الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مهمة كلينتون في «جوبا»

5 أغسطس 2012
بعد سنة من الإحباطات والعنف وظهور أزمة اللاجئين وتراجع آمال التنمية في بلد أسهمت الولايات المتحدة في ميلاده، أرسلت إدارة أوباما رئيسة دبلوماسيتها إلى جنوب السودان لإسداء بعض النصح لقادته. ومن تلك النصائح العاجلة التي سمعها المسؤولون في جوبا دون شك: ضرورة التوصل إلى سلام دائم مع الشمال وتوقيع اتفاق حول النفط يكون متفاهماً عليه بين الجانبين، ويستجيب للحد المقبول من مطالبهما معاً. هذا ما قالته وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، لرئيس جنوب السودان، سيلفاكير، خلال زيارتها إلى جوبا التي جاءت بعد يوم واحد على انتهاء الموعد الذي حددته الأمم المتحدة للبلدين لتحقيق تقدم ملموس وتسوية خلافاتهما، وإلا فسيتعرضان لعقوبات في حال استمرار العنف. وكان ذلك الموعد أو المهلة الذي ضرب للسودان وجنوب السودان ينظر إليه من قبل العديد من المراقبين على أنه تعبير من المجتمع الدولي عن ضيقه الشديد من استمرار النزاع والصراع بين الخرطوم وجوبا، في وقت تفرض عليهما فيه التحديات السياسية والتنموية الماثلة أمامهما أن تعملا معاً لتكثيف كافة أشكال التفاهم والتعاون، ولتجاوز كافة القضايا والملفات العالقة فيما بينهما. وفي تعليقها على الزيارة قالت كلينتون "إن نسبة من شيء، أفضل من لا شيء"، مشيرة بذلك إلى الموقف الأميركي تجاه الخلاف بين دولتي السودان وجنوب السودان وضغطها على هذه الأخيرة لتحقيق بعض التقدم قناعة منها بأن دولة جنوب السودان تؤذي نفسها، قبل غيرها، بوقفها لتدفق النفط الذي يعتمد عليه البلدان إلى حد كبير. وقد أفاد مسؤول بارز في الإدارة الأميركية يوم السبت الماضي أن الطرفين معاً توصلا إلى اتفاق حول النفط. يذكر أن دولة جنوب السودان التي خرجت إلى النور بدعم مالي وسياسي أميركي وأوروبي هي أحدث دول العالم وأقلها نمواً، فهي تجاور الدولة التي انفصلت عنها في الشمال وما زالت بينهما العديد من القضايا والملفات العالقة. ويخشى الأميركيون من أن يتحول الصراع فيما بينهما مع مرور الوقـت إلى حرب استنزاف ستخسرهـا جنوب السودان في النهايـة. وعلى رغم اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه في 2005 بين الشمال والجنوب لينهي بذلك عقوداً مديدة من الحرب الأهلية تعتبر هي الأطول في إفريقيا، تستمر الخلافات حول النفط واقتسام الثروة بين البلدين مهددة بتقويض اتفاق السلام وعودة أجواء الصراع والحرب مجدداً، والسبب في ذلك يرجع إلى عمومية اتفاقية السلام التي لم تتطرق إلى تفاصيل النزاعات الحدودية وترتيبات مرور النفط عبر الشمال. وقد وصل البلدان إلى شفير الحرب في شهر أبريل الماضي عندما أدت العمليات القتالية إلى تهجير أكثر من 200 ألف نازح من منازلهم مشكلة بذلك أكبر أزمة للاجئين في العالم. وبعد يوم فقط على زيارة كلينتون إلى جوبا قال ثامبو مبيكي، الرئيس السابق لجنوب إفريقيا ووسيط الاتحاد الإفريقي في الصراع، إن الطرفين توصلا أخيراً إلى اتفاق حول مرور النفط، موضحاً أنها "اتفاقية تعالج جميع القضايا المرتبطة بالنفط، ومن بينها رسوم مروره عبر الشمال، وعملية تكريره، ثم نقله"، ومع أنه لم يُشر إلى التفاصيل إلا أنه أكد أن البلدين سيستأنفان قريباً تصدير النفط. وجاء الاتفاق مفاجئاً للعديد من المراقبين بالنظر إلى إصرار السودان على اتفاق يغطي أمن الحدود أولاً قبل التطرق إلى إنتاج النفط واقتسام عائداته، وكانت جنوب السودان قد لجأت إلى وقف تدفق النفط عبر الأنابيب التي تحمله إلى الشمال في شهر يناير الماضي بسبب خلاف حول رسوم مرور النفط عبر أراضي الخرطوم، وفي بعض تفاصيل الاتفاق قال وزير خارجية جنوب السودان خلال المباحثات التي جرت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مع الشمال إن الجنوب قدم عرضاً سخياً لمرور النفط عبر أراضي الشمال، بالإضافة إلى مبلغ 3,2 مليار دولار لتعويض خسارة النفط الذي ينتجه الجنوب. أما كلينتون فقد أعلنت عن دعم إضافي للمساعدات الأممية الموجهة إلى اللاجئين بقيمة 15 مليون دولار ليصل بذلك إجمالي المساعدات الأميركية إلى أكثر من 50 مليون دولار. آن جيران - جوبـا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©