عدد اليوم
سامي عبدالعظيم (رأس الخيمة)
علت الوجوه الدموع في نادي الرمس إثر إعلان وفاة محمد راشد محمد الطنيجي «20 عاماً» لاعب كرة الطائرة بالنادي إثر حادث مروري مروع أمس الأول في الطريق الدائري بمنقطة شمل في رأس الخيمة عندما كان يقود سيارته، حيث خلف نبأ رحيله موجة كبيرة من الحزن على فقده الجلل، فهو لم يكن مجرد لاعب كرة طائرة فقط، حيث كان حريصاً على التعاون مع الجميع بدماثة خلقه وروحه الوثابة وحرصه على التواصل مع الرياضيين داخل النادي، إلى جانب دوره الإيجابي في دعم العلاقات الرياضية والاجتماعية وسط الشباب، وحثهم على عكس الصورة المشرفة خارج أسوار النادي والمشاركة الإيجابية في كل ما يمكن أن يدعم الدور المسؤول للشباب في خدمة الوطن ورفع راياته.
وعمقت التفاصيل التي رواها أشقاء الطنيجي، حالة الحزن على فقده الجلل، فقد تحدثوا عن مجموعة من القيم الجميلة واللحظات الرائعة مع شاب خلوق يحمل في داخله الحب والتقدير والاحترام للجميع انطلاقاً من القيم النبيلة التي غرسها في دواخله والده راشد محمد الطنيجي لاعب كرة الطائرة بنادي الرمس وإداري فريق الناشئين الحالي، حيث قام بدور مؤثر ومهم في دعم ارتباط أولاده بالرياضة وكرة الطائرة على وجه الخصوص في نادي الرمس.
وأكثر ما أشاع الحزن في النادي ووسط زملاء وأصدقاء الفقيد أنه رحل قبل أن يحقق حلمه الرياضي بتطوير قدراته في الطائرة في النادي تمهيداً لتكوين فريق خاص باللعبة من الفئات العمرية المختلفة للمشاركة في الفعاليات الرياضية بعدما أكمل أداء الخدمة الوطنية حتى يتمكن من عكس الصورة المشرفة التي تساعده على متابعة ارتباطه باللعبة، خصوصاً أن مرحلة فريق الشباب هي الأخيرة بالنادي، كما أن وجود كرة الطائرة بين حطام السيارة مثل رسالة كبيرة على حالة «العشق الجميل» لهذه اللعبة، لأن الطنيجي كان يتحين أي فرصة لممارستها في أي ملعب خارج النادي، ولذلك كان يضع كل أدواتها داخل السيارة خصوصاً أنه كان يمارسها في النادي رفقة أشقائه أحمد وسعيد وعبد الله.
وكشف سعيد الطنيجي شقيق الفقيد بصوت غالبته الدموع عن اللحظات الأخيرة التي سبقت وفاته، وقال إن شقيقه أوصله إلى المدرسة قبل ساعات من الحادث وتحدث إليه عن ضرورة المحافظة على سلامته عند قيادة السيارة وذلك بعدم السرعة في الطريق والالتزام بالضوابط المحددة في هذا الجانب، مشيراً إلى أنه كان الشقيق والصديق بتعامله الرائع معهم وحثهم على كل الأمور الإيجابية في الحياة بما يحقق تطلعاتهم المرجوة.
ونوه شقيقه الثاني أحمد الطنيجي، إلى الكثير من المواقف الإنسانية في حياة شقيقه وحرصه على كل ما يحقق لهم السعادة من خلال الأجواء الإيجابية وتشجيعهم على ممارسة الرياضة في النادي والحرص على بر الوالدين، موضحاً أن توافد الأهل والأصدقاء والجيران إلى خيمة العزاء خفف عليهم وقع المصيبة الكبيرة التي ألمت بهم والتي يرجون ثوابها والمغفرة لشقيقهم بالصبر والإيمان بالقدر.
وكشف الطنيجي سبب وجود كرة الطائرة بين حطام السيارة، وقال: محمد كان يتوقف في أي مكان مناسب لممارسة اللعبة في حدود رأس الخيمة، بعدما يقوم بدعوتنا ومجموعة من الأصدقاء لعلمه بأننا نعشق هذه اللعبة التي مارسها شقيقي محمد في النادي منذ 7 سنوات.
وأوضح يوسف المناعي، مشرف كرة الطائرة بالنادي، أنهم فقدوا أحد أبناء النادي الذين قدموا صورة رائعة من العطاء الرياضي الجميل في الفترة الماضية بالأخلاق الجميلة والروح العالية.
