الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اليابان قلقة من تصاعد نفوذ الصين

5 أغسطس 2012
عبرت طوكيو في الأسبوع الماضي عن قلقها من تصاعد النفوذ الصيني في المياه الإقليمية المشتركة بينهما، والمطالب الصينية المتصاعدة بشأن مناطق وجزر في البحار المجاورة، وذلك في وقت لم يعد فيه واضحاً من يتخذ القرار في بكين بشأن الجيش الصيني. وجاءت هذه المخاوف وغيرها من التقييمات في التقرير السنوي الذي يُعرف بالكتاب الأبيض الذي تصدره وزارة الدفاع اليابانية كل سنة، متطرقة فيه هذه المرة إلى "تأثير" ما للجيش الصيني في السياسة الخارجية للبلاد، على رغم أن التقرير لم يشر إلى تنامي هذا التأثير، أو تصاعده في الآونة الأخيرة. وتحدث التقرير عن كون العلاقة الوثيقة بين جيش التحرير الشعبي والحزب الشيوعي الحاكم تمثل مؤشراً على طبيعة "إدارة الشؤون الداخلية بالصين" مع انعكاسات قد تتجاوز الصين إلى مجمل الإقليم. ومع أنها ليست المرة الأولى التي تعلق فيها اليابان على ما تعتبره انعدام الشفافية في النفقات العسكرية الصينية، ولا بشأن تحرك قواتها في المنطقة، إلا أنها المرة الأولى التي تتحدث فيها اليابان صراحة عن أسلوب اتخاذ القرار داخل هياكل الحكم الصينية نفسها. بل لقد أشار التقرير الياباني بشكل خاص إلى التغيير المرتقب في القيادة الصينية الذي يحدث مرة كل عقد من الزمن واقتراب موعده نهاية السنة الجارية. وفي هذا السياق صرح وزير الدفاع الياباني "ساتوشي موريمو"، في مؤتمر صحفي أن هناك "نوعاً من القلق حول التطورات الجارية في الصين ليس فقط في اليابان بل أيضاً في عموم شرق آسيا، وهناك تساؤل يلح على الجميع يتمثل في الوجهة التي ستسلكها الصين في المرحلة المقبلة". يذكر أن التوتر بين دول شرق آسيا تنامى في الأسابيع الأخيرة بسبب النزاع حول مناطق حدودية، أو قريبة من المياه الإقليمية للدول المتنازعة، ولاسيما سلسلة الجزر غير المأهولة التي قالت اليابان إنها ستشتريها من مالكها الخاص، حيث طالب التقرير الحكومة اليابانية بتعزيز تواجدها على الجزر وتشديد عملية المراقبة. وفي تدليلها على النفوذ المتنامي للصين في المنطقة والمساعي التي تقوم بها لفرض وجودها في المنطقة أشار تقرير وزارة الدفاع اليابانية إلى المطالب الصينية المتكررة في بحر شرق الصين والعدد القياسي من التدريبات العسكرية التي يجريها الجيش الصيني في المنطقة بالقرب من الجزر اليابانية، مع استخدام طائرة بدون طيار في إحدى المرات على الأقل، الأمر الذي يفاقم التوتر ويزيد من قلق الدول المجاورة. ولفت التقرير الانتباه أيضاً إلى حالة اقتربت فيها الطائرات المروحية الصينية كثيراً من المدمرات اليابانيـة، وأضاف التقرير أن الصين زادت من عمليات الاستطلاع والمراقبة في المناطق المتنازع عليها في الآونة الأخيرة، بل إنه نوه إلى تضاعف موازنة الدفاع الصينية منذ عام 2007 ووصول النفقات العسكرية إلى مستويات عالية قد تشكل تحدياً للأمن والسلم في شرق آسيا. وفي هذا الإطار يقول التقرير "عملت الصين على مدى السنوات الأخيرة على تكثيف أنشطتها في المياه القريبة من اليابان، وهذه التحركات بالإضافة إلى حالة الغموض التي تكتنف الشؤون العسكرية الصينية تمثل مصدر قلق كبيرا للمنطقة والمجتمع الدولي بما فيه اليابان". ولكن التقرير بما حفل به من تخوفات أثار ردود فعل غاضبة من جانب الصين التي سارعت إلى انتقاد ما تضمنه من ملاحظات، حيث وصف متحدث باسم وزارة الدفاع الصينية ادعاءات اليابان بالسيادة على الجزر المتنازع عليها بأنها "غير مسؤولة"، كما تهجمت صحيفة "تشاينا دايلي" القومية في افتتاحيتها ليوم الثلاثاء الماضي على خطة اليابان المعلنة بشراء الجزر التي يطلق عليها في اليابان اسم "سينكاكو"، ولكنها معروفة في الصين باسم "دياوو"، قائلة إن طوكيو "تمشي في طريق لا يبشر بالتعاون بين البلدين". هذا ولم تقتصر انتقادات تقرير وزارة الدفاع اليابانية على الصين ومحاولاتها فرض الهيمنة على منطقة جنوب شرق آسيا مع ما يثيره ذلك من مخاوف وصلت حتى الولايات المتحدة على الجانب الآخر من المحيط الهادي، بل امتدت ملاحظاته أيضاً إلى التحديات الأمنية التي يطرحها البرنامج النووي لكوريا الشمالية وترسانتها الكبيرة من الصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية. وهو ما دفع التقرير إلى التشديد على ضرورة توثيق التعاون العسكري والاستراتيجي مع الولايات المتحدة. كما أنه للمرة الثامنـة على التوالـي منذ بدء صدور التقرير أعادت طوكيو مطالبتها بجزر تسيطر عليها كوريا الجنوبية حالياً، وهذه المطالب استفزت سيئول ودفعتها إلى استدعاء دبلوماسي ياباني لمطالبته بإعادة النظر في الادعاءات اليابانية والكف عن المطالبة بالجزر الخاضعة للسيادة الكورية. وجاء في بيان أصدرته وزارة الخارجية في سيئول أن الحكومة الكوريـة تحتج بشدة على إعادة اليابان مطالبتها بجزر «دوكدو»، محيلاً إلى الاسم الذي تعرف به الجزر المتنازع عليها في كوريا الجنوبية مقابل اسم جزر تاكيشيما الذي يطلق عليها في اليابان. تشيكو هارلان طوكيو ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©