراري ورلد والوافد الجديد ورنر برازر.?
وفي تلة أبوظبي سوف يكون عشاق السباق وحاملو تذاكرها على موعد مع اللون الأخضر الذي تم تخصيصه لها، لكونها واحدة من أهم الأماكن في الحلبة، وهي المقترح الجديد الذي أدخلته ياس على سباقات الفورمولا منذ عامين.???
وعلى مدار الأيام الأربعة المقبلة، تتوجه أنظار العالم من جديد نحو حلبة مرسى ياس في الجولة الختامية من بطولة العالم التي حسم لقبها البريطاني لويس هاميلتون سائق مرسيدس للمرة الخامسة في تاريخه.
وبرغم حسم سائق مرسيدس للقب العالمي إلا أن جماهير الفورمولا -1 أقدمت على شراء جميع المقاعد لتكون المدرجات كاملة العدد بستين ألف متفرج، إضافة إلى خمسة آلاف سيوجدون في أماكن أخرى، أبرزها تلة أبوظبي.? وسيكون متابعو السباق القادمون من أكثر من 170 دولة حول العالم على موعد من كم هائل من التشويق والإثارة أثناء مشاهدة السباق، في ظل عدم وجود ضغوط على أي سائق، ويسعى الجميع للإعلان عن نفسه بقوة من مضمار ياس إلى العالم، إضافة إلى أن الحدث يشهد أيضًا حسم اللقب في سلسلتي سباقات جي بي 2 وجي بي 3.??
من جانبه، قال الطارق العامري، الرئيس التنفيذي لحلبة مرسى ياس: «يسرني الإعلان أن التجهيزات على ما يرام، والأمور تسير بشكل رائع، والحلبة على أتم الاستعداد لاستضافة هذا الحدث العالمي من جديد، والذي يتضمن مجموعة مذهلة من الأنشطة والفعاليات الترفيهية والرياضية المتنوعة، ونتطلع للترحيب بجميع الضيوف القادمين، والذين سينضمون من مختلف أنحاء العالم، ونأمل أن يحصلوا على فرصة كاملة للاستمتاع بأجواء التشويق التي يشهدها السباق الأخير في الموسم».??
وأضاف: «ستكون الأجواء في غاية الروعة، ومع الفعاليات والأنشطة الترفيهية التي تستمر على مدار أربعة أيام، ومن المؤكد ستكون عطلة الأسبوع الأضخم والأروع على الإطلاق».?? ووعد بأن تكون المتعة هي العنوان الأبرز لكل فعاليات الحلبة سواء ما يخص السباق نفسه أو ما يخص الجماهير التي سوف توجد بكثافة كبيرة لمتابعة واحد من أهم سباقات الموسم على الإطلاق، لكون أن ياس تتمتع بخصوصية شديدة بين حلبات العالم.? ?
5 كوادر إماراتية.. 10 سنوات خلف الكواليس
ليس شرطاً أن تكون سائقاً على المضمار لكي تكون مؤثراً في سباق الفورمولا -1، وربما تكون أكثر تأثيراً من خلف الكواليس، خلال عشر سنوات من الخبرة في التعامل مع استضافة جائزة الاتحاد للطيران الكبرى نجحت حلبة مرسى ياس في تخريج كوادر إماراتية تدير الحدث بنجاح وتعد القلب النابض له من خلف الكواليس.
ربما يعتقد البعض أن دور هؤلاء يقتصر على الأمور التنظيمية فيما يتعلق بالجماهير وكيفية إسعادها، لكن الحقيقة غير ذلك، فمنهم من هو مؤثر في كل شيء على الصعيدين الفني والتنظيمي ومنهم من هو حلقة الوصل بين السائق على المضمار وإدارة السباق في غرفة التحكم.
جنود ياس من أبناء الوطن رفعوا راية الإمارات عالية من دون أن يكون هناك سائق يمثلها في السباق، فهم من جعلوا السائق يقف لهم تحية وإجلالاً بالدور الذي يقومون به من أجل وصوله إلى القمة تارة وخروجه إلى بر السلامة في ظل توفير كافة سبل الآمان داخل الحلبة. ولعل تنظيم حدث لمدة أربعة أيام يتوافد إليه ما يقرب من ربع مليون شخص يعد واحداً من الاختيارات الصعبة للغاية والتي نجح فيها الإماراتي وأثبت كفاءة عالية للغاية.
وهناك العديد من الأمثلة من عيال زايد الذين يعرفهم المشاهير ولا تعرفهم الجماهير، «الاتحاد» أرادت أن تعطي هؤلاء الجنود المجهولين حقهم من خلال نظرة على عملهم وتعريف الجمهور بهم وبما يقدمون لهذا الحدث الكبير.
البداية مع محمد المزروعي صاحب الخمسة وثلاثين عاماً الذي يعد من القلائل الذين عاصروا النسخ التسع الماضية ويحتفل بالاستضافة العاشرة هذا العام، وكانت بداية المزروعي مع قسم الموارد البشرية الذي انطلق منه قبل عشر سنوات، ثم انتقل إلى قسم تنفيذ الفعاليات بعد أن اكتشف أنه ليس من هؤلاء الذين يبدعون خلف المكاتب، لاسيما وأنه دائم الحركة وشعلة نشاط لا تهدأ بين جنبات حلبة مرسى ياس.
تألق المزروعي في قسم الفعاليات وأشرف على الكثير من الأحداث الكبيرة التي شرب منها خبرة التعامل مع المضمار ليلفت إليه الأنظار من خلال نجاحه في إدارة تلك الأحداث، لتكافئه جهوده ويتم اختياره في منصب مدير خدمة العملاء الذي يعد أحد الأماكن الحساسة خاصة وأنه سيكون في الوجه دائماً ويعد الممثل الدائم لياس في التعاملات مع الجمهور ومع العملاء من مختلف الجهات.
يؤكد محمد المزروعي أنه واحد من الذين تعلموا واستفادوا من مدرسة ياس وروح العمل الجماعي الذي يعد أحد أهم مميزاتها على الإطلاق، وقال: بكل تأكيد حياتي اختلفت تماماً بعد الدخول لهذا المكان وكذلك مهاراتي العملية تطورت بشكل كبير وأصبحت قادراً على العمل الميداني بشكل أكثر خفة ونشاطاً، لاسيما وأن العمل في مجال إدارة سباقات السيارات يتطلب اليقظة والدقة.
ثاني الوجوه من الجنود المجهولين هو علي البشر رئيس قسم إدارة السيارات، وهو الشخص المسؤول عن التنسيق بين الاتحاد الدولي للسيارات ومؤسسة الفورمولا1 خلال التواجد في جائزة الاتحاد للطيران الكبرى، ويوكل إلى البشر مجموعة من الأمور الفنية المتعلقة بالسباق من جانب إدارة الحدث العالمية، الأمر الذي يعني تمام الثقة في إمكانياته وقدرته على إدارة الأمور خصوصاً في الأوقات الحرجة، ويعد البشر أحد الأشخاص القلائل المخول لهم التواجد في غرفة التحكم في السباق «الريس كونترول» خلال الحدث، يوقع على عاتق ابن حلبة ياس التصرف وقت وقوع الحوادث والإسراع في إنقاذ الموقف من خلال إشرافه على فريق عمل مدرب على أعلى درجة.
وأكد علي البشر أن اختياره في هذا المكان بعد فترة زمنية طويلة من التدريب والاختلاط بإدارة الفورمولا-1 الأمر الذي أكسبه العديد من المهارات وطرق إدارة الأزمات المفاجئة بسرعة ودقة، وشدد على أن الأسلوب العلمي في بناء الكوادر داخل حلبة مرسى ياس هو السبب الرئيس وراء تواجده في هذا الموقع الحساس للغاية، موجهاً الشكر إلى الطارق العامري الرئيس التنفيذي للحلبة الذي وثق فيه ورشحه لهذا المكان.
ويأتي هشام الجنيبي مدير إدارة الفعاليات كثالث الوجوه الإماراتية التي يجب تسليط الضوء عليها في هذا الحدث الكبير لاسيما وأنه يوكل إليه إدارة الحركة بشكل عام داخل جزيرة ياس بأكملها من أجل راحة الجمهور وتذليل الصعوبات التي تواجه أي شخص، كما أنه واحد من أصحاب الأفكار الرائعة في إدارة الحدث خارج المضمار وأيضاً صاحب مجموعة من الابتكارات الجديدة الخاصة بالجماهير وطرق النقل داخل الحلبة وخارجها من مواقف السيارات حتى المقعد على المدرج لمتابعة السباق.
أما الوجه الرابع في قائمة الجنود المجهولين اليوم فهو علي المرزوقي رئيس قسم المبيعات المسؤول عن بيع تذاكر السباق والأرقام تتحدث عن نجاحه لاسيما وأن نفاد 65 ألف تذكرة كل عام يؤكد أنه رجل المبيعات الأول في الحلبة وأنه وفريق عمله يقومون بمجهود جبار منذ الإعلان عن توفير تذاكر السباق وحتى بيع آخر تذكرة.
وتختم القائمة بمحمد المعيني مدير إدارة تقنية المعلومات المسؤول عن كل ما يتعلق بالاتصال داخل الحلبة والتقنيات الحديثة بمختلف أرجائها، لاسيما وأنه واحد من أهم كوادر العمل داخل السباق، ويتحرك المعيني بين سبعة مراكز لتقنية المعلومات متناثرة في كافة أرجاء الحلبة لمتابعة العمل سواء وقت السباق أم خلال الاستعدادات وكذلك هو المسؤول عن نظام قياس حالة الرضا الجديد الذي ابتكرته حلبة مرسى ياس لتتعرف من خلاله إلى آراء الزوار على الخدمات التي تقدمها من خلال لقطات لتعابير الوجه عبر 973 كاميرا موجودة في كل مكان. ?
خدمات خاصة لأصحاب الهمم وكبار المواطنين
أكد الطارق العامري الرئيس التنفيذي لحلبة مرسى ياس أن سباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا-1 سيشهد ظهور الحلبة بحلة مميزة وجديدة، وذلك تزامنا مع «عام زايد» بمناسبة الذكرى العاشرة لانطلاق السباقات.
وقال: الحدث العالمي سيشهد الاحتفاء بمئوية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» حيث سيظهر شعار «عام زايد» في مناطق مختلفة بالحلبة ومن أبرزها برج الشمس.
وكشف العامري أن «حلبة ياس» ستقدم هذا العام خدمات خاصة لأصحاب الهمم وكبار المواطنين حيث سيتولى فريق عمل على أعلى مستوى الاهتمام بأصحاب الهمم وكبار المواطنين والأماكن المخصصة لهم وذلك لتقديم تجربة أكثر من رائعة لهم كما سيسمح أيضا بدخول الأطفال الذي تقل أعمارهم عن 12 عاما إلى الحلبة مجاناً.
ولفت إلى أن الاحتفاء بمرور عشر سنوات على استضافة السباق يعد حدثاً استثنائياً ستواكبه الحلبة وستظهر بحلة جديدة وخاصة حتى يشعر الزائر بمدى الفارق عن الأعوام الماضية منذ أن يدخل الحلبة وحتى خلال تجوله داخل أرجائها، مؤكداً أن فريق العمل قام بجهد كبير على مدار عام كامل من أجل الانتهاء من تلك التغييرات التي من شأنها أن ترسم البسمة على وجوه الزوار خصوصاً على صعيد الضيافة وشكل المدرجات ومنطقة فعاليات الجماهير.
وكشف العامري النقاب عن نفاد تذاكر السباق، مشيراً إلى أن نسبة حضور زوار من خارج الدولة لمشاهدة السباق شهدت زيادة كبيرة منذ انطلاقة السباقات قبل عشر سنوات حيث وصلت إلى نحو 65 في المائة العام الجاري مقارنة بنحو 15 في المائة خلال العام 2009. وأكد أن هذا التوافد الكبير من الزوار من خارج الدولة على حلبة مرسى ياس من أجل مشاهدة سباقات الفورمولا -1 يسهم في تعزيز زخم القطاع السياحي المزدهر في الإمارة ويرفع من القيمة التسويقية للسباق.
أهلاً أبوظبي
تستقبل أبوظبي السباق رقم 997 من الجائزة الكبرى للفورمولا -1 منذ انطلاقها، وكان السباق رقم 100 في ألمانيا عام 1961، والسباق رقم 200 في موناكو عام 1971، والسباق رقم 300 في جنوب أفريقيا عام 1978، والسباق رقم 400 في النمسا عام 1984، والسباق رقم 500 في أستراليا عام 1990، والسباق رقم 600 في الأرجنتين عام 1997، والسباق رقم 700 في البرازيل عام 2003، والسباق رقم 800 في سنغافورة التي استضافت سباقها الأول في العام نفسه 2008، والسباق رقم 900 في البحرين عام 2014، وإذا ظلت روزنامة السباقات على حالها فمن المتوقع أن تستضيف الصين السباق رقم 1000 في العام القادم.
ومع ختام هذا الموسم، يكون فريق فيراري قد نافس على اللقب 970 سباقاً من أصل 997، ولم يخض فريق الأحصنة الجامحة 27 سباقًا خلال 60 عامًا، وكان أول سباق يغيب عنه الفريق الإيطالي هو السباق الأول من الموسم الأول لسباقات الفورمولا-1 الذي استضافته بريطانيا عام 1950! كما غاب الفريق عن المشاركة في 10 من أصل 11 سباقاً من سباقات إنديانابولس 500 والتي كانت نقاطها تحتسب ضمن بطولة العالم ما بين أعوام 1950 و1960، وما عدا ذلك غاب الفريق عن الفريق المشاركة في ثلاثة سباقات لموسم 1962، وسباقين في كل من مواسم 1966 و1973 و1982 وسباق واحد في ثمانية مواسم أخرى.
وتضم قائمة السائقين المشاركين في سباق الجائزة الكبرى في أبوظبي 7 سائقين متوجين بأحد ألقاب سباقات الجائزة الكبرى للفورمولا، ويحملون في ما بينهم 192 انتصارًا من أصل 996 سباقا شهدتها بطولة العالم للفورمولا1 منذ انطلاقها للمرة الأولى.
